السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر لا تترك حقها ولا أرضها مهما طال الوقت أو حالت الظروف

عودة طابا.. درس فى إدارة المعارك الدبلوماسية

“تحرير طابا” يوم لن يُنسى أو يُمحى من الذاكرة الوطنية المصرية، حيث قادت مصر ملحمة عسكرية ودبلوماسية وقانونية طويلة، لتحرير كامل أرضها، انتهت بعودة طابا لأحضان مصر، ليظل يوم 19 مارس 1989 يومًا مجيدًا فى تاريخ الأمة، يوم أصبحت فيه مصر كاملة السيادة على أراضيها واستردت آخر نقطة حدودية، ورفرف العلم المصرى فوق أرض طابا.



وفى هذه الأيام نحتفل بالذكرى 35 على استرداد آخر نقطة حدود مصرية فى سيناء وهى نقطة طابا، والتى تم رفع العلم المصرى عليها فى 19 مارس 1989، تأكيدًا على أن مصر لا تترك حقها ولا أرضها مهما طال الوقت أو حالت الظروف. 

كانت استعادة طابا التى تمثل آخر نقطة عمرانية لمصر على خليج العقبة، نموذجًا يحتذى فى إدارة المعارك الدبلوماسية والقانونية التى خاضتها مصر فى مواجهة إسرائيل لعدة سنوات فبعد انتصار مصر فى حرب أكتوبر المجيدة، وتوقيع الرئيس محمد أنور السادات معاهدة “كامب ديفيد” فى 1979، والتى خرجت بموجبها إسرائيل من سيناء فى 25 أبريل 1982 ما عدا “طابا”، والتى تبعد عن مدينة شرم الشيخ حوالى 240 كم، رفضت إسرائيل الانسحاب من طابا بحجة أن هذه المساحة 1020 مترًا لا تقع ضمن الأراضى المصرية. 

وفى مارس 1982 أعلن رئيس الجانب المصرى فى اللجنة المصرية الإسرائيلية أن هناك خلافًا جذريًا حول بعض النقاط الحدودية خاصة العلامة 91، ونظرًا لأن الجانبين اتفقا على حل النزاع بموجب قواعد القانون الدولى وبنود اتفاقية السلام، والذى نص فى المادة “السابعة” منه على أن تحل الخلافات بشأن تطبيق أو تفسير المعاهدة عن طريق المفاوضات أو التحكيم الدولي، نجحت مصر فى اللجوء للتحكيم الدولى على الرغم من مماطلات إسرائيل وأصدرت هيئة التحكيم الدولية حكمها فى 27 سبتمبر 1988 بأحقية مصر فى طابا، فقد تم إثبات 10 علامات حدودية لصالح مصر من مجموع 14 علامة بأغلبية 4 أصوات ضد صوت واحد، وإثبات 4 علامات لصالح مصر بإجماع الأصوات الخمسة، وامتد عمل هيئة الدفاع المصرية بعد صدور الحكم ومراوغات إسرائيل فى التنفيذ إلى عقد جولات أخرى من الاجتماعات لتنفيذ حكم التحكيم وتسليم طابا بمنشآتها إلى مصر حتى وصلت إلى المرحلة الأخيرة بتسليم طابا فى 15 مارس 1989 ورفع العلم المصرى عليها فى 19 مارس من نفس العام . 

ويعتبر استرداد طابا بهذا الشكل من التحكيم والقضاء الدولى أول قضية يتم فيها تسوية النزاع الحدودى بين إسرائيل ودولة عربية. 

وطابا هى مدينة حدودية يبلغ تعداد سكانها 3000 نسمة، وتبلغ مساحتها 508.8 فدان تقريباً تغلف الجبال منتجعاتها السياحية، شريطها الساحلى يتكون من عدد من الخلجان والبحيرات ومضيق وجزيرة، كما يوجد بها حصن صلاح الدين الذى رمم من قبل منظمة الآثار المصرية.