السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شهداءفى الإسلام

مصعب بن عمير

يزخر تاريخنا الإسلامى بأسماء شهداء بذلوا أرواحهم فى سبيل إعلاء كلمة الحق والدين، فكانوًا نبراسًا ومثالًا للتضحية والفداء لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- ولدين الإسلام، لذا نروى لكم يوميًا فى شهر رمضان قصة أبرز الشهداء فى التاريخ الإسلامي، ما بين الصحابة والتابعين وقادة أشهر المعارك فى تاريخ الخلافة الإسلامية.



هو مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصى بن كلاب بن مرة القرشي، كنيته أبو عبد الله، وُلد فى الجاهلية، كان شابًّا جميلاً عطراً، حسن الكسوة، وكان أبواه ينعمانه.

أسلم ورسول الله – صلى الله عليه وسلم- فى دار الأرقم، وكتم إسلامه، خوفاً من أمّه، وكان يختلف إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم- سرًّا، فبصر به عثمان بن طلحة العبدرى، فأعلم أهله، فأخذوه وحبسوه، فلم يزل محبوساً إلى أن هاجر إلى الحبشة، رجع مع من هاجر إلى مكة ثانية، والتقى رسول الله -صلى الله عليه وسلم.

كان مصعب بن عمير أوّل من هاجر إلى المدينة، وذلك أنَّ الأنصار كتبوا إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم– أن ابعث لنا رجلاً يفقهنا فى الدين ويقرئنا القرآن، فبعثه -صلى الله عليه وسلم- إليهم. 

حينما قدم المدينة نزل على أسعد بن زرارة، وكان يأتى الأنصار فى دُورهم أو قبائلهم فيدعوهم إلى الإسلام.

بعد هجرة الرسول وصحبه إلى المدينة ، وحدثت غزوة بدر، تلتها غزوة أحد الذى أمر فيها الرسول مصعب ليحمل الراية، وتشب المعركة الرهيبة، ويحتدم القتال، ويخالف الرماة أمر الرسول ، فقد حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد، فلما جال المسلمون ثبت به مصعب، فأقبل ابن قميئة وهو فارس، فضربه على يده اليمنى فقطعها، ومصعب يقول: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، وأخذ اللواء بيده اليسرى وحنا عليه، فضرب يده اليسرى فقطعها،  فحنا على اللواء وضمّه بعضديه إلى صدره وهو يقول: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه وأندق الرمح، ووقع مصعب، وسقط اللواء، استشهد مصعب فى العام الـ3 من الهجرة بعمر 40 عاماً، قتله ابن قثمة الليثى، وبعد انتهاء غزوة أحد جاء الرسول وأصحابه يتفقّدون أرض المعركة ويودّعون شهداءها، وعند جثمان مصعب سالت دموع وفية غزيرة، وفقًا لما ذكرت المصادر التاريخية وكتب الأثر.