عبدالله بن جحش

يزخر تاريخنا الإسلامى بأسماء شهداء بذلوا أرواحهم فى سبيل إعلاء كلمة الحق والدين، فكانوًا نبراسًا ومثالًا للتضحية والفداء لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- ولدين الإسلام، لذا نروى لكم يوميًا فى شهر رمضان قصة أبرز الشهداء فى التاريخ الإسلامي، ما بين الصحابة والتابعين وقادة أشهر المعارك فى تاريخ الخلافة الإسلامية.

عبد الله بن جحش بن رئاب من بنى خزيمة، أخو أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش زوج النبى صلى الله عليه وسلم.

أسلم عبدالله بن جحش، قبل أن يدخل النبى عليه الصلاة والسلام دار الأرقم، فكان من السابقين إلى الإسلام.

ولما أُذِنَ النبى عليه الصلاة والسلام لأصحابه بالهجرة إلى المدينة، فراراً بدينهم من أذى قريش، كان عبدالله بن جحش ثانى المهاجرين إذ لم يسبقه إلى هذا الفضل إلا أبو سلمة.

روى محمد بن عمر الأسلمى عن شيوخه وابن وهب عن سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه أن عبدالله بن جحش قال له يوم أحد: ألا تأتى ندعو الله تعالى فى ناحية، فدعا سعد فقال: يا رب إذا لقيت العدو غدا فلقنى رجلا شديدا بأسه، شديدا حرده، أقاتله فيك ويقاتلنى، ثم ارزقنى الظفر عليه حتى أقتله، وآخذ سلبه، فأمن عبدالله بن جحش، ثم قال: اللهم ارزقنى رجلا شديدا بأسه، شديدا حرده، أقاتله فيك ويقاتلنى، فيقتلنى ثم يأخذنى فيجدع أنفى وأذنى، فإذا لقيتك قلت: يا عبدى، فيم جدع أنفك وأذنك؟ فأقول: فيك وفى رسولك، فيقول الله تعالى: صدقت، قال سعد: كانت والله دعوة عبدالله بن جحش خيرا من دعوتى، ولقد رأيته آخر النهار وإن أذنيه، وأنفه معلقات فى خيط . قال محمد بن عمر: وتولى تركته رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاشترى لابنه مالا بخيبر، ودفن هو وخاله حمزة بن عبد المطلب فى قبر واحد . فائدة قال ابن القيم فيما يستفاد: جواز دعاء الرجل أن يقتل فى سبيل الله، وتمنيه ذلك، وليس هذا من تمنى الموت المنهى عنه، كما قال عبد الله بن جحش.