شهداء فى الإسلام
خبيب بن عدى
يزخر تاريخنا الإسلامى بأسماء شهداء بذلوا أرواحهم فى سبيل إعلاء كلمة الحق والدين، فكانوًا نبراسًا ومثالًا للتضحية والفداء لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- ولدين الإسلام، لذا نروى لكم يوميًا فى شهر رمضان قصة أبرز الشهداء فى التاريخ الإسلامي، ما بين الصحابة والتابعين وقادة أشهر المعارك فى تاريخ الخلافة الإسلامية.
يزخر تاريخنا الإسلامى بأسماء شهداء بذلوا أرواحهم فى سبيل إعلاء كلمة الحق والدين، فكانوًا نبراسًا ومثالًا للتضحية والفداء لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- ولدين الإسلام، لذا نروى لكم يوميًا فى شهر رمضان قصة أبرز الشهداء فى التاريخ الإسلامي، ما بين الصحابة والتابعين وقادة أشهر المعارك فى تاريخ الخلافة الإسلامية.
هو الصحابى الجليل بن مالك بن عامر بن مجدعة بن جحجبى بن عوف بن كلفة ابن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأوسيّ، وقد شهد رضى الله عنه بدرا، وكان استشهاده فى عهد النبى عليه الصلاة والسلام، وقد كان رضى الله عنه أول صحابى يصلب، وهو أول صحابى سن سنة الصلاة قبل القتل.
بعث النبى عليه الصلاة والسلام عشرة رهط عيناً فى غزوة سميت بغزوة الرجيع، وقد علم بأمرهم حى من بنى هذيل يقال لهم بنو لحيان وقد كانوا مشركين، فتتبعوا آثارهم فى مائة رجل رام حتّى تمكنوا من إدراكهم.
وبعد أن حاصروهم عرضوا عليهم العهد والأمان إذا نزلوا على أمرهم، فلم يوافق عاصم بن ثابت وكان أميرهم أن ينزل على عهد الكفار فقاتل حتّى قتل فى سبعة منهم، ونزل ثلاثة منهم على عهد الكفار كان من بينهم خبيب بن عدي، وقد غدر القوم بخبيب وأصحابه حينما حلوا أوتار قسيهم وربطوهم، ثمّ أخذوهم إلى مكة فباعوا فيها فاشترى خبيبا بنو الحارث بن عامر.
وقد كان خبيبا قد قتل أبوهم الحارث فى بدر فاشتروه قصاصاً لأبيهم، وقد مكث أسيراً عندهم حتّى إذا عزموا على قتله خرجوا به من الحرم فطلب منهم أن يصلي، فأجابه إلى ذلك فصلى ركعتين ثمً بعد أن أنهاها قال لهم: والله لولا أن تظنون أنى أطلت فى الصلاة جزعا لزدت، ثمّ دعا عليهم قائلاً: اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحدا، ثمّ أنشد قائلاً: ولست أبالى حين أُقتل مسلماً على أى جنب كان فى الله مصرعى وذلك فى ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شلوٍ ممزَّعِ ثمّ توجه إلى عقبة بن الحارث إلى خبيب فقتله.
ذكر أبو يوسف فى كتابه اللطائف عن الضحاك، أنّ النبى عليه الصلاة والسلام بعث المقداد والزبير ليقوموا بإنزال خبيب عن الخشبة التى صلب عليها، وعندما وصلا إليه وجدا حوله أربعين رجلاّ نشاوى فتمكنا من إنزلاه، ثمّ حمله الزبير على فرسه وقد كان جسد غضاً طرياً، وعندما أحس المشركون بهما خرجوا فى طلبهما وعندما أدركوهما قذف الزبير جسد خبيب على الأرض فابتلعته، فسمى بعد ذلك ببليع الأرض.