السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
السيدة صاحبة الكلب

السيدة صاحبة الكلب

هى أحد اشهر القصص القصيرة للأديب الروسى الكبير أنطون تشيكوف، تتحدث عن إعجاب ثم حب متبادل بين رجل كبير فى السن متزوج وبين فتاة صغيرة متزوجة أيضا، لن استطرد فى سرد الأحداث فالاجدر أن يقرأها الجميع من أحد الاصدارات العربية دقيقة الترجمة - بالطبع من الافضل قراءتها بلغتها الأصلية ولكن لا أعتقد أن اتقان اللغة الروسية أمر سهل - وفى جميع الأحوال فإننى أغبط من يتقن الروسية أو الفرنسية، فسيكون لديه فرصة رائعة لقراءة أعمال أدبية مهمة باللغة التى كتبت بها.



عودة مرة أخرى الى قصة «السيدة صاحبة الكلب»، وبعد أن انتهيت من قراءتها، تركت الكتاب جانبا وأمسكت بالحاسب الآلى المتصل بشبكة الانترنت وطلبت من أحد برامج الذكاء الاصطناعى أن يسرد لى القصة فيما لا يزيد على 200 كلمة، والحقيقة أن السرد وإن كان جيدا فيما يخص الأحداث الرئيسية فى القصة إلا انه افتقر الى الوصف والسرد وافتقر أيضا الى الخطرات والأفكار والمشاعر التى عبر عنها الكاتب بإبداع وتميز.

منذ عدة شهور قمت بتجربة مماثلة حيث سألت أحد برامج الذكاء الاصطناعى أن تقوم بتلخيص عدد من روايات أديب مصر العالمى نجيب محفوظ قمت بنشرها فى سلسلة من المقالات بعنوان «كبسولات محفوظية» وأعتقد أن ما انتجه برنامج الذكاء الاصطناعى كان قريبا الى حد كبير مما انتجه فى سرده لقصة تشيكوف، حيث اهتم بالأحداث، أو على وجه الدقة اهتم بأهم الأحداث فى الروايات وذلك من وجهة نظره أو من وجهة نظر من قام ببرمجته وهى تجربة وإن كانت تعطى فكرة عامة عن الرواية إلا إنها تفتقد إلى الإبداع والبلاغة والحس الفنى والإنسانى وهذا أمر مفهوم فالذكاء الاصطناعى لم يصل الى هذا المستوى حتى الآن وربما لن يصل على الاطلاق بالرغم من أن البعض يؤكد أن الامر مسألة وقت ليس إلا.

أمر مشابه نجده فى حالة قراءة رواية أوقصة قصيرة تمت كتابتها بواسطة الذكاء الاصطناعى ومهاما حاول الشخص القائم بالعمل أن يضفى الطابع الانسانى والبشرى على الرواية والتعبيرات الا أن القارئ سيشعر دائما بأن شيئا ما لا يزال والحمد لله مفقودا، والى أن يأتى هذا اليوم-اولا يأتى- دعونا نعلى من شأن الإبداع البشرى ونتمتع به قبل أن تسيطر الآلات على ما تبقى من انسانيتنا.