فى أقل من أربع سنوات
خلال شهر يوليو من عام 2020 نشرت مقالًا بعنوان «الجامعات الذكية»، انصب فيه الحديث حول الجهود المبذولة لنقل عملية التعليم العالى إلى منطقة متطورة فرضتها أزمة كورونا على هذا المجال وعلى كافة المجالات الأخرى ليس فى مصر فقط ولكن على مستوى العالم كله حيث جاءت الكلمة الافتتاحية للمقال كما يلى «فرضت أزمة كورونا أمرًا واقعًا جديدًا فى كافة المجالات ومنها التعليم الجامعى، وعلى الرغم من أن التحول الرقمى وتحويل الجامعات إلى جامعات ذكية كان من الأمور المخططة إلا أن أزمة كورونا عجلت بهذا التحول.»
خلال نفس المقال وفى ذات السياق ذكرت أنه خلال نفس الأسبوع تمت مناقشة رسالة ماجيستيرمقدمة من الباحثة ابتسام فوزى تميم عن موضوع «علاقة الشباب الجامعى المصرى بالمواقع الإلكترونية لمؤسسات التعليم العالى وسبل تطويرها» وتمت الدراسة على أربع جامعات لتحديد شكل العلاقة بين الطلاب ومؤسسات التعليم التى ينتمون لها والتى تشكلها الخدمات والأنشطة المتاحة فى المواقع الالكترونية الرسمية.
ولأن هذا الأمر يحتاج إلى الكثير من البحث والدراسة والتخطيط وخاصة مع التطورات التكنولوجية التى نطالعها ونحتك بها ونتعامل معها كل يوم فإن نفس الباحثة قامت باستكمال الأمرولمدة ثلاث سنوات متصلة كللتها الأسبوع الماضى بالحصول على درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى فى «تقييم المواقع الإلكترونية للجامعات العربية فى ضوء المعايير العالمية لجودة المواقع الإلكترونية» وذلك من خلال لجنة مكونة من الأستاذ الدكتور حسن عماد مكاوى أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة وعميد كلية الإعلام الأسبق رئيسا ومشرفا، والدكتور سامى الشريف أستاذ الإعلام بكلية إعلام جامعة القاهرة وعميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات مشرفًا، والدكتورة هويدا مصطفى أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة وعميد كلية الاعلام الأسبق وعميد كلية الإعلام بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا مناقشًا.
استهدفت الدراسة بشكل رئيسى التعرف على مدى تطبيق مواقع الجامعات العربية للمعايير العالمية لجودة المواقع الإلكترونية، وانبثق من هذا الهدف مجموعة من الأهداف الفرعية وهى: التعرف على نوعية المضامين والخدمات التى تقدمها المواقع الإلكترونية للجامعات العربية، رصد الأهداف التى تسعى المواقع الإلكترونية للجامعات العربية إلى تحقيقها، الكشف عن استراتيجيات التماس المعلومات المُتبعة من قبل طلاب الجامعات العربية، الوقوف على معدل وأنماط التماس الطلبة للمعلومات الجامعية من مواقع الجامعات العربية، تحديد وتحليل الدوافع والآثار المترتبة على التماس الطلبة للمعلومات من مواقع الجامعات العربية، الكشف عن مدى جودة المواقع الإلكترونية للجامعات العربية من وجهة نظر الطلبة، وضع قائمة معايير يمكن الاستناد إليها مستقبلاً فى تقييم المواقع الإلكترونية للجامعات.
واشتملت الدراسة على دراستين، إحداهما تحليلية لعينة من مواقع الجامعات العربية وهي: موقع جامعة القاهرة بجمهورية مصر العربية نموذجًا لجامعات المشرق العربي، وموقع جامعة الملك سعود بالممكلة العربية السعودية نموذجًا لجامعات الخليج العربي، وموقع جامعة القاضى عياض بالمملكة المغربية نموذجًا لجامعات المغرب العربي، والدراسة الأخرى هى دراسة ميدانية على عينة من الطلبة فى هذه الجامعات، وكذا على عينة من الخُبراء المتخصصين فى مجال الحاسبات والمعلومات والمواقع الإلكترونية.
وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، ومنها أنَ «أنشطة البحث العلمى» جاءت فى المرتبة الأٌولى من حيث طبيعة المضمون الذى تتناوله المواقع عينة الدراسة، وأن «الأهداف المعلوماتية» احتلت المرتبة الأٌولى من حيث الأهداف التى تسعى مواقع الجامعات العربية إلى تحقيقها، وأن «حسابات الجامعة على مواقع التواصل الاجتماعي» جاءت فى مقدمة المصادر المفضلة لدى عينة الدراسة الميدانية للحصول على المعلومات الجامعية، وتلاها فى المرتبة الثانية «الموقع الإلكترونى للجامعة»، كما طرحت الدراسة قائمة معيارية لتقييم المواقع الإلكترونية للجامعات والاستعانة بها كدليل أساسى عند إنشاء وتطوير تلك المواقع.
فى تقديرى أن أهمية كل من رسالة الماجيستير والدكتوراه أنهما يتطرقان الى المواقع الالكترونية كآلية مستقرة للتواصل والمعرفة ربما تكون هى الآلية الأولى التى بدأت بها شبكة الانترنت، ثم انتقلت الى التطبيقات والمنصات ولكن حتمًا ستبقى آلية المواقع الإلكترونية هى الأنسب لعدد محدد من الحالات منها المجال التعليمى.