عشرين خمسين تسعين

منذ بدأنا فى التعرف على أسماء الشوارع ونحن نحاول دائمًا أن نجد سببًا منطقيًا، فربما يكون اسم الشارع يشير الى شخص قام ببناء منزل فيه، أو أكثر الأشخاص شهرة، أو لتخليد اسم شخص رحل، أو يكون الاسم ذا دلالة سياسية أو تاريخية أو دينية أو حتى نوع من أنواع الورود، بالطبع كل تلك القواعد ليست كل شىء، فربما يأتى اسم الشارع كنوع من السباب أو نوع من الحشرات أو الحيوانات.

استمر الأمر كذلك حتى انتبهنا الى ضاحية المعادى  التى لاتحمل شوارعها اى أسماء، مجرد أرقام، لعل أشهرها شارع 9، فى نفس الوقت فإن لاسماء الميادين دلالات ربما تكون أكثر منطقية ووضوحًا.

عودة الى أسماء الشوارع، وجدنا فى منطقة فيصل الحديثة نسبيا - بعد امتلاء منطقة الهرم بالسكان - وجود أسماء لشوارع مثل العشرين والخمسين، وانتشرت فى مناطق أخرى كالنزهة الجديدة وجسر السويس، ثم وجدنا شارع التسعين فى التجمع الخامس.

فى البداية كان البعض يخطئ فى النطق فيسميه «شارع العشرينى» أو «شارع الخمسينى» وهو ما دفع البعض الى الاعتقاد بأن العشرينى والخمسينى ربما يكونا من أولياء الله الصالحين، وهو ما تبدد تمامًا بعد وجود «شارع التسعينى» ففكرة أن بعض البشر أسماؤهم من الأرقام تطرح العديد من الأسئلة البسيطة والمنطقية مثل «لماذا؟» وهل جدبت الأسماء؟»، المهم ان أسماء تلك الشوارع استمر كلغز كبير لم يحاول حتى قاطنى تلك المناطق حله، ربما لتفاهة الأمر وربما لأنهم اعتقدوا أن الاسم سيكون مؤقتًا لحين إطلاق اسم أكثر دلالة وهو ما لم يحدث ابدا.

فى النهاية  ببحث بسيط عن سبب تلك التسمية اتضح أنها تعبر عن عرض الشارع بالأمتار، فشارع العشرين سمى كذلك لأن عرضه 20 مترًا وشارع الخمسين لأن عرضه 50 مترًا وهكذا.

وفى جميع الأحوال فان اسما ذا دلالة أفضل كثيرًا من رقم بلا معنى، كما ان أسماء الشوارع تعتبر من الدروس الأولى التى يتعلمها الطفل حين يسأل اهله «ما معنى اسم شارعنا؟.