الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شهداء فى الإسلام

عكرمة بن أبى جهل

يزخر تاريخنا الإسلامى بأسماء شهداء بذلوا أرواحهم فى سبيل إعلاء كلمة الحق والدين، فكانوا نبراسًا ومثالًا للتضحية والفداء لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- ولدين الإسلام، لذا نروى لكم يوميًا فى شهر رمضان قصة أبرز الشهداء فى التاريخ الإسلامي، ما بين الصحابة والتابعين وقادة أشهر المعارك فى تاريخ الخلافة الإسلامية.



هو الصحابى الجليل عكرمة بن أبى جهل عمرو بن هِشَامِ بنَ المُغِيْرَةِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْمِ بنِ يَقَظَةَ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيٍّ القُرَشِيُّ، يكنى بأبى عثمان، وكان سيد بنى مخزوم ورئيسهم بعد مقتل أبيه

كان عكرمة فارساً قوياً فى الجاهلية، وكان هو وأبوه شديدي العداوة والكُره للنبى -صلى الله عليه وسلم-، وكانا فى المعارك يقاتلان المسلمين أشدّ القتال، ولا يتركان فرصة للنيل منهم إلا واستغلاَّها، ثم قُتل أبو جهل فى غزوة بدر، ونجا عكرمة منها ليهديه الله إلى الإسلام فيما بعد، وقد حسُنَ إسلامه، وكان من العابدين والمجاهدين

اختُلف فى يوم استشهاد عكرمة بن أبى جهل رضى الله عنه، فقال أبو إسحاق السبيعى أنه قتل فى معركة اليرموك فى عهد عمر بن الخطّاب رضى الله عنه، وقال عروة وابن سعد: بأنه قتل يوم أجنادين، أو يوم مرج الصفر فى عهد أبى بكر الصديق رضى الله عنه، وقد استُشهد عن اثنين وستين سنة.

وفى المعركة ضد الروم اندفع عكرمة مقاتلاً الكفار الذى اشتد هجومهم على المسلمين، وكان يقول: «لطالما قاتلتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يهدنى الله إلى الإسلام، أفأفرُّ من أعداء الله اليوم؟»، فكان لا يخاف الموت، ساعياً للشهادة فى سبيل الله، وقد حمَّس المسلمين منادياً عليهم: «من يبايع على الموت؟»، فبايعه عددٌ منهم، لكنهم كانوا قلةً مقارنةً بأعدائهم، فقاتلوا حتى قُتلوا شهداء فى سبيل الله، وقد وُجد فى جسد عكرمة رضى الله عنه بضعٌ وسبعون طعنةً ورميةً وضربة.