الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
3 يوليو.. استعادة الوطن وبناء المجد

3 يوليو.. استعادة الوطن وبناء المجد

إن الشعوب التى تدرك وتعى قدر حجم أوطانها، هى التى تصنع جدرانًا صلبة، تقف حائلًا  أمام أى أمواج هادرة تحاول العصف بثوابته وهويته، فإن كل وطن لا يستقيم له معنى ولا يكتمل له كيان دون شعب حر، يكون هو حجر الأساس، وانطلاقة البدء فى تكوينه وبناء أركانه، هذا الشعب الحر يكون أعمدة البناء، التى يرتفع بها بنيان الوطن، وتعلو به رايته خفاقة فى سماء العزة والكرامة.. ومن هنا، من تلك الزاوية المضيئة، يمكننا استعادة الذكرى المجيدة، بمرور أحد عشر عامًا على بيان القوات المسلحة المصرية، الذى انتظره الشعب بفارغ الصبر، حشود غفيرة فى جميع أنحاء مصر، تترقب ذلك الإعلان الحاسم.. لقد نادى الشعب بإسقاط الإخوان ورئيسهم، وإسقاط حكم المرشد، ليعود للوطن كيانه وقوته، ويتحرر من قيود الظلم والاستبداد.



فى تلك اللحظة التاريخية، تلاحم الشعب والجيش فى وحدة وطنية لا تقهر، ليكتبوا صفحة جديدة فى تاريخ مصر، صفحة تحمل فى طياتها معانى الحرية والإرادة والعزم على بناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة، وفى ذكرى البيان التاريخى المشهود الذى ألقاه وقتها وزير الدفاع، القائد العام للقوات المسلحة عبدالفتاح السيسى، الذى آثر أن ينحاز لإرادة شعب مصر فى كل مصر، ويضع هذا الانحياز الضرورى أول خطوة فى خارطة الطريق الجديدة، للبدء فى البناء القويم، بعد محو أثر خفافيش الظلام من الجماعة الإرهابية الغاشمة التى أرادت أن تمحو تاريخًا مضيئًا وحضارة عريقة، بطمس هوية وطن جاء فجاء التاريخ، أرادت أن تدفع به فى نفق مظلم من التخلف والرجعية وترسيخ لغة الدم التى لم يعرفوا سواها، ليأتى البيان التاريخى كأول شعاع نور فى نبراس الوطن، وطوق النجاة لدولة صناع التاريخ فى الماضى وها هى تصنعه مجددًا، وتبنى الأمجاد، بعد ثورة 30 يونيو التى كانت ولم تزل وسوف تبقى هذا النبراس الذى تهتدى بمدده الأجيال بعد الأجيال، وتشق مصر طريقها الذى لم يخلُ من الصعاب، لم نكن لنعيش هذه اللحظة المضيئة فى وطن يشق طريقًا من النور ليكون عنوانًا لائقًا بمدٍ حضارى عريق عرفه العالم كله من قبل ومن بعد، لذا كان من الضرورة والواجب الوطنى أن تُستكمل المسيرة بعد استكمال الجميل، وتضع مصر نصب أعينها جميع التحديات وأولها تحدى الإرهاب الغاشم الذى استطاع القائد الرئيس عبد الفتاح السيسى ورجال مصر الشجعان والنبلاء أن يجففوا منابعه، وأن تتصدى لمن يعاونوه من الخارج ويمدونهم بالأموال والأسلحة، وأن تجبرهم على التراجع عن هذا المسار الذى استهدفوا به مصر ومقدراتها وتاريخها.

لقد جاء قرار شعب مصر باختيار الرئيس القائد تكليفًا شعبيًا لقيادة السفينة إلى شاطئ الأمان بعد أمواجٍ هادرة كانت تترنح فوقها، تكليفًا باتجاه بناء دولة حديثة تنتصر لقيم العمل والعرق والجهد والبناء والإنتاج، وترسيخ مبادئ واستحقاقات أصيلة فى حياة كريمة وتأكيد مبادئ الحريات والحقوق والمواطنة، وإعلاء شأن القانون والتشجيع على العمل والتنمية والصناعة والزراعة، والحفاظ على حقوق العامل والمرأة والطفل، وإعطاء الفرص للشباب وللكفاءات ليكونوا جزءًا أصيلًا فى هذا المد الثورى الذى استنهضه الشعب فى ثورة 30 يونيو، ليكون مدًّا بمثابة الوقود الذى لا ينضب فى الدفع بقاطرة مصر التى ارتفعت رايتها خفاقة بين الأمم، تعيش عصرا من أبهى عصورها، محققة المستحيل الذى لم يصبح مستحيلًا، بأبناء مخلصين، وقيادة واعية قوية، لتظل 30 يونيو وقرارات 3 يوليو شعلة الطريق والوثبة الأولى فى تجاوز مرحلة قاتمة من تاريخ الوطن، إلى بناء المجد بروح صلبة مؤمنة بالله الذى جعل هذا البلد آمنًا، فأيقنوا وصدقوا وساروا على الدرب يحطمون كل صعب ويتخطون التحديات ويبنون الأمجاد.