غليان فى البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين والقراصنة
ابتهال مخلوف
وفقًا لنظرية «الأوانى المستطرقة» فى العلاقات الدولية، تمتد صراعات العالم للبحار والمحيطات والمياه الإقليمية والدولية، ما جعل مياه منطقة الشرق الأوسط على مراجل من نيران شديدة تزيد من غليانها.
وردًا على العدوان الإسرائيلى على غزة، شنت جماعة الحوثيين فى اليمن المدعومة من إيران عشرات الهجمات الصاروخية وبطائرات مسيرة ضد سفن تجارية فى البحر الأحمر، ما دفع أمريكا ودول حليفة منها بريطانيا وفرنسا بتدشين تحالف دولى لحماية الملاحة الدولية وتوجيه ضربات صاروخية ضد اليمن.
مجلة «ذا نيويوركر» الأمريكية، اعتبرت أن هجمات الحوثيين أثرت مباشرة على 50 دولة لأنها تهدد حرية الملاحة والتجارة العالمية فى البحر الأحمر الذى يربط قارة آسيا بأوروبا ويستقبل نحو ثلث سفن النقل العملاقة العالمية.
ويضاعف من حجم الخطر، تأثير حرب غزة على مناطق بحرية ساخنة أخرى، أبرزها عودة شبح هجمات القراصنة قبالة القرن الإفريقى بعد هدوئها منذ عام 2017، خاصةً بالقرب من سواحل الصومال، إذ تستغل مجموعات القرصنة الأزمات السياسية والأمنية فى الصومال ومنطقة القرن الإفريقى عامةً من أجل تعزيز نشاطها، ما يؤدى إلى تزايد تهديد الملاحة البحرية عالميًا.
إذ خطف قراصنة سفينة شحن بضائع فى منتصف ديسمبر الماضى قبالة سواحل الصومال، وفى شهرين فقط حدثت 14 عملية اختطاف لسفن قبالة القرن الإفريقى لتعود منطقة غرب المحيط الهندى إلى تصنيفها من ضمن المناطق العالية المخاطر.
وتعد أبرز تبعات هذه الهجمات زيادة الضغوط على قطاع الشحن العالمى عبر زيادة أقساط التأمين على السفن التجارية المارة بغرب المحيط الهندى أو عبر تحويل مسار رحلات الشحن من البحر الأحمر وقناة السويس إلى طريق رأس الرجاء الصالح جنوب قارة إفريقيا.. وتهديد حركة التجارة البحرية فى البحر الأسود جراء الحرب الأوكرانية المستمرة منذ عامين.