بيو للأبحاث : تآكل التعاطف الدولى لـتل أبيب.. ونتنياهو يكتب شهادة وفاة بايدن سياسيا
تسونامى العزلة» يضرب إسرائيل»
ترجمة - مى فهيم ووسام النحراوى
سلط مركز «بيو» للأبحاث الضوء على تآكل الدعم الدولى لإسرائيل، موضحًا أن الضغوط الخارجية والداخلية تعمل على تغيير المشهد الدولى بالنسبة لإسرائيل بسرعة، ففى عام 2011، حذر إيهود باراك، وزير الدفاع الإسرائيلى آنذاك، من أن إسرائيل سوف تواجه «تسونامى دبلوماسى سياسى قانونى» من العزلة الدولية، إذا لم تتمكن من حل الصراع مع الفلسطينيين.
وبعد أكثر من عقد من الزمان، يتحرك التيار بسرعة فى هذا الاتجاه.
ففى أقل من أسبوع، حدثت ثلاث خطوات رئيسية لم تكن لتخطر على بال قبل حرب غزة:
أولًا، فى 20 مايو أصدر مكتب المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وبعد يومين أعلنت حكومات النرويج وإسبانيا وأيرلندا أنها ستعترف بالدولة الفلسطينية فى الثامن والعشرين من مايو، فى حين اعترفت أكثر من 140 دولة فى الأمم المتحدة بالفعل بفلسطين كدولة، ورغم رمزية هذه الخطوة فقد أكدت الدول الثلاث ضروريتها للحفاظ على أى فرصة للتوصل إلى حل الدولتين.
ثم فى يوم الجمعة الرابع والعشرين من مايو، قضت محكمة العدل الدولية بأن إسرائيل لا بد أن توقف العملية العسكرية فى رفح، كما أمرت إسرائيل بفتح معبر رفح الحدودى مع مصر للسماح بدخول المساعدات الإنسانية وضمان وصول المحققين وبعثات تقصى الحقائق إلى غزة.
يأتى هذا جنبًا إلى جنب مع النشاط الشعبى الواسع النطاق الذى زاد مع استمرار الحرب، فقد استمرت المظاهرات الأسبوعية فى لندن ومدن أخرى حول العالم، وهزت موجة من الاحتجاجات الحرم الجامعى فى جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا.
حتى داخل إسرائيل، تكثفت الاحتجاجات لدعم وقف إطلاق النار للإفراج عن الرهائن الذين لا يزالون محتجزين لدى حماس، رغم أن معظم الإسرائيليين لا يزالون يؤيدون الحرب نفسها.
ومن المرجح أن تؤدى الضغوط الدولية المتزايدة إلى إحداث تأثير على المستوى المحلى والعالمي.
ومن المرجح أيضًا أن تؤدى سلسلة التحركات الدولية إلى مضاعفة الدعم لإسرائيل من إدارة جو بايدن رغم الاختلاف فى طريقة التنفيذ والتكتيكات، إلا أن الرئيس الأمريكى شخصيًا انتقد أوامر المحكمة الجنائية الدولية ووصفها بأنها “فاضحة”، وقد ينضم الديمقراطيون إلى الجمهوريين فى السعى إلى فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية.
كما التزم البيت الأبيض الصمت بشأن حكم محكمة العدل الدولية. وقال مسئولون فى الإدارة إن عملية رفح لم تتجاوز بعد الخطوط الحمراء لبايدن.
وتشير الأحداث الأخيرة إلى تحول فى وجهة نظر العالم تجاه الصراع «الإسرائيلى – الفلسطينى» على نطاق أوسع، فالدول والهيئات الدولية أصبحت أقل استعدادًا للتنازل عن كل النفوذ، فيما يتصل باتجاه الصراع لصالح واشنطن.
وعندما تنتهى الحرب فى نهاية المطاف، فسوف يكون أمام إسرائيل والفلسطينيين خيار العمل مع أو ضد الإجماع الدولى المتنامى فى السعى إلى حل للصراع.
وعندما يحين ذلك الوقت، فمن المرجح أن تجد إسرائيل يدًا مفتوحة من الشركاء العالميين لتوجيه الصراع نحو حل عملى يتمتع بالشرعية الإقليمية والدولية.
وقالت جولى نورمان، خبيرة فى الشئون الدولية والأمريكية فى جامعة لندن، إن هذا من شأنه أن يزيد من الضغوط على كل من نتنياهو وبايدن، الذى تعرض دعمه الطويل الأمد لإسرائيل لاختبار حقيقى الأشهر الماضية.
ومع تراجع مكانة إسرائيل الدولية تتزايد الدعوات لوقف الدعم لإسرائيل، أعلنت الحكومة الكندية عزمها وقف جميع شحنات الأسلحة المستقبلية إلى إسرائيل، مشيرة إلى مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان، وكذلك تواجه بريطانيا ضغوطًا متزايدة لتحذو حذوها، وفى الوقت نفسه، فى الولايات المتحدة، تتزايد الدعوات لفرض شروط على المساعدات العسكرية لإسرائيل.