السبت 13 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الفنان نضال الشافعى فى حوار لــ«روزاليوسف»: «الحشاشين» نقلة نوعية.. ومصر قادرة على ريادة الأعمال الدرامية التاريخية

نجح الفنان نضال الشافعى فى إثبات جدارته الفنية كأحد النجوم الذين يشهد لهم الجميع بالموهبة، إذ يبحث دائمًا عن الأدوار المؤثرة، دون النظر إلى مساحتها، خلال الموسم الرمضانى الماضى، حيث قدم دورين مختلفين، لكنه أبدع فى أدائهما، الأول كان بتجسيده لشخصية الإمام أبو حامد الغزالى فى مسلسل «الحشاشين»، والآخر دور سعيد أبو الدهب فى «جرى الوحوش»، وفى كلا الشخصيتين حقق إبهارًا لجمهوره سواء بأدائه المتنوع فى تجسيده لشخصية الإمام الغزالى أو مع سعيد أبو الدهب الذى برع فى إتقانه. نضال الشافعى تحدث فى حوار خاص لــ«روزاليوسف»، عن تفاصيل مشاركته فى «الحشاشين»، وعن أداء الفنان كريم عبدالعزيز وتعاونه مع المؤلف عبدالرحيم كمال والمخرج بيتر ميمى، وكواليس مشهد إصابته بالشلل فى «جرى الوحوش» ومقارنته بالفيلم الشهير وكذلك حلمه بتقديم عمل من ملفات المخابرات المصرية وتفاصيل أخرى فى السطور التالية:



■ فى البداية كيف جاء ترشيحك لشخصية الإمام أبو حامد الغزالى فى «الحشاشين»؟

- ترشحى كان من خلال المخرج بيتر ميمى والمنتج الفنى فتحى إسماعيل عندما تحدث معى ليعرض علىّ الانضمام لمسلسل «الحشاشين»، تفاجأت لأنى كنت على علم بأن المسلسل تم تصويره منذ فترة، لكن من خلال المكالمة عرفت أنى سأقدم شخصية الفيلسوف الإمام أبو حامد الغزالى، الذى كان دائما لسانا مقاوما لحسن الصباح وأفكاره وجماعته.

■ هل استعنت بمراجع تاريخية لتحضير الشخصية أم اكتفيت بسيناريو عبدالرحيم كمال؟

- الشيء الأول قوة الثقافة والمعرفة العامة، كانت لدى معلومات كثيرة عن نشأة الإمام الغزالى وسبب تسميته وأفكاره، وهل كان من أصحاب المبتكرين أم أنه صاحب فكر متقلب؟ وقرأت أيضا عن حسن الصباح نفسه والفترة الزمنية التى عاش فيها، واقترحت على المخرج بيتر ميمى والسيناريست الكبير عبدالرحيم كمال ترجمة فلسفة الإمام الغزالى، لكى نستطيع تسليط الضوء على قيمة الإمام الغزالى وتأثيره على الجمهور، وذلك لنتمكن من إيجاد التوازن بينه وبين شخصية حسن الصباح الذى كان دائما يؤثر على أتباعه بأقواله وأفعاله، وكان الإمام هو اللسان المقاوم لحسن الصباح وفكره الشاذ، لذلك قررت أن أقدم الشخصية بطريقة بسيطة وأعرض أقواله وأفكاره، وأقدم حلولا درامية تتوافق مع الواقع وتبرز وسطية الإسلام فى العديد من المسائل الفقهية بطرق سهلة وبسيطة.

■ بعد نجاح الحشاشين.. هل ترى أن العمل سيسهم فى نقل الدراما التاريخية إلى منطقة جديدة؟

- بالتأكيد مسلسل «الحشاشين» ليس نقلة للدراما التاريخية فقط، بل يعتبر نقلة أيضا للدراما المصرية بشكل عام على مستوى إنتاج وجودة الصورة والشكل الفنى من مشاهد حقيقية وديكورات فخمة وملابس مدروسة بعناية وتفاصيل محكومة، وأود أن أتوجه بالشكر لشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وشركه سينرجى على الجهود المبذول وتحمسهما للعمل، وأرى أن مصر دائما تستحق أن تكون فى مقدمة الدول التى تقدم أعمالًا تاريخية قادرة على منافسة الأعمال العالمية، وأعتقد أن المتفرج المصرى والعربى سينتظر كل عام مسلسلا مصريا بنفس جودة الدراما العالمية مثل «الحشاشين».

■ من وجهة نظرك ما عنصر نجاح أى عمل درامى؟

- أولا القضية المطروحة، لا بد أن يكون هناك قضية حقيقية وكل فريق العمل مؤمنون بها، وتتقدم بأفضل شكل من مخرج واع لديه رؤية بثقافة وصورة وشكل العالم سواء من ناحية المعارك أو الديكورات، ويجب أن يكون هناك فنان قادر على احتواء جميع الأشخاص الصغير والكبير مثل الفنان كريم عبدالعزيز، وكذلك شركة الإنتاج تكون مؤمنة ومقتنعة بفكرة العمل، وأن يكون له أثر هام فتقرر أن تصرف عليه، وفى النهاية الصورة الفنية التى تقدمها تكون محتاجة فى هذه الأيام تكاليف مالية كثيرة، فأعتقد أن أستاذ فتحى إسماعيل وحسام شوقى وشركة الإنتاج المتحدة كانوا على قدر الثقة، لتقديم عمل فنى جيد الصنعة مثل ما حدث فى مسلسل الحشاشين.

■ كثير من الفنانين يخشون من المشاركة فى أعمال تاريخية، خوفًا من انتقاد الجمهور لهم، فهل شعرت بذلك؟

- إطلاقًا، على العكس الفن دائما يعشق المغامرة والتجارب الجديدة، ويقدم صورا ومفاهيم نرسخها فى عقول الناس ونؤكد عليها، وأرى دائما أن الدراما التاريخية مكسب لأى فنان بغض النظر عن التحديات التى نواجهها سواء فى السفر أو الملابس أو اللغة أو على أى مستوى آخر، وبالتأكيد عندما يأتى النقد يكون مفيدا وبناء بمعنى إذا كنت أشاهد عملا تاريخيا وجذبتنى معلومة أبدأ بالبحث عنها وعن الحقبة الزمنية والمضمون لمعرفة المزيد عنها، ما يعكس حالة الوعى الموجودة لدى المشاهدين، ومدى أهمية الأعمال التاريخية التى تتناول أحداثا وشخصيات مؤثرة.

 

نضال فى دور الإمام الغزالى
نضال فى دور الإمام الغزالى

 

■ الجمهور والنقاد أشادوا بأدائك فى تجسيدك لشخصية «الإمام الغزالي» كيف استقبلت ردود أفعال الجمهور؟

- سعيد بتفاعل الجمهور وعلى الرغم من أن دور الإمام كان محدودا، إلا أن ظهوره كان له تأثير كبير على جودة المشاهد والكتابة والإخراج، وكانت ردود الأفعال حول شخصية الإمام الغزالى والمسلسل أكثر من رائع، لكن الشىء الوحيد الذى أحزننى هو أننى لم أشارك غير فى مشهد واحد فقط مع الفنان كريم عبدالعزيز وللأسف الشديد لم يتقابل الإمام الغزالى مع حسن الصباح كما هو مذكور فى المراجع التاريخية على الرغم من حماسى الشديد لذلك، فاكتفينا بوجود مواجهة غير مباشرة بين أفكار الشخصيتين وتأثيرهما على الجماهير.

■ ما تقييمك لأداء الفنان كريم عبدالعزيز فى تجسيده شخصية حسن الصباح، خاصة أنه أول مرة يقدم دور شر؟

- كريم عبدالعزيز واحد من أبرز وأهم النجوم فى الوطن العربى، ومن بين الفنانين العظماء من حيث الأخلاق والمحبة والتمثيل، قدم أداء رائعا فى مسلسل «الحشاشين» ببراعة وثبات انفعالى، خاصة فى مشهد قتل ابنه، كان بإمكانه التعبيرعن كل شىء من خلال عينيه فقط، وكان لديه ثبات مدهش وقوى لأن حسن الصباح كان قويا، وله القدرة على السيطرة على ما يحدث أمامه، وبالفعل كريم عبدالعزيز كان يملك نفس الصفة، فكنت أشعر أنه وحسن الصباح واحد، وأنا سعيد بأداء كريم عبدالعزيز، وفخور أنى شاركت فى العمل معه، والحشاشين بالنسبة لى تجربة ومغامرة كبيرة، خاصة أن المسلسل تم ترجمته وانتشر فى عدد من الدول لأنه كان أكثر من رائع.

■ وماذا عن تعاونك مع المؤلف عبدالرحيم كمال والمخرج بيتر ميمى؟

- سعدت بالتعاون مع صديقى السيناريست الكبير الأستاذ عبدالرحيم كمال، وكنت أتمنى العمل معه، وعندما حدث اللقاء بمسلسل «الحشاشين»، كانت بالنسبة لى لحظة رائعة، فعندما قرأت كلماته فى الإمام الغزالى، خاصة أنه يتمتع بلغة معينة فى كلامه والتركيز الشديد فى كتاباته ورسم ملامح الشخصيات بشكل رائع، وسعدت للغاية بالتعاون مع الدكتور بيتر ميمى، فهذا الإبداع الذى قدمه فى المسلسل ليس جديدا عليه، خاصة أنه كان لديه تحد بتقديم مسلسل «الحشاشين» بشكل جيد وبأسلوب السهل الممتنع وبالفعل نجح فى هذا التحدى.

■ حدثنا عن تجربة مسلسل «جرى الوحوش»؟

- عندما تقرر أن نقدم مسلسل «جرى الوحوش» رائعة الأستاذ محمود أبوزيد، كان بالنسبة لى تحديا كبيرا، لأن الفيلم كان أكثر من رائع وجيد بشكل كبير من حيث الصنعة والسيناريو والإخراج والتمثيل، شارك فيه نجوم عظماء مثل الفنان الراحل نور الشريف، والفنان الراحل محمود عبدالعزيز، والفنان حسين فهمى، والفنانة نورا، فكون تقديمنا مسلسلا عن فيلم «جرى الوحوش» يعتبر فى حد ذاته تحديا كبيرا بالنسبة لى ولباقى فريق المسلسل، وأول ما اتعرض عليا تقديم شخصية سعيد أبوالدهب شعرت بالرعب، وظهرت أخبار قبل عرض المسلسل بفشل العمل، كان ردى حينها أنه لا يمكن مقارنة الفيلم بالمسلسل، لكن فى النهاية كان المشروع مغامرة وتجربة ناجحة جدًا، والحمد لله كانت ردود الأفعال إيجابية وأكثر من رائعة حول المسلسل وشخصية سعيد أبو الدهب، وأود أن أشكر القناة التى عرضت العمل والأستاذ محروس المصري، والمؤلف المبدع أحمد صبحى والمخرج الرائع عبدالعزيز حشاد، وأشكر الأشخاص الذين ساعدونا فى إنتاج المسلسل وكل فريق العمل.

■ وماذا عن كواليس مشهد إصابة «سعيد أبو الدهب» بالشلل؟

- إصابة سعيد بالشلل ومشهد النهاية بشكل عام كانا من أصعب المشاهد، خاصة أنه تم تصوير مشاهد الشلل فى أول خمسة أيام تصوير، وكنت مندهشا جدا لأنها كانت مرهقة بالنسبة لى، ولم أكن أعرف كيف أتعامل معها، لكنى حاولت التعرف على تفاصيل المرض وكيف يسيطر على الدماغ وكيف يتطور حتى يصل إلى الشلل، لأنه يبدأ من الرجلين ثم ينتقل إلى اليدين ثم الوجه ويبدأ الانتشار تدريجيًا، فبالنسبة لى المشهد كان مرهقا وصعبا وأرهقنى نفسيا، لأننى لا أحب أداء مشاهد من هذا النوع بسبب التعب الذى يسببه لى وللمصابين بهذا المرض، لكن الضرورة الدرامية اضطرتنا لتقديم هذا المشهد، وفى النهاية، يأخذ الإنسان ما قسمه الله له فى حياته، لذا كان الأمر صعبا، خاصة المشهد الأخير الذى كنت أحاول الوقوف لأستمع إلى الخطبة وأحمل المصحف فى حضنى، والحمد لله قدمنا رسالة قوية من خلال دراما اجتماعية راقية شارك فيها أجيال مختلفة من المبدعين ولاقت إعجاب الجمهور. 

■ هل أحببت «سعيد أبو الدهب» أم تعاطفت معه أم كرهت شخصيته؟

- بالتأكيد تعاطفت مع شخصية سعيد أبو الدهب، لأنه إذا لم أتعاطف معه فلن يكون هناك اتصال بينى وبين الشخصية، قد يكون هناك أشياء كثيرة أخطأ فيها، لكن فى النهاية هو إنسان وبالنسبة لى تجربة سعيد أبو الدهب تجربة هامة فى حياتى.

■ هل يزعجك حصرك فى أدوار الشر، أم أنك تفضل هذه النوعية من الأدوار؟

- أفضل تقديم أدوار الشر، ولكن يجب أن يكون هناك شر بمحدودية، بمعنى أن هناك فنانين عظماء قدموا دور الشر مثل الفنان الراحل محمود المليجى والفنان عادل أدهم، والفنان رشدى أباظة عندما كان يقدم دور شر، لكن فى النهاية أكون محكوما بسيناريو مكتوب ورؤية ومفهوم المخرج.

■ هل هناك شخصية معينة تتمنى تقديمها الفترة القادمة؟

- أتمنى تقديم شخصية سيدنا عقبة بن نافع، بالنسبة لى من الشخصيات التى أحلم بتقديمها لأنه قدم إنجازات كثيرة للدولة الإسلامية فى بدايتها فهو قدوة ومثال حسن، وأتمنى تقديم شخصية من أبطال المخابرات المصرية كانت سببا فى انتصارنا وكانت سببا فى إذلال الكيان المحتل، مثل مسلسل «رأفت الهجان» و«جمعة الشوان» و«هجمة مرتدة»، وأتمنى من الله أن أقدم عملا مخابراتيا قويا يعجب الجمهور بإذن الله.