الإثنين 22 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أبطال تحت الماء

حكاية 16 ألف غواص جمعتهم «جثث الغرقى»

فريق من غواصين الخير
فريق من غواصين الخير

ما إن نسمع عن حالة غرق بأحد الشواطئ حتى نجد اسم «غواصو الخير» يتردد بقوة ضمن أنباء جهود البحث عن جثة الغريق.



لكن من أولئك الأبطال الذين يحوّلون الحزن إلى فرح؟ وكيف يخاطرون بأرواحهم لانتشال جثث الغرقى وسط أجواء مضطربة فى كثير من الأحيان.  

“روزاليوسف” تواصلت مع أعضاء بالفريق الذى تم تأسيسه عام 2016 على يد الحاج “محمد عوض”، والكابتن إيهاب سعد المعروف بـ”إيهاب المالحي”، لنتعرف أكثر على تفاصيل التجربة.

الفريق يضم مجموعة من الغواصين من مختلف الدول العربية، ويهدف إلى تقديم المساعدة والإنقاذ فى حالات الغرق فى الأنهار، الترع، البحيرات، والبحار دون أى مقابل مادي.. يعمل الفريق بروح التعاون والخدمة العامة، إذ يجمع أعضاؤه شغفهم للبحر ورغبتهم فى تقديم يد العون للآخرين مع مرور الوقت، حيث توسع الفريق ليضم 16000 غواص من 14 دولة عربية، منهم  مصر، السودان، ليبيا، الجزائر، تونس، المغرب، قطر، لبنان، فلسطين، الإمارات، الكويت، العراق والأردن.

ويواصل الفريق تقديم تدريبات متقدمة فى الغوص، والإنقاذ، والإسعافات الأولية لأعضائه، مما يجعلهم مستعدين للتعامل مع أصعب الظروف والمواقف تحت الماء. 

يروى كابتن مصطفى محمد أحد أعضاء فريق غواصين الخير سر انضمامه للفريق: تعلمت السباحة منذ صغرى على يد والدي - رحمه الله-  وشاركت فى بطولات سباحة ضمن دورى الشركات حتى الآن، قبل الانضمام لفريق “غواصو الخير”، كان لدى فضول كبير للغوص، والذى زاد بعد زيارتى الأولى لشرم الشيخ ،لطالما أحببت البحر وكنت دائمًا متواجدًا فيه، سواء للسباحة، ركوب الأمواج، صيد السمك، أو أى نشاط آخر. 

يستكمل كابتن مصطفى: هذا التواجد المستمر جعلنى أواجه حالات غرق عديدة، وكنت أسرع لإنقاذها دون تردد، كما أننى دائمًا أحرص على المشاركة فى أعمال الخير كنوع من التقرب إلى الله.. يتابع: فى عام 2016، عندما فكر الحاج محمد عوض والكابتن إيهاب سعد (المعروف بإيهاب المالحي) فى تأسيس فريق “غواصين الخير” كفريق تطوعى دون أى مقابل، كنت من أوائل المشاركين، بدأت التدريب معهم، وحصلت على دورات غوص ونجحت فى الحصول على نجمتين سيماس، بالإضافة إلى دورة إنقاذ وإسعافات أولية دولية. 

وعن تجربته فى العمل تحت الماء يقول كابتن مصطفى محمد أحد أعضاء الفريق: الغوص ممتع جدًا، ولكن البحث عن جثث الغرقى موضوع مختلف تمامًا ومحفوف بالمخاطر والتحديات كثيرة، مثل ارتفاع البحر، التيارات السريعة، الجو البارد فى الشتاء، والمياه الغامقة أو المظلمة، بالإضافة إلى وجود صخور وصعوبات أخرى أثناء البحث، سواء ليلًا أو نهارًا.