الثلاثاء 12 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الدقهلية «جراح الزجاجية».. مصنع مفتوح بالشارع

إنتاج مصرى متميز من الزجاج
إنتاج مصرى متميز من الزجاج

القرية الزجاجية أو قرية جراح مركز أجا بمحافظة الدقهلية، قرية نموذجية لا تسمع فى شوارعها إلا صوت أفران صهر الزجاج وماكينات النحت والزخرفة وأفران التحميص، فأصبحت قرية بلا بطالة أو فقراء.



قرية جراح الصناعية كما يُطلق عليها استطاع أهلها أن يضعوها على الخريطة العالمية وأن تكون رقمًا صعبًا فى الصناعة، حيث اكتسبت شهرتها من مصانع الزجاج وورش الزخرفة وتلوين الزجاج وهى تقع على بعد 15 كيلومترًا من مدينة المنصورة، وعلى الجانب الشرقى لبحر المنصورة.

ورغم أن تعداد سكانها لا يتجاوز 14  ألف نسمة إلا أنها استطاعت أن تجذب الأيدى العاملة إليها من كل القرى والمدن المحيطة بها من داخل وخارج المحافظة.

القرية استطاعت أن تبدأ صناعة الزجاج من مرحلة الرمل حتى تحويله إلى عجينة وتشكيله ثم زخرفته بالألوان الذهبية والألوان الأخرى والتى اكتسبت شهرة كبيرة فى الدول العربية وبعض الدول الأوروبية.

 بدأت القرية فى صناعة الزجاج مع  بداية الثمانينيات على يد أحد أبنائها الذين تعلموا هذه الصناعة فى أحد المصانع المتخصصة  وتمكن أن ينقلها إلى قريته حتى أصبح بالقرية أكثر من  100 ورشة وأربعة  مصانع كبرى.

«روزاليوسف» التقت ببعض من الملاك والعاملين بهذه المصانع فيقول محمد سعد أحد أبناء القرية إنه يوجد عدة مراحل  فى تصنيع الزجاج حيث تبدأ بشراء الزجاج من المصانع سواء داخل مصر أو من خارجها كالسعودية أو تركيا والصين ثم تمر على ماكينات الحفر واللاستر ثم الرش والتلوين وبعدها تدخل الفرن فى درجات حرارة عالية لتثبيت الألوان ثم مرحلة التطقيم والتعبئة فى كاراتين وأخيرًا البيع.

ويؤكد أن أعمال  الزخرفة من الفنون الجميلة التى تمارسها القرية من زمن بعيد، والتى تبدأ بالرسم على الزجاج بأشكال مختلفة من الرسومات تتماشى مع السوق المحلية، ثم النحت لتفريغ هذه الرسومات بواسطة حجر يعمل بالكهرباء ثم زخرفتها بأشكال مختلفة من ماء الذهب وغيره.

ويقول عبدالرحمن محمد من سكان القرية إن الكثير من أصحاب الورش والمصانع لا يرغب أن يتحدث عن الإنجازات التى نحققها إلا أننا نجتهد من أجل النهوض بالصناعة المصرية وتوفير فرص عمل للشباب ولا بد من فتح منافذ جديدة حتى لا تنهار تلك الصناعة وتشريد الآلاف من أصحاب تلك المهنة وغيرها من المهن التى ارتبطت بتلك الصناعة.

  ويشير هيثم أحمد ٤٢ سنة من العاملين بالمصانع إلى أن المصانع الموجودة بالقرية تركز  بتصنيع الكأس البلدية، والكوب الشعبى و«الشفشق»، وأطقم الشربات، وهذه الأصناف تصنع من الزجاج الكسر ولأن أسعارها في متناول  الجميع  فيقوم بسحقه وخلطه بالرمل الجبلى المحلى ذى اللون الأبيض ويتم خلطة مع مادة مستوردة.

ويضيف أنه يتم وضع هذا الخليط فى فرن مبنى من الطوب الحرارى له مواصفات خاصة، ويعمل فى درجة حرارة عالية جدًا تصل إلى ١٠٠٠ درجة مئوية ويتم وضع الخليط بها  حتى يتحول إلى عجينة سهلة لينة صالحة للتشكيل ثم  تبدأ مرحلة التشكيل من خلال اسطمبات خاصة  من خلالها يتم  تصنيع الكأس أو الكوب فيأخذ العامل بقطعة صغيرة من العجينة بواسطة سيخ من الحديد مفرغ من الداخل لنفخ الهواء به مع كل مرة ووضع العجينة على قالب حديدى لعمل قاعدة الكأس ثم قطعة أخرى لاستكمال جسم الكأس ثم قص الجزء الزائد وكل ذلك يتم  خلال دقيقتين فقط  قبل أن تبرد.

ويقول هيثم: بعدها  تبدأ مرحلة التحميص فيتم وضع ما يتم تشكيله من زجاج  داخل الفرن مرة أخرى ولكن تحت درجة حرارة٤٠٠م ويتم وضعها بطريقة منتظمة وتتحرك الكاسات عن طريق موتور وسير خاص  فيخرج من الجهة الأخرى  مكتملًا وشديد الصلابة بعدها يصل مرحلة الزخرفة والتعبئة والبيع.