بريطانيا تدخل دوامة عنف «اليمين المتطرف»
ابتهال مخلوف
تدخل بريطانيا فى دوامة خطيرة من أعمال عنف تدخل فى عداد “الإرهاب” التى يشنها اليمين المتطرف منذ أكثر من أسبوع ضد المهاجرين واللاجئين، الأمر الذى دفع أيلون ماسك عملاق التكنولوجيا وصاحب منصة “إكس” إلى القول بأن البلاد تواجه خطر نشوب حرب أهلية وسط مخاوف المسلمين من أن يكونوا هدفًا رئيسيًا.. وكانت الشرارة التى فجرت الاضطرابات مقتل ثلاث فتيات صغيرات فى حفل رقص فى مدينة ساوثبورت، وامتدت الاحتجاجات والاضطرابات كالنار فى الهشيم فى أنحاء بريطانيا فى مدن مثل هال وليفربول وبريستول ومانشستر، وبلفاست، حيث ألقيت عبوات حارقة ونهبت متاجر وتعرضت قوات الشرطة لهجمات متعددة.. ورصدت هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سي) ما لا يقل عن 30 مظاهرة، كان نشطاء اليمين المتطرف يخططون لها فى جميع أنحاء بريطانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع، بما فى ذلك احتجاج جديد فى مدينة ساوثبورت.. واعتقلت الشرطة 378 شخصًا منذ اندلاع العنف الأسبوع الماضى، حيث أشعل مثيرو الشغب النار فى مكتبة ونهبوا متاجر وهاجموا فنادق تؤوى طالبى اللجوء.. كما أصدرت أستراليا ونيجيريا وماليزيا وإندونيسيا تنبيهات سفر لمواطنيها الذين يعيشون فى المملكة المتحدة أو يزورونها، محذرة إياهم من الاقتراب من المظاهرات.. وقال رئيس الوزراء، سير كير ستارمر، إن “جيشًا” من ضباط الشرطة المتخصصين على أهبة الاستعداد، وجاهزون للانتشار حيثما دعت الحاجة، مضيفًا إن القانون الجنائى سيطبق على من يحرض على العنف عبر الإنترنت.. وانتقد المتحدث باسم رئيس الوزراء تعليقات “إيلون ماسك” بعد أن نشر مالك” “X أن “الحرب الأهلية أمر لا مفر منه” ردًا على مقطع فيديو يظهر أعمال شغب فى ليفربول.
وما يزيد من تفاقم الاحتجاجات، اتهام اليمين المتطرف للحكومة أنها تطبق “نظام شرطة مزدوج” التعامل فيه مع الاحتجاجات اليمينية أكثر قسوة من الاحتجاجات اليسارية، حيث رفض ستارمر مزاعمهم، مؤكدًا إن هناك فقط “نظام شرطة بدون خوف أو محاباة”.. ويعانى المسلمون فى البلاد مخاوف استهدافهم مع تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا، إلى درجة تجنب الخروج من منازلهم فى أعقاب الاحتجاجات العنيفة التى وقعت فى نهاية الأسبوع، خاصة كبار السن والنساء المحجبات، حيث تعرضت بعض المساجد فى مدينة ميدلسبره للهجوم، كما سُمعت عبارات معادية للإسلام فى بعض الاحتجاجات.. واستهدف المتطرفون فندق “هوليداى إن إكسبريس” فى منطقة “روثرهام، والذى يؤوى مئات من طالبى اللجوء، مما أدى لإصابة 12 منهم، واضطر الشرطة لنقل نحو 240 طالب لجوء كانوا يقيمون فى الفندق بين عشية وضحاها، بعد اشتباكات بين الشرطة وحشد من مئات الأشخاص.
وحذرت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر من أن أى شخص يشارك فى “اضطرابات غير مقبولة” سيواجه السجن وحظر السفر من بين عقوبات أخرى، مضيفة أنه تم توفير أماكن “كافية” فى السجون.