«عم حمدى»: كنت أصلح العجلة بـ٢٥ قرشًا وأؤجرها للأجانب بجنيه
شهيرة ونيس
تملأ وجهه ملامح القبول والرضا بما قسمه الله له، من مهنة ورثها من والده ومحله القديم الذى يزيد عمره على٦٠ عامًا، يحمل على جدرانه أصالة وعراقة زمن، كانت فيه «الدراجة» هى وسيلة المواصلات أيضًا والترفيه الوحيدة فى هذا الزمن.
عم «حمدى» الذى يبلغ من العمر ٧٤ عامًا، والملقب بأقدم عجلاتى فى محافظة الإسماعيلية، فقد ورث أصول هذه المهنة عن والده، الذى جاء إلى محافظة الإسماعيلية واستقر بها، وفى هذا الوقت تلاحظ انتشار الدراجات داخل أرجاء المحافظة الصغيرة، فهى الأنسب حيث “الحجم والسرعة” فضلًا عن فوائد ركوب الدراجات على القلب وصحة الإنسان، ليقرر والده والعمل فى مهنة وإصلاح الدراجات، ومنه يرثها أكبر أبنائه والذى يدعى «حمدى».
يروى العم حمدى ذكريات هذه المهنة مع الأجانب المقيمين فى محافظة الإسماعيلية فى هذا الوقت، والذين كانوا يأتون إليه راغبين فى استئجار الدراجة على مدار ساعات اليوم.
مقابل جنيه واحد كان يؤجر الدراجة، وبـ ٢٥ قرشًا فقط كان يجرى لها الإصلاحات، وفى هذا التوقيت كانت لمهنة العجلاتى قيمتها الكبيرة بين باقى المهن.. وفى أوائل الثمانينيات ومع بداية تولية الدكتور عبد المنعم عمارة منصب محافظ الإسماعيلية، أصدر أوامره بتأسيس «حارات خاصة بعبور الدراجات فقط» وذلك للخروج بالمحافظة بأبهى صورة حضارية مقارنة بباقى المحافظات الأخرى».