الإثنين 30 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
شاهد على الانتصار المجيد

شاهد على الانتصار المجيد

شاءت الأقدار أن أشارك فى حرب يونيو 1967 وحرب الاستنزاف ونصر أكتوبر المجيد، فبعد أن التحقت بالكلية الحربية بعد تخرجى فى كلية الطب جامعة عين شمس وكنت أعمل معيدا بها التحقت بالسرية الطبية للواء بقاعدة الهايكستب (قاعدة المشير طنطاوى حاليا)، وبعد شهر من التحاقى تحرك اللواء إلى منطقة تمادا بوسط سيناء.



كانت قوات اللواء على قدر عال من التدريب على فنون القتال وكنت واثقا بأن هذا اللواء قادر على الدخول فى المعارك وتحقيق الانتصارات والمهام المطلوبة منه بكفاءة، حتى جاء اليوم المشئوم الخامس من يونيو 1967 وطُلب من اللواء بعد أن تمركز على الجبهة فى منطقة الكونتيلا الانسحاب إلى نخل ثم إلى السويس عبر مضيق متلا دون أن يدخل فى أى معركة حربية، وشاهدت فوضى الانسحاب.

فى عام 1968 انتقلت للخدمة فى القوات الجوية وكانت خدمتى بالمطارات مشرفا طبيا على الأطقم الطائرة وشاهدت الاستعدادات لتجهيز القوات الجوية للمعركة من بناء الدشم الواقية للطائرات والتدريب المستمر النشط للطيارين والروح المعنوية العالية لهم، ولصد غارات العدو المستمرة فى أنحاء مصر قررت مصر بناء حائط من صواريخ سام الروسية المضادة للطائرات، هدفه بسط سيطرتنا إلى أقصى مسافة شرق القناة، استغرق بناؤه 40 يومًا، وخلال الأسبوع الأخير من شهر يونيو عام 1970، انطلقت صواريخ الدفاع الجوى المصرية، لتفاجئ أحدث مقاتلات العدو من طراز (الفانتوم وسكاى هوك) التى تهاوت على جبهة القتال المصرية فى ما سميه بأسبوع تساقط الفانتوم وانهار التفوق الجوى للعدو فوق جبهة قناة السويس، مما أجبر إسرائيل على قبول (مبادرة روجرز) لوقف إطلاق النار والتى قد أعلن جمال عبدالناصر قبولها.

وفى اليوم الموعود يوم السادس من اكتوبر المجيد شعرت بأن هناك نشاطا غير عادى منذ الصباح الباكر فى القاعدة الجوية التى كنت أعمل بها كبيرا للأطباء ولم يبح قائد القاعدة أو الأسراب المقاتلة بأى خبر عن أن هناك طلعات عمليات حربية فكان هناك سرية تامة عن موعد العمليات الحربية وكان هذا من احد اهم اسباب نجاح الضربة الجوية الاولى والتى قامت بها 220 طائرة مصرية بتدمير مطارات وقواعد وحصون وتجمعات ومراكز الاتصالات للعدو فى عمق سيناء والتى أفقدت توازن العدو فى الساعات الاولى من المعركة، وفى نفس الوقت أطلق أكثر من ألفى مدفع مصرى نيرانه على خط بارليف ذلك الخط الأسطورى فبدأت تتهاوى حصونه. وتوالت الأنباء عن الانتصارات المتتالية فى معارك عنيفة كان النصر حليفنا.

وتوقف القتال بقرار من مجلس الأمن وبدأت مباحثات فك الاشتباك مع قوات العدو، وبعد انتهاء الحرب وكنت حينها فى بعثة دراسية لنيل درجة الزمالة من جامعة لندن استضاف التليفزيون الانجليزى إسحق رابين رئيس وزراء إسرائيل فى ذلك الوقت وشاهدت رده على سؤال المذيع لماذا تقبل إسرائيل بفض الاشتباك الثانى، فأجاب: «أن الدولة الوحيدة فى العالم التى تجرؤ على مهاجمة إسرائيل هى مصر ففض الاشتباك يزيد من فرص الأمن الإسرائيلى».. وتحيا مصر أم الدنيا