الكيان الصهيونى والأذرع الإيرانية تاريخ من الاعتداء على سيادة الدول العربية
![](/UserFiles/News/2024/10/10/434573.jpg?241012190000)
كتب - نورالدين أبوشقرة وأمانى عزام
تسبب العدوان الإسرائيلى المستمر على قطاع غزة ولبنان واحتلال الجولان، ورفض المحتل الجلوس على مائدة المفاوضات لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وإعادة الأراضى المحتلة، فى تنامى جماعات المقاومة الأمر الذى جعل إيران تتدخل لاستقطاب بعضها لتحقيق أهدافها، بعيدًا عن الهدف الرئيس للمقاومة، وعملت على تجنيد أذرع لها وميليشيات مسلحة ساهمت فى إضعاف الدولة الوطنية لعدد من دول المنطقة.
من جانبه، قال د.عبدالمنعم سعيد، عضو مجلس الشيوخ، لـ«روزاليوسف»، إن كل الدول التى تسيطر عليها الأذرع الإيرانية ضعيفة ومنهكة من الأصل، فهى تقيد العمل السياسى وتستخدم الاغتيالات للخلاص من معارضيها، ولا مانع لديها أن تقسم الكيان السياسى للدولة إلى أقسام أو دول كما يحدث فى اليمن وفلسطين، مضيفًا أن تلك الأذرع تضع نفسها كبديل للجيش الوطني، ومن ثم تضعف الأمن الداخلى وإمكانيات التنمية فى بلادها.
وأكد، أن استغلال هذه التنظيمات للقضية الفلسطينية أضعف القضية من ناحية، لأنها مسجلة ككيانات إرهابية أخذت بلادها إلى الدمار، موضحًا أن إيران أنفقت الكثير على التنظيمات والميليشيات بسوريا.
ضعف الحكومات
وأكد د.طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية، أن الدول التى تسيطر عليها أذرع إيران فى المنطقة لا تتحمل مسئولية أفعال هذه الكيانات بشكل رسمي، لكن ضعف الحكومات فى دول مثل العراق ولبنان واليمن وغيرها يجعلها غير قادرة على مواجهة التنظيمات المسلحة وتفكيكها ونزع أسلحتها، خاصة فى ظل تأكيدات طهران بالاستمرار فى دعم عمليات هذه الميليشيات على لسان رئيسها الجديد والمرشد الأعلى.
أوراق ضغط على أمريكا
قال فكرى سليم أستاذ الدراسات الإيرانية ورئيس القسم الفارسى بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر: «إن أبرز هذه الأذرع، حزب الله فى لبنان، والحشد الشعبى فى العراق، وجماعة الحوثى التى تحولت إلى جماعة مسلحة فى عام 2004 والتى عززت موقفها بعد سقوط حكم على عبدالله صالح 2012»، مضيفًا: «ولاء هذه الأذرع لإيران نابع فى المقام الأول من منطلق دينى ومذهبى، لأن إيران تغذى هذه الأذرع بأفكار دينية مثل تأسيس دولة المهدى المنتظر وخروجه، أو الوحدة الإسلامية والصحوة الإسلامية فى مواجهة العدو الصهيونى وهى أفكار لا تتخطى الشعارات ومن هنا يتجسد دور الأذرع وصراعها فى إطار دينى وتمدها إيران بالعتاد، وتكون النتيجة مزيدا من الدمار للبلدان المتواجدة بها، وفى الوقت ذاته تتنصل إيران من مسئوليتها عن هذه الهجمات التى تقوم بها أذرعها خوفاً من المساءلة القانونية والدولية».
وأشار فكرى سليم أستاذ الدراسات الإيرانية ورئيس القسم الفارسى بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، إلى ما قاله على خامنئى المرشد الأعلى للثورة فى خطبة الجمعة 4 أكتوبر 2024، فى تأبين حسن نصرالله حين قال: «إن دعمه لحزب الله وفلسطين هو دعم قانونى ومشروع وهو هنا يستند للمادة رقم 154 من الدستور الإيرانى والتى تحث على دعم المستضعفين فى الأرض، وبالتالى فإن إيران تشرع لنفسها التدخل فى شئون أى دولة ملتزمة بهذه المادة.
ولفت أيمن يوسف أستاذ العلوم السياسية وحل النزاعات فى الجامعة الأمريكية، إلى أن هذه الأذرع أو الحلفاء المحسوبين على الخط الإيرانى لا تعنيهم دولهم ولا تؤثر فيهم، ما يعنى أن الدولة اللبنانية لا تؤثر فى حزب الله والعكس هو الصحيح، فالحزب هو من يتحكم ويؤثر فى الدولة اللبنانية وله جزء من تركيبة الدولة والحكومة والبرلمان، وحاليًا يتصرف وكأنه دولة داخل دولة، له جيش من المقاتلين فى جنوب لبنان ويقود معركة قوية مع إسرائيل، مضيفًا أن تلك الأذرع فى اليمن ولبنان هى ميليشيات وبالتالى حساباتهم السياسية تكون مختلفة تماما عن حسابات الدولة، فالمواجهة بين إسرائيل وإيران انعكست على كل هذه الأجواء، ومن المتوقع أن تكون هذه الحركات فى «سوريا – العراق - اليمن- لبنان» وحتى فلسطين جزء من أى مواجهة بينهم.
المشروع النووى
وأكد الخبير فى الشئون الدولية نزار فرسخ، أن إيران تعمل على حماية المشروع النووى لأن أى صدام مباشر مع إسرائيل أو الولايات المتحدة يهدد هذا المشروع، وبالتالى تعتمد على حلفائها فى المنطقة، أن يقوموا باستنزاف إسرائيل، لكن حزب الله أصبح غير قادر على ردع تل أبيب، فبالتالى تحتاج إيران أن تزيد من النبرة السلمية لأنها بالفعل تخشى أن يكون هناك ذلة أو خطأ من أحد الفصائل يؤدى إلى تصعيد وحرب شاملة وهى لا تريد ذلك.