سوريا
فريسة النفوذ الإقليمى والدولى
أمانى عزام
دخلت سوريا مرحلة انتقالية غامضة غاية فى التعقيد بعد سقوط نظام بشار الأسد، جعلتها فريسة لصراع النفوذ الإقليمى والدولي، فما بين دول تسعى للحفاظ على تواجدها مثل روسيا وإيران وأخرى تبحث عن بسط نفوذها مثل تركيا وأمريكا يبقى المستقبل السورى محفوفًا بالمخاطر.
وكشف محللون لـ«جريدة روزاليوسف» عن مخاوفهم من طول المرحلة الانتقالية وضياع الدولة الوطنية السورية، فى ظل سيطرة اللاعبين الدوليين الرئيسيين على البلاد، إذ قال الدكتور عبدالمنعم سعيد، المفكر السياسي، وعضو مجلس الشيوخ: إن النفوذ الروسى سيتقلص تدريجيًا فى سوريا بعد رحيل نظام بشار الأسد، مشيرًا إلى أن موسكو بدأت فعليًا الانسحاب من الأراضى السورية، موضحًا أن جزءًا كبيرًا من أسباب الإطاحة ببشار الأسد هو بداية ضعف النفوذ الروسى فى سوريا نتيجة الحرب الأوكرانية.
وحول مستقبل النفوذ الدولى فى سوريا، أكد عضو مجلس الشيوخ، لـ«روزاليوسف» أن أكثر دولة ذات نفوذ حاليًا فى سوريا هى تركيا، مشيرًا إلى أنها لا تمانع تواجد النفوذ الأمريكى الذى بدأ يتزايد فى سوريا، فى ظل انحصار النفوذ الروسى وتلاشى النفوذ الإيرانى الذى انسحب تمامًا من سوريا، ولا يمكن عودته فى الوقت الحالى.
ولفت المفكر السياسى إلى أن المستقبل السورى مازال غامضًا بعد تغيير نظام الحكم، لكن الاحتمالات المطروحة هى إما نجاح النظام الحالى الموجود فى دمشق وبالفعل هو يحاول الحصول على تأييد من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، ولم يوجه حتى هذه اللحظة أى إشارة للمحيط العربى المباشر.
ولفت سعيد إلى أن النظام السورى الحالى بقيادة أحمد الشرع، الملقب بأبومحمد الجولاني، يروج لإقامة دولة قائمة على التنمية وتشمل جميع الفصائل، وأنه لن يكون هناك أى تنظيمات مسلحة خارج السلطة السياسية وأنه سيكون هناك جيش واحد خاص بالدولة، لكن الواقع مختلف تمامًا فهناك الكثير من التنظيمات المسلحة موجودة خارج التحالف الذى أنشأه ونجح به فى دخول حلب وحماة وحمص ودمشق، مشيرًا إلى وجود تنظيمات مسلحة فى درعا بالجنوب.
ويرى الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن هناك حالة من الغموض والضبابية الشديدة تحيط بمستقبل سوريا، خاصة أن الاجراءات التى اتخذت غير مشجعة على أن المستقبل السورى سيكون مستقرًا، مشيرًا إلى أن النفوذ الإقليمى والدولى للدول الكبرى سيظل متواصلاً، لكن الحصص سيتم توزيعها وفقًا للأقوى فى صراع النفوذ.
وقال فى تصريحات خاصة لـ «روزاليوسف»: إن هناك أطرافًا إقليمية تبحث عن دور أبرزها تركيا، كما أن هناك أطرافًا كانت موجودة ومازالت تسعى للحفاظ على تواجدها مثل روسيا التى تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى إزاحتها، وبالتالى فإن المرحلة المقبلة ستكون حالة من عدم الاستقرار وعدم وضوح الرؤية بالنسبة للمستقبل السوري.
أما العميد خالد عكاشة، رئيس المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، فربط استقرار سوريا بانتقال منظومة الحكم الجديدة سريعًا إلى مرحلة انتقالية يكون فيها مشاركة وتمثيل لكل الأطراف السورية، مشيرًا إلى أن الوضع فى سوريا لم يحسم بعد وهذا هو السبيل الوحيد لضبط ايقاع التدخلات الخارجية فى سوريا.