الإثنين 10 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«تياترو الصعيد».. من مقلب «زبالة» إلى خشبة مسرح فى بدروم بمحافظة المنيا

تحد ورهان كبير فاز به مجموعة من شباب المسرحيين المستقلين بمحافظة المنيا لإنشاء خشبة مسرح تخصهم، مساحة فنية صغيرة يستطيعون من خلالها ممارسة إبداعهم دون قيود إنتاج أو عوائق بيروقراطية لتوفير خشبة مسرح، تزعم «كيرلس صابر» هذه الحركة الفنية الصغيرة وتبعه أصدقاؤه من مبدعى المسرح بمحافظة المنيا رافعين شعارهم بالسعي.. «المنيا فيها مسرح»، وبالفعل استطاع هؤلاء الشباب تحقيق حلمهم وفرض هذا الواقع المسرحى المستقل الجديد على محافظة المنيا وأهلها.



بدأ الحلم بالبحث عن مساحة مناسبة ومحاولة امتلاكها لتحويلها إلى خشبة مسرح، كفاح ومجاهدة تكبدها صابر حتى تمكن من الحصول على هذه المساحة، وكانت المفاجأة والتحدى الأكبر عندما وجد «مقلب قمامة» وقرر مع زملائه الحصول عليه من صاحبه وإعادة ترميمه وتهيئته حتى يناسب الحلم الكبير، بسواعد هؤلاء الشباب تم بناء وترميم وإعادة تشكيل هذا المكان حتى يصبح صالحا للحياة، وبالفعل تمكنوا جميعا كل حسب اختصاصه من المساهمة فى ترميم المكان وتجهيزه سواء فى شكل المعمار أو إدخال خدمات الكهرباء والمياه داخله وتحول إلى مساحة «تياترو الصعيد».

فى هذا البدروم الضيق الذى يدخل إليه الجمهور منكسين الرءوس وكأنهم يزورون مغارة صغيرة أو يتسللون إلى موقع أثرى قديم، يعيش الجمهور متعة المغامرة فى رحلة الوصول والتسلل لحضور العرض المسرحى داخل هذه المغارة الصغيرة، يتسلل الجماهير واحدا تلو الآخر على سلالم هذا البدروم للوصول إلى قاعة العرض ليشهد المكان زحاما وحضورا كبيرا وإقبالا على الأعمال المسرحية المتوالية لهؤلاء الشباب وهذا الفريق المسرحى المثابر، نجح كيرلس أو «كيرو» كما يحب أن يدعوه زملاؤه فى تنفيذ خطتهم العبقرية لإحياء المسرح بمحافظة المنيا وإعادة اكتشاف المواهب من عمق وداخل المحافظة ذاتها فهم يسعون ويأملون أن يأتى جمهور العاصمة القاهرة لمشاهدة ومتابعة صعود هذه المواهب الشابة من عمق هذا البدروم الصغير بالصعيد!

بدأت بشائر تحقيق هذا الهدف الأسمى مع قبول النجم فتحى عبدالوهاب الحضور والتواجد ضمن فعاليات مهرجان «تياترو الصعيد» الذى نظمه كيرو هذا العام بمركز الجيزويت بالمنيا وداخل فضاء هذا التياترو، انبهر الفنان فتحى عبد الوهاب بهذا السعى الدءوب النبيل وأسهم وبقوة فى دعم هؤلاء الشباب بتواجده خلال دورة المهرجان يومين متتالين وبالتبرع مالياً بجوائز التمثيل المركز الأول ثم زار فى اليوم الأول مسرح التياترو ليشهد ولادة مشروع مسرحى كبير بصعيد مصر ثم شارك بتقديم «ماستر كلاس» تحدث فيه مع أهالى المنيا وشباب المسرحيين عن تجربته الفنية الكبيرة وعن صناعة الفن بشكل عام، استقبله الأهالى والشباب بحفاوة كبيرة حتى أن البعض لم يصدق قبوله التواجد والحضور بينهم وفتح بوجوده شعاع الأمل لإمكانية التعاون بين العاصمة ومحافظة المنيا فى استقطاب أهل القاهرة للاندماج مع أهالى الصعيد وهو ما كنا نفتقده طويلا فى صناعة المسرح بشكل خاص.

كرم المهرجان الفنان فتحى عبد الوهاب فى ختام فعالياته، وكذلك حرص الفنان حمزة العيلى على الحضور برئاسته الشرفية للمهرجان، وأسهم بدفع إحدى جوائزه المالية من حسابه الخاص دعما لفريقه، شارك ضمن فعاليات هذه الدورة أربعة أعمال مسرحية ضمن التسابق منها «الشاطئ»، «ضلع مؤنث سالم» إخراج أحمد رجائي، «البؤساء» إخراج محمود جراتسي، و«المطبخ» إخراج محمد عادل وحصد عرضا البؤساء والمطبخ جوائز المهرجان وتشكلت لجنة التحكيم من الفنانة عبير لطفى رئيسا ومصمم الإضاءة أبوبكر الشريف، ومدرب التمثيل محمد نبيل منيب والفنان عماد الراهب وكاتبة هذه السطور، شهد المهرجان إقبالا جماهيريا ضخما على حضور فعالياته بمركز الجيزويت الثقافى.