الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نظام «البكالوريا الجديد» على طاولة الحوار المجتمعى

اجتماع الحوارالوطنى
اجتماع الحوارالوطنى

أطلقت وزارتا التربية والتعليم، والتعليم العالى 4 لقاءات للحوار المجتمعى حول نظام البكالوريا المصرية الجديدة خلال 48 ساعة، بهدف توضيح كل التفاصيل الخاصة بالنظام وطمأنة الطلاب وأولياء أمورهم. 



تناولت اللقاءات المكثفة مناقشات مع وزراء سابقين، وعمداء كليات التربية، ونواب البرلمان، ومجالس أولياء الأمور، والصحفيين، والإعلاميين.

حق تقرير المصير

أوضح وزير التربية والتعليم محمد عبداللطيف أن الدولة ترغب فى أن تعطى الطالب الفرصة لاكتشاف إمكانياته الحقيقية، وليست الظروف الطارئة التى قد تحدث خلال عام واحد.

وأكد أن تغيير النظام أصبح ضرورة حتمية، حيث كانت هناك مشاكل متعددة فى النظام القديم تمثل عبئًا كبيرًا على الطلاب، نتيجة عدد المواد الكثيرة التى يدرسها الطالب.

وأشار إلى أن تقرير مستقبل الطالب خلال عام واحد أمر صعب جدًا، وهو ما دفع الوزارة إلى تقسيم المجموع على عامين فى الصفين الثانى والثالث الثانوي، لافتًا إلى أن النظام الجديد يعتمد على سبع مواد:  أربع مواد أساسية وثلاث مواد تخصصية.

وأوضح أن فرص الامتحان مفتوحة مرتين خلال كل عام دراسي، حيث تتيح للطالب وولى الأمر الحرية فى تقرير عدد المواد التى يرغب بها كل سنة، مع الاعتماد على المدرسة، ومجموعات التقوية، والإنترنت، مما يقلل الضغط على الدروس الخصوصية.

وقال عبداللطيف إن نظام البكالوريا الجديدة المقترح شبيه بنظام النيل المصرى المعتمد من عدة جامعات على مستوى العالم، لافتًا إلى أن هناك تعاونًا بين وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى لتحديد حجم نواتج التعلم الخاصة بكل مسار.

وكشف أن المعيار الوحيد لإدخال بعض المواد إلى المجموع أو إخراجها منه هو عامل الوقت، حيث إن تدريس المنهج الواحد يحتاج إلى 100 ساعة خلال العام الدراسي، وهو الأمر الذى جعل من الصعب إدخال جميع المواد إلى المجموع.

مسارات المواد

أوضح الوزير أن هناك أربعة مسارات للالتحاق بالجامعات، وهى:  (مجال علوم الحياة والطب، مجال العلوم الطبيعية والهندسة والتكنولوجيا، مجال العلوم الاجتماعية وإدارة الأعمال، مجال الآداب والعلوم الإنسانية)، موضحًا أنه يتم تطوير البرامج الدراسية وفقًا لأحدث النظم التعليمية لتلبية احتياجات الطلاب بما يتماشى مع تحقيق متطلبات سوق العمل.

ونوّه وزير التربية والتعليم إلى أن الهدف من اتخاذ إجراء أولى بتقليص عدد المواد المقررة لطلاب المرحلة الثانوية هو عدم ترك 3 ملايين طالب يلتحقون بالمرحلة الثانوية يعانون من دراسة 32 مادة، وهو ما لا يتم تطبيقه فى أى دولة أخرى. 

وأكد أن الهدف هو تبسيط المرحلة الثانوية العامة، وإزالة الضغط النفسى عن الطلاب، ورفع عبء هذه المرحلة عن كاهل أولياء الأمور.

وأشار الوزير إلى أن مقترح شهادة البكالوريا المصرية بما يتضمنه من تفاصيل جاء عقب خطط تم وضعها ودراستها ومراجعتها من قِبَل الخبراء وأعضاء المجلس القومى للبحوث التربوية، وأساتذة كليات التربية، فضلًا عن جلسات مكثفة تم عقدها لدراسة هذا الأمر مع المجلس الأعلى للجامعات.

وتطرق عبداللطيف إلى استعراض خطة النظام الجديد، والتى تتضمن تقسيم المرحلة الثانوية إلى مرحلة تمهيدية، وهى الصف الأول الثانوي، ومرحلة رئيسية، وهى الصفين الثانى والثالث معًا. 

سيتم دراسة 7 مواد خلال الصفين الثانى والثالث الثانوي، وتتضمن أربع شعب: شعبة “الطب وعلوم الحياة”، شعبة “الهندسة وعلوم الحاسب”، شعبة “الأعمال”، وشعبة “العلوم الإنسانية”. 

وأكد أنه سيتم دراسة أربع مواد رئيسية لجميع طلاب هذه الشعب والمسارات، وهي: (اللغة العربية، التاريخ المصري، اللغة الأجنبية الأولى، والتربية الدينية).

وتابع الوزير قائلًا:  إذا كانت اتجاهات الطالب تميل نحو دراسة “العلوم الطبية”، سيتم دراسة مادتين أساسيتين، وهما (الأحياء المستوى الرفيع والكيمياء المستوى الرفيع)، بجانب اختيار مادة من مادتى (الرياضيات أو الفيزياء). 

أما إذا كانت اتجاهات الطالب تميل لدراسة “الهندسة وعلوم الحاسب”، ستتم دراسة مادتى (الرياضيات مستوى رفيع والفيزياء مستوى رفيع)، بجانب اختيار مادة من مادتى (الكيمياء أو البرمجة). 

وتابع: إذا كانت اتجاهاته نحو دراسة “إدارة الأعمال”، ستتم دراسة مادتين أساسيتين، وهما (الاقتصاد مستوى رفيع والرياضيات)، بجانب اختيار مادة من مادتى (المحاسبة أو إدارة الأعمال). 

وفى حالة إذا كانت اتجاهات الطالب تميل لدراسة “الآداب والفنون”، سيتم دراسة مادتى (الجغرافيا مستوى رفيع والإحصاء)، بجانب اختيار مادة من مادتى (علم النفس أو اللغة الأجنبية الثانية).

الإمتحانات

وأضاف الوزير محمد عبداللطيف أن الامتحانات ستتاح بفرصتين فى كل عام دراسى، الأولى فى شهرى مايو ويوليو لمواد الصف الثانى الثانوي، والثانية فى شهرى يونيو وأغسطس لمواد الصف الثالث الثانوي.

أما بالنسبة لرسوم الامتحانات، أشار الوزير إلى أن دخول الامتحان لأول مرة سيكون مجانيًا، بينما المحاولات اللاحقة ستُفرض عليها رسوم، مع إعفاء غير القادرين من أى رسوم.

وأكد أن نظام البكالوريا الجديد لا يقر مبدأ (الإسراع التعليمى)، بما يعنى أنه لا يمكن للطالب دمج الصفين الثانى والثالث فى عام واحد، مشددًا على ضرورة اجتياز الطالب عددًا من المواد فى الصف الثانى الثانوى قبل الانتقال إلى الصف الثالث، مع تقسيم باقى المواد على عامين إضافيين ليصل إجمالى المرحلة إلى أربع سنوات.

وأوضح الوزير أنه يمكن للطالب أثناء وجوده فى الصف الثالث الثانوى تحسين المواد التى درسها بالفعل فى الصف الثاني، والتى تقدر بأربع مواد أساسية. كما أكد ثبات آلية تقييم الطلاب فى المرحلة الثانوية، واعتمادها على الامتحانات الإلكترونية بشكل أساسى.

وفيما يتعلق بمادة التربية الدينية، أكد وزير التربية والتعليم أن الهدف الرئيسى من إدخالها ضمن المجموع هو دراسة التربية الدينية المسيحية والإسلامية بعمق، وفتح المجال لمعالجة المشكلات التى يواجهها الجيل الحالى بسبب الانفتاح العالمي.

وكشف عبداللطيف أنه سيتم إدخال التربية الدينية فى المجموع لجميع المراحل الدراسية، بداية من العام الدراسى القادم، للتركيز على المبادئ والقيم التى تحث عليها الأديان.

وأكد محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم أن اللغة الأجنبية الأولى فى مقترح البكالوريا الجديد، والتى تنقسم بين الإنجليزية والفرنسية والألمانية، ستُختبر بنظام “البابل شيت” فقط، دون وجود أسئلة مقالية، لتحقيق أعلى درجات العدالة الاجتماعية بين الطلاب. 

وأوضح أن كل مادة من المواد السبع فى النظام لها وزن نسبى ثابت، وهو 100 درجة، مشيرًا إلى أن جميع المواد المقترحة، سواء الأساسية أو التخصصية، لها أهمية كبيرة فى تأهيل الطالب المصرى للالتحاق بالجامعة وسوق العمل.

وأشار إلى أن المواد التخصصية ستُدرس فى الصف الثالث، حيث تعد الطالب للالتحاق بالكليات المناسبة له، كما سيتم إدخال مواد جديدة لأول مرة فى منظومة التعليم، مثل المحاسبة وإدارة الأعمال والبرمجة، لتتناسب مع المسارات الجديدة التى تم وضعها فى المقترح.

وأشار الوزير إلى أن الوزارة عملت على إعادة الطالب إلى المدرسة، وتخفيض الكثافات، وسد العجز بين المعلمين قبل تطبيق منظومة البكالوريا الجديدة، لضمان تحقيق نتائج فعالة. 

وأوضح أنه بمجرد تطبيق النظام الجديد، ستتقدم الحكومة للجهات الدولية للحصول على اعتماد هذه الشهادة من مختلف الدول.