تصريحات ترامب حول غزة
تراجع فى المواقف.. أم مناورة سياسية؟

نورالدين أبوشقرة
أصبح ملف إعمار قطاع غزة دون خروج الفلسطينيين، من أولويات السياسة المصرية ومعها الأردن، حيث أدى موقف «القاهرة» و«عمان» الثابت حول رفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، إلى تراجع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن تصريحاته بضرورة خروج سكان القطاع إلى مصر والأردن، حتى يتم إعمار غزة .
وجاء الموقف المصري، حاسمًا، حيث أعلنت الخارجية المصرية، أن «القاهرة» بلورت خطة للتعافى المبكر واعادة الاعمار فى غزة مع بقاء الفلسطينيين على ارضهم، وتحظى بدعم عربى، مشددة على ضرورة التوصل إلى حل سياسى عادل للقضية الفلسطينية عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية.
من جانبه، قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية السابق، إن التراجع الأمريكى حول خطة إعادة إعمار قطاع غزة بدأ منذ فترة على لسان وزير الخارجية ماركو روبيو، والذى أعرب عن انفتاح «واشنطن» على أى خطة عربية بشأن غزة، لكن تصريحات «ترامب» الجديدة تمثل «تراجعا شخصيا» قبل القمة العربية، مضيفًا أن تراجع «ترامب» موقف حقيقى مبنى على معطيات ولا يمكن وضعه فى سياق التصريحات المتضاربة له حول غزة، خاصة أنه تلقى الرسائل الصادرة عن الموقف العربى، وخاصة مصر والأردن.
وتابع:» الصورة وصلت لـ«ترامب» برفض الرأى العام العربى رسميًا وشعبيًا، لخطته بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، بالإضافة إلى الرفض الدولى حتى من أقرب حلفائه».
وأشار جهاد الحرازين أستاذ العلوم السياسية والقيادى بحركة فتح، إلى أن «ترامب» كان له رأى آخر كخطوة استباقية قبل القمة العربية حتى لا تكون قراراتها محرجة أو منددة له، مضيفًا أن الرئيس الأمريكى اتخذ هذه الخطوة إلى الوراء، بقوله إن ما اقترحه هو توصية، ما يعنى أنها قد يؤخذ بها أو لا يؤخذ بها، خاصة أن القمة سترفض هذا الطرح .
وأوضح «الحرازين»، أنه بجانب موقف مصر والأردن، فإن السعودية ، كان موقفها مؤثرًا كذلك من نواح اقتصادية، والرئيس الأمريكى لا يريد خسارة استثماراتها، خاصة وأنه على وشك زيارتها، بالإضافة إلى تدخلها فى ملف المفاوضات بين أمريكا وروسيا.
وأضاف: «هناك جهود كبيرة بذلتها مصر، وذلك تمهيداً لاستقبال القمة العربية الطارئة، ليكون هناك موقف عربى قوى وموحد، سيتم تقديمه إلى الإدارة الأمريكية وإلى المجتمع الدولى بأسره، فى ظل ما تعرضت له المنطقة من حالة خلط الأوراق السياسية، لكن موقف القيادة المصرية الحاسم والدبلوماسية المصرية الناجحة كان لها دور فى رفض المقترح الأمريكى.
وفيها يتعلق بتأجيل انعقاد القمة من 27 فبراير الى 4 مارس المقبل قال «الحرازين»: هناك حاجه لمزيد من الوقت بين الدول العربية والقيادة المصرية حتى يكون هناك اتفاق واضح وقرارات ناجحة لهذة القمة يتم تقديمها للإدارة الامريكية، بتنسيق عربى كامل بعيدا عن أى تحفظات».
وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطنى الفلسطينى أحمد التميمي، أن ما حدث فى قطاع غزة يجرى الآن فى الضفة الغربية بما فيها القدس بشكل عنيف، فى محاولة لتغيير الواقع الديموغرافى لفلسطين، موضحًا أن الشعب الفلسطينى قادر بصموده وثباته على التصدى واحباط مخططات الاحتلال وما يقوم به من انتهاكات بحق أبناء شعبنا ومصادرة الأراضى الفلسطينية وإقامة مستوطنات فى الضفة والقدس ومنع إقامة دولة فلسطينية.