الأربعاء 2 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تفاصيل أول اتصال هاتفى بين «ترامب» و«بوتين»

على الورق، اتفق الأمريكيون مع فريق «كييف» التفاوضى على وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا خلال محادثات ماراثونية فى جدة؛ وقبل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الفكرة، لكن مع بعض «التفاصيل الدقيقة». 



الاتصال الهاتفى بين ترامب وبوتين كان حاسما لعدد من القضايا فى مقدمتها إنهاء الحرب فى أوكرانيا، حيث اتفق الرئيسان على ضرورة تحقيق السلام وتحسين العلاقات بين موسكو وواشنطن، فضلا عن وقف انتشار الأسلحة الاستراتيجية، وألا يسمح لإيران امتلاك الأسلحة النووية.

وأكدت صحيفة «الجارديان» البريطانية، أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أثبت استعداده التام لزيادة الضغط على فولوديمير زيلينسكى، وهو ما ظهر جليًا فى لقائهما الكارثى فى البيت الأبيض قبل أسبوعين، إلا أن قدرته أو رغبته فى إجبار «بوتين» على تقديم تنازلات أقل وضوحًا.

وكان التنازل الوحيد الذى طالب به «ترامب» علنًا من «بوتين» هو أن ينقذ الرئيس الروسى حياة «آلاف الجنود الأوكرانيين» المحاصرين، وهو وضع ميدانى تحمل الجيش الروسى مسئوليته، لكن الجيش الأوكرانى ومحللين عسكريين مستقلين نفوا وجوده فى الواقع.

يذكر أن موافقة بوتين على دراسة اقتراح «ترامب»، شريطة أن تستسلم القوات الأوكرانية، إضافة إلى إشادة «بوتين» الحارة بترامب لـ»بذله قصارى جهده» لتحسين العلاقات بين واشنطن وموسكو، ترك انطباع واضح بأن زعيم الكرملين المخضرم يتفوق على نظيره الأمريكى، فالمحللين السياسيين يرون أن «بوتين» يكون خطير للغاية عندما يتحدث مباشرة مع «ترامب»، فهو يعرف كيف يسحره، ويثنى عليه.

وقد أوضحت المحللة السياسية تاتيانا ستانوفايا: «أن الروس لم يرفضوا بشكل قاطع  لأنه ذلك قد يفسد العلاقة مع ترامب ويعقد الأمور، فاضطروا إلى قول: نعم نتفق، ولكن.. ثم هذا الـ«لكن» تجعل الأمر مستحيل»، مضيفة أن روسيا لا تريد وقف إطلاق النار لمجرد وقف إطلاق النار، بل تهدف فقط إلى المحادثات التى تفضى إلى تسوية نهائية تفيد الكرملين، فالروس لا يريدون وقف إطلاق نار غير مشروط.

وبوضع أوكرانيا الحالى بوجود زيلينسكى فى السلطة، لن يكون هناك اتفاق إلا إذا اعترفت أوكرانيا بأنها خسرت الحرب، وليس لديها أى فرصة لعكس الوضع العسكرى، وأن السبيل الوحيد للخروج هو البدء فى التحدث مع الروس حول شروط موسكو للسلام.

وهذا بالطبع، بعيد كل البعد عما يدور فى ذهن «كييف» ومعظم حلفاء أوكرانيا الغربيين لتحقيق سلام دائم، فالمناقشات، التى يقودها كير ستارمر وإيمانويل ماكرون، لحشد الدول الغربية بعيدة كل البعد عن حقيقة موقف الكرملين الحالي.