22 مشروعا لتطوير
«التجلى الأعظم»

تُعدُّ التنمية الشاملة بأرض الفيروز محورًا رئيسيًا فى إطار استراتيجية الدولة، حيث ترتكز على تنفيذ العديد من المشروعات التنموية والعمرانية والخدمية والاستثمارية غير المسبوقة، وجذب الاستثمارات.
وقد صرّح اللواء الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، لصحيفة “روزاليوسف” بأن مشروع “التجلى الأعظم” يُمثل نقلة نوعية فى مسار التنمية الشاملة، حيث يضم 22 مشروعًا فرعيًا متكاملًا.
وتشمل المشروعات مركز الزوار لاستقبال ضيوف موقع التجلى، وشرح مكوناته وقدسية الموقع وتاريخه، مع توسعة جديدة تضم مناطق استقبال متعددة الوظائف، تشمل محال لبيع المنتجات البدوية والمحلية، وعرضًا للقبة السماوية، وفنادق ومنتجعات سياحية فاخرة بمختلف التصنيفات لتلبية احتياجات الزوار من درجات الإقامة المتنوعة ونُزل بيئية (Eco-Lodges): مبنية من مواد محلية صديقة للبيئة، مزودة بأنظمة طاقة شمسية، وتُستغل فيها مياه الأمطار، بالإضافة إلى مركز ثقافى عالمى ومكتبة رقمية، إلى جانب محاضرات تفاعلية حول تاريخ سانت كاترين، ويضم مركز مؤتمرات ومعارض لاستضافة الفعاليات الدولية الدينية والبيئية، كذلك شبكة طرق داخلية تربط بين جميع مكونات المشروع، مطابقة لأعلى معايير السلامة، وتقلل من الأثر البيئى.
هذا بجانب تطوير مطار سانت كاترين الدولى: لزيادة الطاقة الاستيعابية وتسهيل حركة الطيران السياحى، فضلًا عن منطقة خدمات تجارية وترفيهية تشمل مطاعم ومقاهى ومتاحف صغيرة تعرض الحرف التقليدية، بالإضافة إلى أعمال تنسيق حضارى لحماية المظهر البصرى للمدينة والحفاظ على طابعها العمرانى التاريخى، وكذلك مساحات مخصصة لمنطقة “التجلى الأعظم”: وهى منطقة مفتوحة ذات طابع روحانى تتوسط المشروعات، تتيح للزوار فرصة التأمل والتمتع بالمناظر الطبيعية دون تشويش.
استثمارات واعدة
وذكر مبارك، أن إجمالى تكلفة مشروع “التجلى الأعظم” يبلغ نحو 14 مليار جنيه، موزعة على مراحل تنفيذية مدروسة تضمن الجودة والاستدامة.
ومن المتوقع أن يُحقق المشروع عائدًا اقتصاديًا واجتماعيًا من خلال توفير أكثر من 3,500 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة لأهالى جنوب سيناء، إضافة إلى جذب استثمارات إضافية تتجاوز 500 مليار جنيه، ضمن رؤية “جنوب سيناء 2035”.
وسيسهم المشروع فى رفع معدلات الإشغال الفندقى، وتحويل سانت كاترين إلى وجهة سياحية عالمية، تليق بتفردها كموقع للتجلى الأعظم، وكأحد أهم المزارات الروحية والبيئية.
وأضاف أنه يتم حاليًا استكمال المرحلة الأولى، التى تشمل البنية التحتية الأساسية، وبعض الفنادق والنزل البيئية، ومن المتوقع الانتهاء منها بنهاية عام 2025، على أن تُفتتح باقى المراحل تباعًا حتى منتصف 2027، ثم 2030، وفق جدول زمنى يراعى طبيعة البيئة المقدسة وأهمية الحفاظ عليها.
وأكد مبارك، أن هناك تعاونًا وثيقًا مع وزارة الآثار واليونسكو والكنيسة الأرثوذكسية، للحفاظ على التراث والمقدسات.
آليات صارمة
وقد وضعت وزارة الإسكان وهيئة المجتمعات العمرانية آليات صارمة لمتابعة جميع أعمال الحفر والبناء، وضمان عدم المساس بأى أثر تاريخى أو روحى.
كما تم إنشاء “منطقة تفريد الموقع” المركزية لتكون حلقة وصل بين التطوير والحفاظ على قدسية المكان.
وأشار إلى أن إدارة وتشغيل الفنادق والنزل البيئية ستتم من خلال:
طرح الفنادق الفاخرة بنماذج استثمارية مشتركة بين القطاعين العام والخاص، مع التركيز على العلامات الفندقية العالمية.
أما النزل البيئية، فسيُسند تشغيلها لشركات متخصصة فى السياحة المستدامة، مع إشراك المجتمعات المحلية فى تقديم خدمات الضيافة والأنشطة البيئية.
وقد يُسهم مشروع التجلى الأعظم فى ترسيخ مكانة سانت كاترين عالميًا، حيث تمثل أحد أقدس وأهم المواقع الدينية فى العالم، لما لها من مكانة استثنائية فى قلوب أتباع الديانات السماوية الثلاث: الإسلامية، والمسيحية، واليهودية.
ويبدأ تطوير المشروع من سفح جبل موسى، فى الوادى المقدس “طوى”، حيث تجلى الله سبحانه وتعالى للنبى موسى- عليه السلام-، وهو موقع ورد ذكره فى الكتب السماوية، وارتبط برحلة الإيمان والوحى الإلهى.
ومن خلال توفير تجربة روحية بيئية متكاملة تشمل فنادق فاخرة، نُزلًا بيئية، ومناطق تأمل مفتوحة، سيُصبح الموقع نقطة جذب للباحثين عن السكينة والتواصل الروحي، فضلًا عن كونه ملتقى للفعاليات العلمية والثقافية الدينية.
وأوضح مبارك أن رؤية جنوب سيناء 2035، التى يُعد مشروع “التجلى الأعظم” أحد ركائزها الأساسية، تسعى لتحويل المحافظة إلى وجهة عالمية فريدة للسياحة والاستثمار، مع الحفاظ على طابعها البيئى والدينى والثقافى.
ويسهم المشروع فى جذب استثمارات ضخمة من خلال: تعزيز السياحة المستدامة متعددة الأبعاد: بفضل بنية تحتية متكاملة تراعى الخصوصية الثقافية والبيئية للمنطقة، يصبح الموقع مركزًا عالميًا للسياحة الروحية، البيئية، والثقافية، ويجذب زوارًا من مختلف الجنسيات على مدار العام.
وكذلك زيادة الليالى السياحية وتحفيز الإنفاق: من خلال التوسع فى البنية الفندقية والترفيهية المتوافقة مع التراث الحضارى والدينى، وتنويع الأنشطة السياحية بين الزيارات الدينية، الرحلات الاستكشافية، والتجارب البيئية.
بجانب تهيئة بيئة استثمارية آمنة وجاذبة بتطوير شبكات الطرق، الطاقة النظيفة، والاتصالات، ما يُحفز المستثمرين على إقامة مشروعات مستدامة فى مجالات السياحة، الضيافة، والخدمات.
كما يعزز الاهتمام الرئاسى الكبير بالمشروع ثقة المستثمرين، ويوفر ضمانات رسمية للاستقرار والتكامل مع رؤية الدولة للتنمية الشاملة.