الخميس 3 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

محطات عملاقة لمعالجة المياه ترسم ملامح التنمية الزراعية

نجحت الدولة المصرية فى تحقيق نهضة تنموية فى مجال الرى بسيناء، ضمن مخطط الدولة للتنمية الشاملة فى أرض الفيروز، إذ شهد العقد الأخير مشروعات عملاقة فى مجال الرى، استطاعت أن ترسم ملامح التنمية الزراعية من خلال إنشاء محطات عملاقة لمعالجة المياه، وعلى رأسها محطة بحر البقر، ومد الترع وحفر الآبار، مما فتح الباب نحو التنمية الزراعية فى سيناء لزراعة نحو 500 ألف فدان، بجانب المساعدة على جذب وتوطين السكان وإقامة حياة متكاملة فى سيناء.



من جانبه، أكد الدكتور محمد غانم، المتحدث الرسمي لوزارة الرى، أنه مع تزايد الاعتماد على المعالجة المتطورة وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي فى مصر، كأحد أهم الحلول للتوسع فى الرقعة الزراعية، خاصة مع محدودية الموارد المائية والفجوة الكبيرة بين الموارد والاحتياجات المائية، وكأحد أبرز محاور الجيل الثانى لمنظومة الرى يتواصل العمل على تنفيذ مسارين لنقل المياه من محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر بطول 105  كيلومترات و18 محطة رفع بنسبة تنفيذ تصل إلى 80%، وسيتم استخدام المياه المنتجة من محطة بحر البقر فى استصلاح مساحات جديدة من الأراضى الزراعية بشمال ووسط سيناء.

وأضاف غانم: “أنه فى مجال الحماية من أخطار السيول وحصاد مياه الأمطار، قامت الوزارة بتنفيذ 561 منشأ متنوعًا للحماية من أخطار السيول بمحافظتى شمال وجنوب سيناء، عبارة عن سدود وحواجز وقنوات صناعية وبحيرات وخزانات أرضية وأحواض وجسور ومعابر ومفيضات، والتي لها أهمية كبيرة فى حماية المواطنين والمنشآت من أخطار السيول، بالإضافة لحصاد مياه الأمطار وتجميعها فى البحيرات الصناعية أمام سدود الحماية لاستخدامها بمعرفة التجمعات البدوية فى المناطق المحيطة، وتوفير الاستقرار للتجمعات البدوية نتيجة تغذية الآبار الجوفية، ويجرى العمل على تنفيذ 24 مأخذًا على ترعة الشيخ جابر لرى مساحة 125 ألف فدان، وتم نهو الأعمال بـ 21 مأخذًا وجار العمل فى 3 مآخذ أخرى.

فيما أكد الدكتور عباس شراقى، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن السنوات الأخيرة شهدت تطورًا كبيرًا فى الموارد المائية، ففى عام 2016 تم توصيل مياه النيل إلى محطة المحسمة، وبالتالى أصبح يدخل مليون متر مكعب يوميًا لرى نحو 50 ألف فدان فى المرحلة الأولى، وبعد ذلك، تم إنشاء سحارات أخرى شمال قناة السويس، وإنشاء محطة بحر البقر فى عام 2021، لإدخال نحو 6.3 مليون متر مكعب، بالإضافة إلى كمية مماثلة من مياه النيل، وبهذا أصبح رصيد سيناء من المياه يعد كبيرًا نسبيًا مقارنة بباقى مناطق مصر.

ولفت “شراقى”، إلى أن سيناء كانت محرومة من المياه، باستثناء بعض الأمتار القليلة على السواحل فى العريش، إلى جانب المياه الجوفية، أما الآن وبعد دخول هذه المياه، أصبحت سيناء تستقبل ما يقرب من 4 إلى 5 مليارات متر مكعب سنويًا، وهو رقم كبير بالنسبة لعدد السكان هناك، مؤكدًا أن وصول مياه النيل إلى سيناء يعد إنجازًا كبيرًا قامت به الدولة المصرية، موضحًا ضرورة استغلال هذه المياه فى استكمال المشروعات.

وتابع أستاذ الجيولوجيا: “أن هذه العملية تسير ببطء، خصوصًا فى محطة بحر البقر، التي تعد من أكبر محطات معالجة الصرف الصناعي فى العالم، وبتكلفة بلغت نحو 50 مليار جنيه”، مشددًا على أن استغلال هذه المياه فى تنفيذ واستكمال المشروعات الزراعية الكبرى لم يكتمل بالشكل الأمثل، بسبب عدة معوقات، أهمها المعوقات الفنية المتعلقة بنوعية التربة الزراعية هناك، بالإضافة إلى المعوقات الإدارية التي تعد العائق الأساسى أمام الاستفادة المثلى من هذه المشروعات.

وطالب “شراقى”، بوضع رؤية واضحة بشأن المشروعات الزراعية فى هذه المنطقة، وتحديد المحاصيل المناسبة للزراعة، خاصة أن البنية التحتية والأساسية للمشروع قد اكتملت منذ عام 2021، مضيفًا: “أن إجمالى تكلفة المشروع، مع الخدمات المحيطة به، وصلت إلى 150 مليار جنيه”.