إجراءات وقائية لمواجهة مخاطر ارتفاع درجات الحرارة

مروة مصطفى
تشهد مصر موجات حر وارتفاعًا فى درجات الحرارة إلى معدلات غير مسبوقة خلال الفترة الحالية، وتتخذ المحافظات المصرية مجموعة من الإجراءات الوقائية لحماية المواطنين، والحد من المخاطر الصحية والبيئية المرتبطة بالطقس الحار.
وتأتى هذه التحركات فى إطار خطط استباقية تعتمدها الجهات المحلية بالتنسيق مع الوزارات المعنية، لضمان سلامة السكان واستمرارية الخدمات الحيوية، خاصة فى المناطق الأكثر تأثرًا. فى هذا التقرير، نستعرض أبرز تلك الإجراءات، وكيف تسهم فى التخفيف من آثار الحرارة الشديدة على الحياة اليومية.
أسوان خطة للإصلاح البيئى ومكافحة التلوث
أسوان - محمد عوض سليم
بدأت محافظة أسوان اتخاذ إجراءاتها فى مختلف المستشفيات والوحدات الصحية، وخاصة فى أقسام الحميات، للتعامل مع أمراض الصيف، لا سيما حالات الإجهاد الحرارى، مع توفير الأدوية اللازمة لمواجهة ضربات الشمس فى أقسام الاستقبال والطوارئ، بالإضافة إلى زيادة عدد الكوادر البشرية بهذه الأقسام للتدخل السريع فى أى حالات طارئة. ويتواكب ذلك مع تكثيف ندوات التوعية للمواطنين لتجنب الاختزان الحرارى.
وقال الدكتور مصطفى أبوالمجد، مدير عام الطب الوقائى بمديرية الشئون الصحية بأسوان، إن المديرية تنفذ بالتوازى خطة للإصلاح البيئى ومكافحة أنواع التلوث فى مصادر المياه والغذاء، وتشديد الرقابة على الأغذية والمشروبات، ومتابعة عمليات الصرف الصحى لمنع حدوث أى تلوث بيئى، إلى جانب مراقبة النظافة العامة والتخلص الآمن من القمامة، ومكافحة الحشرات ونواقل الأمراض من خلال رش المبيدات بالتنسيق مع الجهات المحلية المختصة.
وأوضح أن خطة مواجهة أمراض الصيف تهدف إلى الاكتشاف المبكر للأمراض المعدية والتعامل الفورى معها، لمنع حدوث تفشيات وبائية، لافتًا إلى أنه بالتوازى يتم تنفيذ الترصد الإيجابى النشط، من خلال فحص عينات المياه والصرف الصحى العشوائية فى المناطق ذات الخطورة العالية، إلى جانب التثقيف الصحى والإعلامى والمشاركة المجتمعية، واتباع الأساليب الصحية للنظافة العامة، وكيفية التخلص من جميع أنواع الفضلات، وذلك من خلال إدارات الثقافة الصحية بالمديريات والإدارات الفرعية.
وأضاف أنه تم إعداد برامج صحية موجهة للمواطنين حول كيفية الوقاية من أمراض الصيف، إلى جانب تنشيط نظام الترصد الروتيني، ورفع كفاءة الترصد بالمستشفيات من خلال تدريب الفرق الطبية على تعريف حالات الأمراض المعدية الخاضعة للترصد، مثل: التسممات الغذائية، وأمراض الإسهال، والتيفود، بالإضافة إلى ترصد الأمراض المنقولة بالمفصليات والطفيليات، ومنها حمى الضنك والملاريا.
وكشف أبوالمجد أنه تم توزيع البروتوكول العلاجى للتعامل مع أمراض الصيف، مثل ضربات الشمس والإجهاد الحرارى، مع التأكد من توافر المحاليل الوريدية والأدوية الخافضة للحرارة فى جميع المنشآت الصحية بالمحافظة.
الإسماعيلية استخدام نظام الرى بالرش.. وإنشاء مصدات للرياح حول المزارع
كتبت - شهيرة ونيس
تؤثر التغيرات المناخية، سواء من حيث الارتفاع الشديد أو الانخفاض فى درجات الحرارة، بصورة سلبية على المحاصيل الزراعية والحيوانات، مما يستلزم من القطاع الزراعى والإنتاج الحيوانى اتخاذ كافة التدابير اللازمة للتصدى لهذه الظواهر والحد من آثارها على الزراعة والثروة الحيوانية.
وفى هذا السياق، أصبح علم الأرصاد الجوية من العلوم المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بأعمال الزراعة المختلفة، حيث يبحث فى تطبيقات الأرصاد الجوية لخدمة الزراعة بجميع فروعها، لما لها من أهمية فى توفير الغذاء للإنسان والحيوان، وتزداد أهمية هذا العلم مع تزايد عدد السكان. وتشمل العوامل الجوية المؤثرة فى الزراعة: درجة الحرارة، ودرجة حرارة التربة، والرطوبة الجوية النسبية، وسرعة واتجاه الرياح، والإشعاع الشمسي.
أكد ذلك الدكتور محمد خليل شطا، وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الإسماعيلية، مشيرًا إلى أهمية التنبؤ بمواعيد الزراعة المناسبة من خلال حساب الحرارة المتجمعة فى التربة.. وأشار إلى أن درجات الحرارة المرتفعة، لاسيما فى فصل الصيف الحالي، تؤثر بشكل كبير على النباتات، مما يستلزم ضبط عمليات الرى، بحيث تُجرى فى ساعات الصباح الباكر أو فى المساء لتقليل عمليات البخر.
وللتخفيف من أضرار الأحوال الجوية غير الملائمة للنبات، مثل الحرارة المرتفعة أو الرياح أو الصقيع، ينصح بإنشاء مصدات رياح حول المزرعة، وضبط جداول الرى، واستخدام نظام الرى بالرش، ورش النباتات بمركبات تحتوى على العناصر الصغرى، مثل البوتاسيوم والكالسيوم.
وفيما يتعلق بالحفاظ على الثروة والإنتاج الحيوانى، أكد المهندس محمد بكر، مدير إدارة الإنتاج الحيوانى بمديرية الزراعة بمحافظة الإسماعيلية، أهمية تقليل تأثير درجات الحرارة المرتفعة على الحيوانات، من خلال اختيار سلالات تتحمل الظروف الجوية المصرية، وتوفير أماكن مظللة جيدة التهوية تحتوى على مصدر دائم لمياه الشرب، بالإضافة إلى زيادة نسبة العليقة الخضراء وتقليل العليقة المركزة إلى الحد المسموح به.
كما شدّد على ضرورة متابعة الطبيب البيطرى الخاص بالمزرعة للحيوانات، لا سيما العجول والعجلات صغيرة السن، للحد من تأثير درجات الحرارة المرتفعة عليها.
الوادى الجديد تخصيص غرفة عمليات للمتابعة.. والتنسيق بين المستشفيات لاستقبال أى بلاغات
الوادى الجديد- محمد محروس
اتخذت محافظة الوادى الجديد عددًا من الإجراءات الوقائية فى ظل الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة، والتى تجاوزت 40 درجة مئوية، حيث تم رفع حالة الطوارئ بجميع المرافق والخدمات والمستشفيات والوحدات الصحية.
وقال اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادى الجديد، إنه تم تكليف غرفة العمليات الرئيسية بالمحافظة بالمتابعة المستمرة، مع رفع حالة الطوارئ بجميع المرافق الأساسية والخدمات وتأمينها بشكل كامل طوال موجة الطقس الحار.
كما تم وضع خطة تتضمن التنسيق بين المستشفيات ومرفق الإسعاف لاستقبال أى بلاغات لحالات مصابة بالإجهاد الحرارى والتعامل الفورى معها، محذرًا المواطنين من التعرض المباشر لأشعة الشمس فى ظل هذا الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة.
وفى السياق ذاته، اتخذت مديرية الزراعة بمحافظة الوادى الجديد عددًا من الإجراءات لمواجهة الطقس الحار، من بينها توجيه نصائح للمزارعين بضرورة العناية الفائقة بتعويض النباتات بالمياه وضمان وجود رطوبة أرضية كافية، على أن يكون الرى فقط فى الصباح الباكر، والابتعاد تمامًا عن الرى وقت الظهيرة، وذلك بالتزامن مع موجة الحر الشديدة.
كما طالبت مديرية الزراعة مزارعى أشجار النخيل بإجراء رية سريعة فى الصباح الباكر خلال أيام ذروة الموجة، وزيادة معدلات رش المغذيات، مع ضرورة تقليل كميات المياه فى الرية الواحدة وزيادة عددها، لتفادى تساقط الثمار.
وشددت على أهمية إجراء الرى فى الصباح وتجنب الرى أثناء الظهيرة، مع الاهتمام برشات وقائية عاجلة ضد الأمراض الفطرية التى تنشط فى ظل الرطوبة العالية.
البحر الأحمر نظام جديد يعتمد على الخلايا والتكييف الصحراوى داخل المزارع
البحر الأحمر - خالد الجهينى
رفعت محافظة البحر الأحمر درجة الاستعداد القصوى لمواجهة موجات الحرارة الشديدة التى تشهدها المنطقة خلال فصل الصيف، وذلك فى إطار خطة وقائية متكاملة تهدف إلى حماية المواطنين، والمحاصيل الزراعية، ومزارع الدواجن، والمواشى من المخاطر الناجمة عن الارتفاع الكبير فى درجات الحرارة.
وأكد المهندس أمجد سيفين، مدير الإنتاج الحيوانى والداجنى بمديرية الزراعة بمحافظة البحر الأحمر، أنه فى إطار جهود الدولة للحفاظ على الثروة الحيوانية فى ظل موجات الحر المتزايدة، تم تطبيق نظام جديد يعتمد على “الخلايا والتكييف الصحراوى المزود بشفاطات” داخل الحظائر، بهدف خفض درجات الحرارة وتحسين بيئة تربية الماشية.
وأشار سيفين إلى أن هذا النظام يُساهم بشكل فعّال فى تقليل الإجهاد الحرارى على الحيوانات، مما ينعكس إيجابًا على إنتاجيتها وصحتها.
وأضاف: “تحسين التهوية فى عنابر الدواجن، وتوفير المياه الباردة، واستخدام الفيتامينات المناسبة، أصبحت من الإجراءات الأساسية التى يجب الالتزام بها خلال هذه الفترة”.
كما أوضح أنه تم توجيه مربى المواشى إلى ضرورة توفير الظل للحيوانات، والاعتماد على الأعلاف الخفيفة، وتجنب الأنشطة المجهدة فى فترات الذروة، مشيرًا إلى أن هناك تنسيقًا مستمرًا مع الأجهزة المعنية لضمان الاستجابة السريعة لأى طارئ قد يطرأ نتيجة موجات الحرارة المرتفعة.
الدقهلية استخدام أعلاف تتناسب مع ظروف الإجهاد الحرارى
الدقهلية - أسامة الجمل
أعلنت محافظة الدقهلية عن تعميم نشرة توصيات على جميع المراكز والمدن بالمحافظة، تتضمن مجموعة من الإجراءات الاحترازية لمواجهة موجة ارتفاع درجات الحرارة، وذلك لتفادى الأضرار التى قد تؤدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الدواجن، والتأثير السلبى على مزارع الماشية، والمحاصيل الزراعية، والفاكهة، والخضراوات.. وتضمنت التوصيات ضرورة تغيير مساقى مياه شرب الحيوانات منذ بداية الصباح على فترات قصيرة، مع زيادة عدد المساقى ويفضل استخدام مياه باردة، بالإضافة إلى الاهتمام بإعداد علائق غذائية تتناسب مع ظروف الإجهاد الحرارى.
كما أوصت برفع الأعلاف من أمام الدواجن خلال فترات النهار قبل الساعة العاشرة صباحًا، وتقديمها بعد الساعة الخامسة مساءً.. وشددت التوصيات على أهمية توفير وسائل حماية مناسبة للحيوانات، مثل إنشاء مظلات مرتفعة، واستخدام نظام رش ضبابى على جدران وأسقف العنابر لتقليل درجات الحرارة خلال فترات الذروة، فضلًا عن إنشاء عنابر بصورة هندسية تسمح بالاستفادة من التهوية الطبيعية، للحد من تأثير درجات الحرارة المرتفعة.
كما أوصت بتركيب ستائر من الخيش على الواجهات المعرضة للشمس، مع ترطيبها باستمرار بالماء لخفض درجة الحرارة، والاهتمام بتطعيم الحيوانات، واستخدام مضادات الإجهاد الحراري، وفيتامين “C” فى مياه الشرب.