الخميس 22 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
القراءة والكتابة.. أهميتهما فى الحياة

القراءة والكتابة.. أهميتهما فى الحياة

تعتبر القراءة والكتابة أحد أهم مفاتيح الثقافة والوعى عند البشر وهى الوسيلة المثلى لنقل الأفكار وتلاحم الثقافات وتجاذب الحضارات وكانت القراءة العنصر الجوهرى فى حياة العلماء والمفكرين والباحثين.



فبعد أن كان الكتاب خير خليس فى القراءة وهو الشىء المهم للإنسان للأسف الشديد أصبح اليوم الهاتف المحمول هو الأنيس والجليس لجميع الأجناس سواء الرجال أو النساء وهو الونيس لهم متحديًا بذلك ما جاء به السلف الصالح من شغف القراءة والكتابة.

فالقراءة والكتابة لم تعد هى صاحبة القدح المعطى للعلم والمعرفة والتذوق والثقافات العامة وأصبح ذلك جليًا مع دخول الألفية الثالثة وهيمنة الحواسيب والأجهزة الحديثة والهواتف الذكية على محور الثفافات العامة.

لقد تغيرت طرق القراءة والكتابة فقد أصبح الكتاب مرحومًا مركونًا على الرف فى هذا الزمن الغابر الذى لا يعرف فيه الكتاب كما أن القارئ اختار الذهاب إلى أقصر الطرق فى البحث عن الأشياء التى يريدها والاستدلال والمتابعة عن طريق الدخول فى الشبكة العنكبوتية وهى الكمبيوتر والتليفون المحمول والإنترنت وقنوات التواصل الاجتماعى ومحركات جوجل العملاقة.

كما أنه لم تكتف التكنولوجيا بتحجيم عقولنا وقدرتنا حتى جاء الذكاء الاصطناعى لكى يصبح بديلًا معتمدًا على الدماغ البشرية فى التفكير والتحليل والاستنساخ وكتابة الرسائل والمقالات والأشعار وأشياء كثيرة تخص الإنسان.

وبذلك تراجع مستوى النشاط الفكرى والإبداعى والثقافى لدى الإنسان مما جعل كثيرًا من المنظمات فى العالم تجرى أو تبتعد عن الاشخاص الذين يمارسون القراءة التقليدية فى مختلف بلدان العالم.

أما السبب الحقيقى للعزوف عن القراءة التقليدية هو انتشار الحواسيب والأجهزة اللوجستية والهواتف الذكية التى ترسل ثقافات جاهزة مليئة بالتفاهات والتجاذبات الهزيلة إلى آخره.

لقد جاء الطوفان التكنولوجى ليغرق الجميع فى دوامة محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعى المختلفة وأنشطة الذكاء الصناعى كلها وضعت فى فضاء مفتوح لا حدود له كما أنه أضاف الجهل والكسل للإنسان الذكى وأصبحت المعرفة سطحية ويظهر ذلك واضحًا مع صعود الذكاء الاصطناعى الذى أزهق روح الإبداع المتدفقة عبر أوردة الكتابة.

لقد تغيرت طريقة التعامل والفهم للنهوض وآلية البحث عن المعلومات لا سيما أن هذه الأداة قوية مغرية ترغم المتلقى للانصياع لها.

إن كثرة الإفراط فى استخدامها وبكل هذه الأنواع سوف يحدث تجاوز عن الدماغ البشرية ويتفوق عليه فهل أصبحنا فى مجتمعات ما بعد القراءة والكتابة بفعل الثقافة الجاهزة.. والآلة متفوقة علينا بكل خواص الحياة يعنى تقريبًا.

فهذا هو التطور التكنولوجى زاد من جهل البشر لوجود من يفكر عنه دون عناء أو تعب أو قلق.. فهذه هى أسباب عزوف القارئ عن تناول الكتاب المطبوع وهو وجود البديل الذى يتمتع بسهولة التصفح والبحث عن الاحتواء الواسع للمعلومة دون الاكتراث فى حقيقتها ليبقى موضوع الكتابة قائما يتحدى كل الوسائل التى تريد زواله واستبداله بالوسائل الحديثة وخير دليل على ذلك هو الجرى وراء الوسائل الحديثة.

إننا نحتاج اليوم إلى أدوات التحفيز لزيادة فعل القراءة وإلى مبادرات جذب المواطن إلى حب القراءة وأول ما سنتذكر هو قول رب العزة عندما خاطب رسوله الكريم الأعظم محمد - صلى الله عليه وسلم - فكان أول قوله هو «اقرأ» فكم هى عظمة القراءة لذلك يجب أن ننتبه جميعًا إلى القراءة فهى الغذاء المهم لعقل الإنسان.

فالقراءة بحد ذاتها تساعد فى القضاء على الجهل والخرافة لأنها تمكن صاحبها من فهم المتغيرات والمحيط الذى يعيشه بتحليل المعلومات وزيادة الإدراك للاطلاع على ما يكتبه الآخرون.. والقراءة هى كفيلة بحماية التنوع الثقافى فهل سيحل دماغ الإنسان محل الدماغ الاصطناعى.