«شبكة العنكبوت» تهدد المفاوضات بين موسكو وكييف

إسلام عبدالكريم
أثار الهجوم الأوكرانى بطائرات مسيرة على أربع قواعد جوية روسية، تكهنات حول رد موسكو، إذ يرى المحللون أن الهجوم المفاجئ أحرج روسيا، ويثير التساؤل حول كيفية الرد الذى سيختاره الرئيس الروسى فلاديمير بوتين.
وأصاب الهجوم الأوكرانى المفاجئ بطائرات مسيرة على عدة قواعد جوية روسية العالم، بما فى ذلك موسكو، بالذهول، ووصف الهجوم بأنه الأجرأ فى هذه الحرب، لكنه جاء فى توقيت حرج، إذ سبق بساعات قليلة انعقاد الجولة الثانية من محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا فى تركيا، والآن تتجه كل الأنظار إلى الرد الروسى على الهجوم الأوكرانى، الذى تقول “كييف” إنه أدى إلى إتلاف وتدمير 41 طائرة روسية، بما فى ذلك قاذفات استراتيجية نووية.
وأفادت “كييف”، بأنها هرّبت أكثر من 100 طائرة مُسيّرة عبر الحدود الروسية لضرب الأهداف بقاعدة بيلايا الجوية فى منطقة إيركوتسك بسيبيريا، على بُعد أكثر من 4000 كيلومتر من أوكرانيا.
الخيار النووى
السيناريو الأول الذى يجول بخواطر الكثيرين هو اللجوء إلى السلاح النووى، إذ استغل عدد من الأصوات الروسية الهجمات لتبرير شن هجوم نووى على أوكرانيا.
ودعا عدد من المحللين على الشاشات والصحف إلى استخدام هذا الخيار، من بينهم المحلل السياسى الروسى، سيرجى ماركوف، لصحيفة “موسكوفسكى كومسوموليتس” المقربة من الكرملين، الذى أكد أن الهجوم الأوكرانى يشكل أرضية للرد النووى من قبل روسيا.
ولفتت مجلة “نيوزويك” إلى أن عدة وسائل إعلام مقربة من الكرملين، أكدت أن الهجوم الأوكرانى يشكل مبررا للرد النووى، إلا أن هذا الخيار يبدو ليس الأقرب، فى ظل مخاوف من فتح أبواب الحرب النووية حال استهداف منشآت نووية روسية.
وقال كير جايلز، من مركز تشاتام هاوس للأبحاث فى لندن، لمجلة نيوزويك: “ نتوقع قدرًا كبيرًا من الضجيج والغضب”، مشيرا إلى أن روسيا قد تُصعّد الهجمات على أوكرانيا للرد على هذا الهجوم.
وأضاف جايلز:” علينا أن نتوقع تكرارًا للعمليات السابقة والمعتادة، تصوير القصف الجوى والصاروخى للمدن الأوكرانية على أنه رد على الهجمات”.
موقف الرئيس الأمريكى
وأوضح الخبراء، أن رد روسيا سيعتمد على الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، الذى يضغط من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين الدول المتحاربة.
وأشار جورج بيبى، المدير السابق لتحليل الشئون الروسية فى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، إلى أنه ليس من المؤكد أن يكون رد روسيا تصعيديا، وحتى الآن لم يُبدِ ترامب أى رد فعل بعد على الهجوم الأوكرانى الجريء.
وأضاف “بيبي” لفورين بوليسى، أنه يجب أن نرى ما إذا كان الرئيس الأمريكى سيتواصل مع “بوتين”، ويُقنعه بأن واشنطن لم تكن “متورطة فى الهجوم الأوكرانى أو تدعمه، وأنه ليس أمرًا نرغب فى تكراره، ويُطمئن الروس بأننا مهتمون حقًا بتسوية حقيقية لهذه الحرب تُنهيها بشكل مستقر؟”.
وقال، إن روسيا قد ترد بقوة شديدة حتى يحصل “بوتين” على ضمانات من “ترامب” بأن الولايات المتحدة ضد الهجوم الذى شنته أوكرانيا فى عمق الأراضى الروسية، محذرًا من أنه إذا اختارت روسيا الهجوم بقوة، فمن المرجح أن تجر الولايات المتحدة إلى الصراع، وهو السيناريو الذى يرغب “ترامب” فى تجنبه بأى ثمن.
خيارات روسيا للرد
وبعد الهجمات الأوكرانية، تبنت روسيا عدة استراتيجيات للرد، ومنها: تعزيز الدفاعات الجوية، إذ تركز على تحسين شبكتها الدفاعية الجوية لحماية مواقعها الحساسة من هجمات المسيرات، كذلك زيادة الضغوط العسكرية، حيث استمرت روسيا فى تنفيذ عمليات عسكرية مكثفة على خطوط القتال، وتبين أنها تستهدف تحسين مواقعها فى شرق أوكرانيا.
كما سيتم الاعتماد بشكل أكبر على “الحرب الإلكترونية”، إذ عملت روسيا على توجيه الضغوط عبر الهجمات السيبرانية لمحاولة تعطيل اتصالات الجيش الأوكرانى ونظامه الدفاعى، هذا بالإضافة إلى “التحالفات السياسية”، حيث تسعى روسيا لإيجاد دعم من دول خارجية لتعزيز جانبها، مع التركيز على العلاقات مع الدول التى تعارض الدعم الغربى لأوكرانيا.