
عصام عبد الجواد
سرقة التاريخ
لا يستطيع أحد أن يغير التاريخ مهما حاول أن ينسب تاريخًا عظيمًا مثل التاريخ المصرى إلى نفسه، فحتى لو صدقه البعض فإن الزمان كفيل أن يكشف الحقيقة.. فمصر جاءت أولًا كما يقول البعض ثم جاء بعدها التاريخ.. مصر هى تاريخ عظيم لا تجد أى دولة فى العالم لديها تاريخ يضرب بجذوره فى جدار الزمان أكثر من 7 آلاف سنة غير مصر.. والآثار الفرعونية والرومانية والقبطية شاهدة على ذلك.. فالموقع الجغرافى المتميز جعل مصر محط أنظار العالم كله وجعلها دائمًا وأبدًا فى قلب الحدث على مر العصور وعبر الزمن، التاريخ المصرى العظيم تاريخ ثرى ومهم لكل من يدرسه، وكل من أراد أن يعرف تاريخ البشرية عليه أن يقرأ التاريخ المصرى... أقول هذا الكلام بمناسبة أن هناك دولًا كثيرة فى المنطقة ومناطق أخرى كانت حتى فترة السبعينيات من القرن الماضى ليس لها تاريخ ولا يوجد لها أثر على الخريطة ثم شاءت الأقدار واستقلت هذه الدول بعد أن تركها الاستعمار أو بعد أن كانت هذه الدول مجهولة وفقيرة وليس لها تاريخ غير أن كل جيوش العالم استطاعت أن تحتلها وتضعها دائمًا وأبدًا تحت سيطرتها.. هذه الدول بدأت منذ سنوات تعلن عن تاريخ لها وأمجاد، هذا التاريخ وهذه الأمجاد فى الحقيقة ما هى إلا جزء من تاريخ مصر وأمجادها العظيمة لدرجة أن هناك من يتصور أن قادة مصر العظام سواء فى الدولة الفاطمية أو الدولة المملوكية أو فى عصر محمد على جزء من تاريخهم وأنهم جاءوا إلى مصر بدافع شعبى من بلادهم وأنهم كانوا على صلة قوية ببلادهم بل يعتبرون قيام هؤلاء القادة بالقضاء على الصليبيين أو المغول بأنه كان من دافع وطنى لهؤلاء القادة الذين استطاعوا الوصول إلى مصر وتدربوا وبنوا خططهم من أجل بناء مجد ينسب لدولهم هم ، والغريب أن الأمر لم يتوقف أبدًا عند تاريخ وأمجاد القادة والأمراء بل امتد حتى إلى الهندسة وفن العمارة خاصة العمارة الإسلامية المنتشرة فى كل ربوع مصر هناك من يعقد الندوات والمؤتمرات ويشير إلى أن هذه العمارة ليست عمارة مصرية بل هى عمارة بلدهم نقلها أبناؤهم لمصر وبذلك لا يختلف هؤلاء أبدًا عما يفعله ويردده اليهود الذين يحاولون بشتى الطرق سرقة التاريخ المصرى القديم ونسبه إلى أنفسهم وبذلك أصبح التاريخ المصرى مستباحًا لكل من يريد أن يبنى مجدًا لنفسه يفتش فى التاريخ المصرى ويستخرج منه ما يريد ثم ينسبه إليه، هذه الدول حتى عام 1970 لم تكن أبدًا دخلتها الكهرباء ولم يكن لها وجود وتاريخها القديم إذا حاولت أن تفتش عنه تجده كله إما استعمار أجنبى أو قتال داخلى بين طوائف وجماعات هذه الدول ولم يتم توحيدها أو استقلالها بمعنى أدق إلا منذ سنوات قليلة وهذا ليس عيبًا أبدًا ولكن العيب الحقيقى أن تسرق تاريخ غيرك وتنسبه لنفسك وتبنى عليه مجدًا مزيفًا على حساب قادة مصر العظام، هذه الظاهرة الغريبة بدأت تنتشر فى السنوات الأخيرة فى عدد من الدول لكن الغريب أنه يتم عقد ندوات ومؤتمرات لها داخل بلادهم وخارجها وهم يتباهون بقادة مصر العظام وأمرائها على أنهم أبناؤهم وقادتهم رغم أن هؤلاء القادة خرجوا من هذه الأماكن وكانوا أطفالًا أو ولدوا على أرض مصر ولم تطأ أقدامهم هذه البلاد.
حفظ الله مصر قيادة وشعبًا وجيشًا.