الأربعاء 25 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المخرجة بتول عرفة فى حوار لـ«روزاليوسف»: دينا الشربينى كانت مفاجأة كبيرة لى على المسرح

المخرجة بتول عرفة
المخرجة بتول عرفة

منذ أربعة أعوام بدأت فى سلسلة من البحث الطويل عن أشكال وأنماط صناعة الكوميديا بين أجيال مختلفة؛ أطلقنا فى جريدة روزاليوسف ملفًا يتضمن مجموعة من الحوارات مع أجيال متنوعة تحت عنوان «حوار الأجيال فى الكوميديا»؛ لكن أثناء هذا البحث استوقفتنى ملاحظة شديدة الأهمية؛ لم أجد سيدة صنعت تاريخا فى مجال الإخراج المسرحي؛ ليست هناك مخرجة مسرحية لديها تجربة واسعة بالمعنى المتعارف عليه باستثناء مجموعة المخرجات اللاتى أبدعن فى مجال المسرح المستقل؛ بينما لم تتجاوز تجربتهن حدود التجارب الذاتية لتصنع طريقا على مستوى الاحتراف؛ وللمزيد من الدقة تعتبر بتول عرفة من القلائل اللاتى بدأن فى صنع مسار خاص بها؛ سواء فى عروض مسرح القطاع الخاص أو فى العروض الكبرى بافتتاحات المهرجانات الهامة ثم إخراج الفيديو كليب عن تجربتها قالت بتول فى هذا الحوار:



■ ما البدايات الأولى ونهج طريق الإخراج؟

- فى المرحلة الرابعة قدمت عرض «سوء تفاهم» لألبير كامو حصلت به على أكثر من جائزة ومن حسن حظى بالمصادفة البحتة أن المخرج  يوسف شاهين حضر العرض لأن المخرج خالد يوسف كان أحد أعضاء لجنة التحكيم دعا شاهين للمشاركة ومشاهدة أعمال الطلبة بالمهرجان؛ وجدته فى مشهد إلقاء القتيل بالبحر يرفع بنطاله وعندما سألته عن السبب قال لى «عشان ما اتبلش»! يومها سعدت سعادة بالغة بهذا التعليق.

■ بعد الدراسة لماذا لم تجنحى إلى تشكيل فرقة وتلتحقى بالمسرح المستقل كما فعل كثيرون؟

- بعد «سوء تفاهم «دعيت من قصور الثقافة للمشاركة ضمن فعاليات مهرجان المخرجة؛ كان يضم حوالى 80 عرضا مسرحيا؛ بين محترفين وهواة والجائزة واحدة؛ رشحوا عرضى من المعهد؛ عرضت بالمهرجان وحصلت على الجائزة عن «سوء تفاهم» بسبب هذا العرض تم اعتمادى مخرجة بالهيئة العامة لقصور الثقافة قبل استلام شهادة التخرج وهذا ما أهلنى لإخراج عرض احتراف بمسرح الدولة..»سندريلا» كان أول تجربة احتراف.

■ لكن بعد «سندريلا» تراجعتى عن المسرح فترة من الزمن؟

- كنت أحلم بتقديم عروض مسرح موسيقى وشاركتنى فى هذا الحلم وجمع صداقتنا الفنانة كارول سماحة؛ لذلك نصحنى أحد الأصدقاء وقتها أننى إذا أردت تحقيق هذا الحلم من الممكن أن أعمل بمجال تنظيم الحفلات وهو ما سيتيح لى الجمع بين المسرح والموسيقى؛ اقتنعت بالفكرة؛ ذهبت بالفعل إلى هذا المجال؛ نظمت حفلات عديدة؛ وهو ما أتاح لى بالفعل صداقات كبيرة مع مطربين كبار؛ لكننى اكتشفت أننى سأتحول إلى متعهد حفلات؛ لذلك لم أبتعد قدمت بالتوازى افتتاح الدورة الأولى لمهرجان المسرح العربى التابع للهيئة العربية للمسرح؛ كانت المرة الأولى التى أخرج فيها على مسرح دار الأوبرا وعمرى لم يتجاوز الـ22 عاما؛ قدمت الحفل متطوعة وشارك معى وقتها البطولة الفنان إياد نصار؛ هنا شيحة؛ آيتن عامر؛ داليا مصطفى؛ أحمد سلامة؛ أشرف طلبة؛ حنان مطاوع؛ بعد هذا الافتتاح؛ رشحنى الدكتور فوزى فهمى لإخراج افتتاح مهرجان الأغنية الدولى بالإسكندرية على مسرح سيد دوريش؛ كانت دورة فريد الأطرش وسأل يومها عنى وزير الثقافة فاروق حسني؛ وأثناء عملى بمجال الحفلات تعرفت على أحد أكبر المسئولين عن معدات الإضاءة فى مصر؛ كان يشارك فى بطولة عمر المختار بليبيا؛ وعندما طلبوا منه ترشيح مخرجة للعمل رشحنى لهم كان عرضا صعبا؛ بطولة دولية فى استاد؛ كانوا يخشون فى البداية لأننى امرأة كيف سأدير هذه المجاميع الضخمة فى استاد كبير؛ ثم دعونى بعدها لتقديم العيد الوطنى «عيد الفاتح» قدم فى طرابلس باستاد ضخم للغاية؛ بعدها قدمت افتتاح بطولة البحر الأبيض المتوسط الدولية كان 2010؛ الافتتاحات الدولية كان يتخللها عرض مسرحى استعراضي؛ مع إدراة عدد جبار بالطبع اكتسبت خبرة؛ شدت على قلبي.

■ حتى تحققين النجاح بهذا المستوى من الاحتراف هل كان يجب أن تكونى «بنت مسترجلة»؟!

- جاءت على فترة نسيت فيها أننى امرأة بشكل غير مقصود؛ لأننى أدير أثناء العمل فئات وطبقات  وثقافات مختلفة من البشر عمال إضاءة؛ ورجال أكبر وأصغر منى سنا؛ لابد أن أتقن مهارة منح التوجيه لهم جميعا ليصل إليهم فى نفس اللحظة مع اختلاف فكرهم وتوجههم؛ كنت فى البداية متخيلة أننى لابد أن أعبر عن غضبى أو أكون عنيفة فى أسلوبي؛ لكن أدركت مع الوقت والخبرة أن هذا خطأ وفهمت أن ألطف فن يتم تقديمه بهدوء وحب؛ كنت أتصور أن الجدية ضرورة ويجب أن يكون لدى أسلوب دفاعى لا أعلم السبب هل لأننى صغيرة بالعمر أو أننى امرأة لكننى تجاوزت هذا سريعا مع الوقت؛ قدمت حوالى 147 كليبًا مع معظم نجوم الوطن العربي؛ وقدمت مسلسل «أريد جلا» مؤخرا ثم عدت للإخراج المسرحى مع موسم الرياض.

■ كم عدد مشاركاتك بموسم الرياض وحدثينى أكثر عن هذه التجربة؟

- عدت لإخراج الافتتاحات من جديد ومنها عدت إلى المسرح أخرجت خمسة عروض كبرى فى موسم الرياض بطولة عدد لا يستهان به من النجوم الكبار منهم نيكول سابا وتوتا ومحمود عبد المغنى.. أيتن عامر وأحمد فهمى ومحمد محمود وسامى مغاوري؛ دياب وأحمد فهم وأيتن عامر؛ دينا الشربنى وأس أس وأحمد عبد الوهاب هالة صدقى رانيا يوسف ثم قدمت عرض «تقدر»..

■ هل التعامل مع النجوم والكوميديانات تحديدا سهل؟

- التعامل مع النجوم ليس سهلا على الإطلاق؛ والمسألة لا تتعلق برجل أو امرأة بينما الموضوع يتوقف على شخصية المخرج؛ تعرضت مرة واحدة لأزمة مع مدير تصوير عندما قال لى أنه لا يمنح أوامر من امرأة لم أعيد التعاون معه من جديد؛ لكن هذه مسألة غير واردة بدليل أننى تعاونت مع نجوم كبار فى أعمال متنوعة ولم أواجه مشكلة فى التصنيف بين رجل وامرأة.

■ إذن كيف تمكنت من إدراة هذا الجمع من الكوميديانات؟

- أى مسرحية كوميدى فى العالم حتى لو كانت على المسرح القومى لابد أن تحتوى على مساحة من الارتجال؛ الأمر يتوقف على كيفية هذه العملية؛ فى البروفات تطرح الافيهات؛ نعيد تطوير الورق بحضور الكاتب حتى نصل إلى منطقة معينة إذا أخرجنا كل شيء نبدأ فى التنقيح والتثبيت؛ بعد التثبيت الإضافة على المسرح خلال التفاعل الجماهيرى تكون قائمة لكن فى حدود ضئيلة؛ لكن لا يمكن أن أرى عرضا جديدا على المسرح وأتذكر جملة قالها لى الراحل يوسف داود على سبيل الدعابة.. «لم أشعر بالخوف سوى منك ومن كرم مطاوع».

■ هل كنت تجدين صعوبة فى العمل مع فنانين من خلفية بعيدة عن المسرح؟

- أحيانا لكن من كانت مفاجأة بالنسبة لى الفنانة دينا الشربيني؛ مفاجأة على المسرح تتمكن من اللعب على الهوا لو زميل نسى تلحقه دون أن يشعر أحد بها؛ بتحفظ بسرعة شديدة؛ تلتقط خيال المخرج وتستطيع التجويد عليه بمهارة شديدة؛ دؤوبة فى البروفات؛ منضبطة فى مواعيدها حتى آخر ليلة عرض تذهب للمسرح قبل الستارة بخمس ساعات للمراجعة؛ حركتها انسيابية وخفيفة فى التمثيل والاستعراض تمتلك مهارة كبيرة فى الحركة على المسرح سعدت بالعمل معها كثيرا.

■ هل الكوميديا صعبة؟

- أصعب إخراج الكوميديا.. لأنه ليس سهلا إضحاك الناس.

■ هل لابد أن يتمتع المخرج بخفة ظل؟

 - كنت أقول دائما أننى لن أخرج كوميدى لأن دمى ثقيل لكننى اكتشفت نفسى مع الوقت فى هذا المجال؛ كنت متخيلة أنها ليست سهلة لكننى استمتعت للغاية ورأيت شيئا بداخلي.

■ ماذا عن تقديم الكوميديا وتجربة صناعة الضحك مع جمهور غير مصري؟

- اكتشفت أن هناك أشياء تضحكهم كنت أتخيلها العكس؛ وأشياء تصورت أنها ستقلب الدنيا ضحكا واكتشفت العكس تماما؛ لكن بعد ثانى ليلة عرض بدأت أفهم نوع الإفيهات؛ وشكل الضحك لديهم؛ كما أن الميزة أننا نقدم كوميديا موقف وليس كوميديا إفيه وبالتالى كوميديا الموقف تثير الضحك فى أى مكان؛ وهذه من آليات الكوميديا كوميديا الإفيه ينطبق عليها مراعاة اختلاف نوع الجمهور.

■ قدمت مؤخرا تجربة هامة على مستوى الإخراج فى «تقدر»؟

- كانت مبادرة لإحياء المسرح المدرسى عرضا ضخما؛ كان افتتاح للإعلان عن عودة المسرح المدرسى شغلنى وقتها كيف أعيد أطفال 2023 لمشاهدة المسرح بلا ملل؛ استطعت تحقيق أحلامى كمخرج بهذا العرض الذى اعتمد على تقنية الهولوجرام من الألف إلى الياء نفذنا أشياء أقرب للخيال على المسرح كان الجمهور يرى المشاهد بتقنية ثلاثية الأبعاد أمامه؛ بالطبع احتاج تجهيزات باهظة التكاليف ولم يبخل أحد على العمل فى أى شىء تمت الاستعانة بفريق عمل من أوكرانيا لتنفيذ هذه التقنية على المسرح؛ وجدت ترحيبا بتنفيذ أحلامى كمخرجة على المسرح؛ وتعبتر المرة الأولى التى ينفذ بها عمل بهذه الإمكانيات فى الشرق الأوسط؛ تم تقديم العرض يومين فقط؛ دكتور محمود صبرى أول مهندس ديكور يعمل الدكتوراه فى الفيديو مابينج استعنت به كان هو المدير الفنى على الفريق الأوكرانى وأفتخر به كثيرا.

■ بعد كل هذه المشاريع الإخراجية مع نجوم كبار هل ترين أن المخرجة عليها بذل جهد أكبر لإثبات وجودها؟

- أى مخرج يحتاج إلى بذل جهد حتى يصل إلى حلمه؛ هناك البعض لديهم هذا الفكر؛ لكن عن تجربتى كثيرون قدموا لى يد المساعدة وهناك من حارب وجودى مثل أى شخص؛ لكن لا أستطيع التمييز هل هذا حدث لأننى كنت صغيرة بالعمر أم لأننى امرأة لا أستطيع التحديد لكننى لم أقف عند هذه المسألة كثيرا تجاوزتها سريعا ولا أستطيع الحكم على تجربة غيرى لأننى لم أعيشها.