
وائل سامي
عندما قال الشعب «لا»
قبل 30 يونيو كنت أمر بحالة حزن ممزوجة باليأس من أن مصرنا الغالية قد لا تعود آمنة مستقرة كما كانت قبل 2011 وما صاحب هذه السنة من توترات وفوضى كبيرة فى البلاد كما هو الحال بعد أى ثورة تمر بها أى بلد.
كنت أجلس وحيدًا أفكر فى المستقبل الذى أصبح غامضًا فى ظل عدم الاستقرار وضيق الحال إلى أن بدأ الشعب المصرى الأبى ينهض من كبوته ويستعيد وعيه بعد أن كشف حقيقة الإخوان المسلمين الذين انقضوا على حكم البلاد عام 2012 وهى السنة التى أعتبرها الأسوأ فى تاريخ مصر بعد تفاقم الأزمات ودخول مصر فى نفق مظلم حتى استفاق المصريون وناشدوا المشير عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع المصرى آنذاك لضرورة التدخل وإنقاذ البلاد والعباد من بطش جماعة الإخوان الذين هم لا إخوان ولا مسلمين ويتخذون من الدين ستارًا لتنفيذ مخططات هدامة لصالح دولٍ أخرى راعية للتنظيم الدولى لهم.
أتذكر حينما دعا الشباب المصرى لحملة تمرد على حكم الإخوان أننى وعائلتى كنا من أوائل الذين وقعوا على هذه الاستمارة برفض استمرار الإخوان فى الحكم وسحب الثقة من محمد مرسى رئيس الجمهورية آنذاك.
شعور وطنى انتابنى رغم المخاطر التى كنا محاصرين بها نتيجة بطش الجماعة وتهديدهم لكل ما هو مخالف لأجندتهم ولكن هيهات فنحن المصريون وليس لدينا أغلى من الوطن الذى نعيش فيه ويعيش فينا.
كنا ننتظر يوم 30 يونيو بفارغ الصبر ونجهز له أنفسنا وحملنا أكفاننا فوق أكتافنا وذهبت مع أصدقائى وجيرانى إلى ميدان التحرير فى مشهد مهيب حيث تجمع ملايين المصريين رجالا ونساء وشيوخا وأطفالا.
كانت الصورة قاتمة، والمستقبل ضبابيًا، ومشاعر القلق تسيطر على كل بيت مصرى. جلساتنا العائلية لم تكن تخلو من الخوف من الغد.
لكن كما هى العادة، ينهض المصريون فى الوقت المناسب، وكنا نعيش شعورًا وطنيًا لا يوصف، مزج بين الخوف والعزيمة، بين الترقب والإصرار.
استعددنا ليوم 30 يونيو كأنه يوم الخلاص، وخرجنا بالملايين إلى ميادين مصر، نرفع علمها، ونهتف باسمها، وأقسمنا أننا لن نعود إلا ومصر حرة من حكم الظلام.
المشهد فى ميدان التحرير كان ملحمة وطنية. رجال وسيدات، شيوخ وشباب، أطفال وطلاب، جميعنا تجمعنا على قلب رجل واحد، نهتف بصوت لا يُكسر: «ارحل»، «تحيا مصر».
وفى الثالث من يوليو، أعلن الجيش المصرى بقيادة المشير عبد الفتاح السيسى استجابة لمطالب الشعب، وإنقاذ البلاد بخارطة طريق وضعت مصر على مسار الاستقرار من جديد.
30 يونيو لم تكن مجرد ثورة، بل كانت لحظة وعى تاريخية، وصحوة ضمير جماعى لشعب رفض الخضوع لمخططات الخارج، ورفض المتاجرة بالدين، ورفض التفريط فى الدولة.
تلك اللحظة صنعت الفارق، وأعادت لمصر هويتها، ولشعبها الثقة، وللعالم احترامه لهذا البلد العظيم الذى لا ينكسر أبدًا.
وزادت طموحات الشعب المصرى عندما ناشد المشير السيسى بضرورة الترشح لرئاسة مصرنا الغالية وإنقاذها من الوضع الصعب الذى كانت تمر به وكانت أشد لحظات السعادة عندما أعلن سيادته ترشحه للانتخابات نزولا على رغبة الملايين وحينها شعرت وملايين المصريين بالأمن والأمان وعاد الأمل والطموح خاصة بعد تولى قائد أمين حكم مصر وعبر بها إلى بر الأمان وها نحن الآن نعيش فى عصر الإنجازات على جميع المستويات ومصر أصبحت تنعم بالاستقرار والأمن وباتت قبلة لكل انسان عربى تعيش بلاده أجواء الحرب ولا تنعم بالاستقرار.. حفظ الله مصر وقائدها وشعبها وجيشها وجميع مؤسساتها.