الخميس 26 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السيسى حامى الثورة و مؤسس الجمهورية الجديدة

أقدار الرجال تكتبها أفعالهم، وفى 30 يونيو 2013 كان الرئيس عبد الفتاح السيسى ــ وزير الدفاع وقتها ــــ على موعد مع القدر، إذ انحاز لملايين المصريين، الذين خرجوا للشوارع فى جميع المحافظات، مطالبين بإسقاط حكم الجماعة الإرهابية، لتقوم المؤسسة العسكرية فى بيانها يوم 1 يوليو بإمهال جميع الأطراف 48 ساعة للاستجابة لمطالب المتظاهرين فى إطار حمايتها للشرعية الشعبية، إلا أن غباء التنظيم، جعله يستمر فى الرفض، ظنًا منه أن عناصره الإرهابية ستنقذه، حيث دفع بهم يوم 2 يوليو إلى الشارع، وقاموا باستهداف المتظاهرين السلميين، وهاجموا المنشآت وحرقوا السيارات، لتجتمع القوات المسلحة بالقوى الوطنية والسياسية والأزهر لتتخذ قرارات 3 يوليو التى أسست لمرحلة جديدة فى الثورة المصرية.



وفى 3 يوليو ألقى الفريق عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع آنذاك، خطابًا على الهواء محاطًا بالقوى الوطنية، أعلن فيه عن خارطة طريق جديدة تبدأ بتعطيل الدستور وتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلى منصور رئاسة الجمهورية بشكل مؤقت لحين انتخاب رئيس جديد.

وفى 8 يونيو 2014، أدى الرئيس عبد الفتاح السيسى اليمين الدستورية رئيسًا لمصر، أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا، وبحضور الرئيس المؤقت للبلاد المستشار عدلى منصور فى لحظة تاريخية فريدة وفارقة فى تاريخ مصر، شهدت تسليمًا سلميًا للسلطة وتوقيع وثيقة تسليم السلطة فى تقليد غير معهود وثق بداية حقبة تاريخية جديدة، ولتبدأ مرحلة جديدة فى تاريخ الدولة المصرية، ويصبح الرئيس السيسى «حامي» الثورة و«الحارس الأمين» على مقدرات الوطن، وينطلق بمصر وشعبها نحو الجمهورية الجديدة.

ومنذ تولى الرئيس السيسى الحكم، حققت مصر نجاحات كبيرة وعظيمة فى ملف العلاقات الخارجية، بعد أن عانت سنوات من أزمات فى هذا الملف الحيوي، نتيجة للظروف الصعبة التى شهدتها مصر خلال فترة «الإخوان»، حيث دفع الرئيس بالسياسة الخارجية المصرية لمرحلة جديدة وتاريخية أكثر إشراقًا بعد الإطاحة بحكم «الجماعة»، إذ أدت الجولات المكثفة للرئيس، لتعزيز مكانة مصر الإقليمية والدولية، وتحقيق المصالح الوطنية للدولة فى المجالات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، وتحقيق متطلبات الأمن القومى المصرى وتعزيز قدرات الدولة فى كل المجالات، وتوفير الدعم الخارجى والتعاون الدولى مع جهود التنمية الشاملة التى تشهدها مصر حاليًا.

«السيسي» أعاد لمصر مكانتها ودورها المحوري، فعربيًا شهدت العلاقات مع دول المنطقة زخمًا كبيرًا، ونجح فى توحيد الرؤى والمواقف العربية المشتركة فى مختلف قضايا المنطقة، وتعزيز أوجه التعاون فى مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية.

وعلى مستوى القارة السمراء، وضع ملف التعاون مع أبناء القارة السمراء فى مقدمة أجندته، وأعاد إحياء العلاقات المصرية - الإفريقية، حيث تولت مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى لمدة عام، ونجح فى حشد موقف إفريقى داعم لمصر فى ملف سد النهضة، وتدعيم برامج الاتحاد الإفريقي، ودعم تنمية دول القارة عمومًا، ودول حوض النيل خصوصا.

الرئيس حرص على تطوير العلاقات المصرية مع القوى الكبرى، حيث نجح فى إعادة قدر كبير من التوازن فى علاقة مصر مع القوى الكبرى، وفتح آفاقًا جديدة للعلاقات مع قوى كبرى أخرى، مثل روسيا والصين والاتحاد الأوروبي.

ما حققته مصر خارجيًا انعكس على الداخل فى ملفات كبرى، إذ تدفقت الاستثمارات الأجنبية، وتم توقيع اتفاقيات ضخمة، خاصة فى مجالات الطاقة واللوجيستيات، وأصبحت مصر مركزًا إقليميًا للطاقة، وصدرت الغاز إلى أوروبا، كما عززت من حماية الأمن القومى المصرى على عدد من الجبهات وشرق المتوسط، فضلًا عن دعم المواقف المصرية أمام المؤسسات الدولية.

وعلى الصعيد العسكري، كان الرئيس يدرك ويعى أن أى دولة، لن تستطيع الانطلاق نحو المستقبل، دون وجود درع وسيف يحميها ويمنع قوى الشر عن استهدافها، حيث حرص على تسليح القوات المسلحة ووضع خطة شاملة للتطوير ضمت كل أفرع وأسلحة القوات المسلحة، وبخطوات غير مسبوقة، فضلًا عن تنويع مصادر التسليح الجديدة، الأمر الذى جعل الجيش المصري أحد أقوى جيوش العالم وليس المنطقة فحسب.

وعلى صعيد التنمية الشاملة، عمل الرئيس السيسي، على تحسين البنية التحتية، وتطوير القطاعات الاقتصادية المختلفة، وتعزيز الحماية الاجتماعية، وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية، وأطلق مبادرات صحية واجتماعية لتحسين مستوى حياة المصريين.

وفى النهاية.. الرئيس عبد الفتاح السيسى «قائد عظيم» لشعب عظيم، نجح فى حماية مصر من كل محاولات قوى الشر لاستهدافها، وكانت مواقفه نابعة من إيمانه بقوة الدولة المصرية، ومن خبرات رجل عبر ببلاده لبر الأمن فى أحلك الظروف.