الإثنين 14 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الناتو» بين ضغوط «واشنطن» والغرق فى «المياه الساخنة»

رغم أن نتائج قمة حلف شمال الأطلنطى «الناتو»، التى استضافتها مدينة «لاهاي» بهولندا مؤخرًا، اعتبرها البعض قفزة تاريخية ورضوخًا لضغوط الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على دول الحلف لزيادة إنفاقها الدفاعى، إلا أنها أثارت تساؤلات حول مدى فاعلية هذه الزيادة ورد الفعل الروسى والصينى.



 وأثمرت قمة لاهاى عن اتفاق دول الحلف الـ32 دولة على رفع حصة كل منها فى الإنفاق إلى 5 %  من الناتج الإجمالى المحلى بحلول عام 2035، وذلك استجابة لتهديدات الرئيس الأمريكى بالانسحاب أو تقليص دور واشنطن فى الحلف إذا لم تلتزم دول أوروبا بزيادة حصتها فى ميزانية الناتو من 2 % إلى 5 %.

فى القمة، وافقت دول «الناتو» على تخصيص 3.5% من الناتج المحلى للإنفاق العسكرى المباشر، و1.5% إضافية لتغطية مجالات أمنية أوسع مثل الأمن السيبرانى والتنقل العسكري، وذلك خلال العشر سنوات القادمة. 

ويعد تحقيق هذه النسبة تحديًا صعبًا لكل دولة على حدة، خاصة إسبانيا وإيطاليا، حيث تتطلب مئات المليارات من اليوروهات، مع العلم أن العديد من الدول لا تزال تكافح للوصول إلى الحد الأدنى المتفق عليه فى 2014 والبالغ 2%.

ولم يتوقف «ترامب»، منذ عودته إلى البيت الأبيض عن الضغط على دول الحلف لزيادة إنفاقها الدفاعى إلى ما لا يقل عن 5% من ناتجها المحلى الإجمالي، مؤكدًا أنه على  الدول الغربية أن تتولى الدفاع عن نفسها عسكريا وعدم الاتكال على واشنطن فى الدفاع عن أوكرانيا ضد روسيا.

القرار فى جوهره يعكس مخاوف دول أوروبا وكندا وتركيا من روسيا والصين وكوريا الشمالية بسبب حرب أوكرانيا ومن تهديدات أمنية تطال دول البلطيق الثلاث وفنلندا من روسيا، فقد أكد بيان القمة موقف دول الحلف الموحد فى مواجهة التهديدات الأمنية العميقة والتحديات، خصوصاً التهديد الطويل الأمد الذى تمثله روسيا للأمن الأوروبى-الأطلسى». 

واعتبر وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، أن الزيادة التى وصفها بالكارثية فى الإنفاق الدفاعى لدول حلف الناتو، هى بمثابة القشة التى ستقصم التحالف وتدمره، جاء ذلك رداً على تصريحات وزير الخارجية البولندى رادوسلاف سيكورسكي، الذى قال إن سباق التسلح بين روسيا والغرب قد يؤدى إلى سقوط الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، بحسب مجلة «نيوزويك» الأمريكية.

وعن أوكرانيا، ثبت فى القمة أن حلم «كييف» فى الحصول على عضوية الناتو، تبدد فى الهواء، حيث جاء الحضور الأوكرانى فى القمة متواضعًا مقارنة بأنها كانت ضيف الشرف فى قمة واشنطن العام الماضى، وتواجد الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى ليس بصفة مشارك رسمى فى القمة، بل كضيف على العشاء الملكى الذى دعا إليه ملك هولندا، فيليم ألكسندر.