
اشرف ابو الريش
شرف الكلمة فى دار الإفتاء
على مدار عدة أيام، شرفت بتلبية دعوة دار الإفتاء المصرية وفضيلة العالم الجليل الدكتور نظير عياد مفتى الديار المصرية، لحضور البرنامج التدريبى لتنمية المهارات الصحفية للزملاء المعنيين بتغطية الملف الدينى فى الصحافة المصرية.
ما أسعدنى فى هذا اللقاء، الذي شاهدته عن قرب من تناغم ومحبة بين رموز المؤسسات الدينية الثلاثة، الأزهر الشريف وزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية، شاءت الظروف أن أجلس بالقرب من فضيلة الدكتور عبد الرحمن الضوينى وكيل الأزهر الشريف، وبجواره فضيلة المفتى الدكتور نظير عياد وفضيلة الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف، لم تخلُ الجلسة الافتتاحية من الروح الطيبة بين ثلاثة علماء أجلاء يمثلون رأس الحربة فى هذا التوقيت الصعب للدفاع عن الوطن والدين، والحفاظ على الهوية المصرية من التيارات العاتية التى تهدد المجتمع من خلال المنصات ومواقع السوشيال ميديا الرامية إلى تغييرعادات وتقاليد الشعب المصرى.
كلمات الحضور فى الجلسة الافتتاحية تعبر عن واقع شديد الخطورة فى عصر السماوات المفتوحة وشبكات التواصل الاجتماعي، وأن الكلمة أصبحت تبنى الدول أو تهدمها، وتخرب العقول أو توجهها إلى الطريق الصحيح.
الدكتور عبدالرحمن الضوينى وكيل الأزهر قال إن الإعلام يؤدى دورًا بالغ التأثير فى تشكيل وعى المجتمعات، لا سيما فى ظل الأحداث العالمية المتسارعة، والحراك المتنامى فى مختلف مجالات الحياة، وأن الواقع يؤكد أن الإعلام ليس لونًا واحدًا، فهناك الإعلام الأسود الذى يُسخر لتقويض الأمن وزعزعة الاستقرار، وهناك الإعلام الرمادى الذى يتخفى خلف ستار الحياد بينما يروج أفكارًا هدامة، من خلال تلميع النكرات واستضافة المجاهيل، ولذلك الكلمة ستظل أقوى سلاح فى تاريخ البشرية، فهى التى تقيم الحروب، وهى التى تحيي الوعى.
الدكتور نظير محمد عياد، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، أثنى على دار الإفتاء المصرية باعتبارها واحدة من منارات الهداية ومنابر البيان عن الله، وأنها تؤدى رسالتها فى سياق عالمى تتسارع فيه الأحداث، وتتشابك فيه القضايا، وتشتد فيه التحديات الفكرية والاجتماعية والدينية وهو ما يُلقى على عاتقها مسئولية مضاعفة فى تحقيق مقاصد الشريعة، وصون ثوابت الدين، وخدمة قضايا الوطن، ومواجهة دعاوى التطرف والانغلاق، بما يعكس الوجه الحضارى للإسلام فى الداخل والخارج وأن البرنامج الذى يحضره الصحفيون المشاركون فى هذه الجلسات لا يركِّز على جانب بعينه من جوانب الواقع المعاصر، بل جاء استجابةً لحاجة مُلحَّة إلى تعزيز التغطية الإعلامية الرشيدة للشأن الدينى، و أن العلاقة بين الإعلام ورجال الدين يجب أن تقوم على التكامل والتواصل المستمر.
وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، تحدث عن عالم اليوم حيث يتسارع تدفُّق المعلومات واختلاط الحقائق، تحت سماء مفتوحة بفعل وسائل التواصل الاجتماعى وتقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يفرض تحديات هائلة تحيط بالوطن، وأن مبادرة دار الإفتاء بتنظيم هذا البرنامج التدريبى تستحق الإشادة والتقدير، لافتًا الانتباه إلى أن نقابة الصحفيين مطالبة اليوم بخطوات مماثلة، تجمع بين العلماء والصحفيين فى حوار واعٍ وتعاون مثمر يخدم الوطن ويحصِّن الجميع، وأن هناك ثقة تامة بمؤسساتنا الدينية الراسخة، وبِوَعى الصحافة الوطنية، ودَورها فى ترسيخ الاستقرار وبناء الوعي.
الدكتور رضا عبدالجواد عميد إعلام الأزهر كانت له محاضرة عن ضبط الفتاوى فى المشهد الإعلامى خاصة أن الإعلام له دور كبير فى مسألة ضبط الفتوى لأن لديه القدرة على إظهار القضية الدينية بالشكل المناسب، كما أن هناك ضرورة ملحة فى هذا العصر وهى عدم الاعتماد المطلق على تطبيقات الذكاء الاصطناعى للحصول على الفتاوى الدينية سواء من الإعلام فى التعامل مع القضايا الدينية أو من المواطن للحصول على الفتاوى.
الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، تحدث عن دور الصحافة والإعلام خلال العشرين سنة الماضية، وأن هناك تطورًا مذهلًا وانتقلت الصحافة من كونها السلطة الرابعة إلى أنها هى صانعة السلطات كلها.
مستشار المفتى قال نحن مراقبون والعين علينا، ولسنا محليين، فنحن نتحدث مع العالم.
وأن هناك موقعًا عالميًا مهتمًا بتحليل كل القضايا الدينية والإفتائية والمجتمعية فى العالم العربى، يرصد الشأن الدينى فى العالم الإسلامى والخطابات المتطرفة والمضادة للكيان الصهيوني.
نجم كشف عن وجود 4 آلاف أداة للذكاء الاصطناعى تظهر كل شهر، وأن ما وصل إلينا حتى الآن عدد محدود.