الإثنين 22 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

توطين صناعة الهواتف المحمولة فى مصر

«تنامى قدرة مصر على جذب المزيد من استثمارات الشركات العالمية والإقليمية العاملة فى مجال التعهيد، هو نتاج الجهود المثمرة التى يبذلها أبناء قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للنهوض به وتعزيز مكانته»، هذا ما أكده الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خلال الاحتفال السنوى لجمعية «اتصال»، الذى عقد فى قصر الأمير محمد على.



حضر «الاحتفال»، وزراء الاتصالات السابقون الدكتور محمد سالم، والمهندس هانى محمود، والمهندس عاطف حلمى، والمهندس خالد نجم، بالإضافة إلى الدكتور أحمد درويش، وزير التنمية الإدارية الأسبق، والمهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا»، والدكتور حسام عبدالمولى، نائب رئيس الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات للشئون الفنية والجودة، والمهندس حسام مجاهد، رئيس مجلس إدارة جمعية اتصال، والدكتور محمد شديد، المدير التنفيذى للجمعية، ورؤساء وأعضاء منظمات المجتمع المدنى بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وخلال كلمته، أوضح «وزير الاتصالات» أن الحراك التدريبى والتقنى والإبداعى يعد من أهم عوامل جذب الشركات العالمية لإنشاء مراكز تعهيد لها فى مصر، مشيرًا إلى أنه خلال 3 سنوات نمت صادرات التعهيد بنسبة 80%  لتصل إلى 4.3 مليار دولار فى 2024، كما ارتفع عدد العاملين فى قطاع التعهيد إلى أكثر من 160 ألف متخصص بنسبة نمو 70%، بالإضافة إلى زيادة عدد الشركات العاملة فى هذا المجال فى مصر 3 أضعاف، حيث ارتفع من 64 شركة إلى أكثر من 180 شركة.

«طلعت»، أضاف: «أن وضوح الرؤية كان سمة رئيسية فى النسخة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى، من خلال وضع مستهدفات محددة خلال السنوات الـ5 من 2025 وحتى 2030، التى من أبرزها أن تصل نسبة مساهمة الذكاء الاصطناعى للناتج المحلى الإجمالى لمصر إلى 7.7%، موضحًا أن الاستراتيجية ترتكز على 6 محاور، الأول «امتلاك بنية تحتية وموارد حوسبية لتلبية متطلبات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والجهات التابعة مع إشراك 250 شركة ناشئة فى مجال الذكاء الاصطناعى».

المحور الثانى، يختص بوضع إطار حوكمى لتبادل البيانات انطلاقًا من أهمية وجود مصفوفة بيانات لإثراء اللوغاريتمات المختلفة لتمكين المجتمع المعلوماتى المصرى من التقدم فى مجال الذكاء الاصطناعى، والثالث «بناء الإطار الحوكمى والتنظيمى والذى تضمن إصدار قانون حماية البيانات الشخصية، وإطلاق سياسة الحوسبة السحابية أولًا، والميثاق المصرى للذكاء الاصطناعى المسئول، وسياسة البيانات المفتوحة».

فيما يعنى المحور الرابع، بالتطبيقات ذات الأثر التنموى، إذ تم البدء بمجموعة من القطاعات أبرزها الرعاية الصحية من خلال إطلاق منظومة للكشف المبكر عن سرطان الثدى، وقطاع العدل من خلال إطلاق تطبيق لتحويل النص المنطوق إلى مكتوب، مؤكدًا استمرار الجهود الرامية إلى إطلاق المزيد من التطبيقات فى مختلف القطاعات.

أما المحور الخامس، فيعنى ببناء القدرات وتوسيع قاعدة الكوادر من المتخصصين فى مجال الذكاء الاصطناعى، إذ كان من المستهدف خلال العام الماضى تدريب 500 ألف متدرب على مدار عام فى مختلف مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فيما يستهدف تدريب 30 ألف متخصص فى مجال الذكاء الاصطناعى حتى 2030 ، والمحور السادس يعنى بنشر الوعى المجتمعى حول الذكاء الاصطناعى، إذ يستهدف أن يتمكن ربع العاملين فى الحكومة من إحداث أثر نوعى فى أداء أعمالهم من خلال الاعتماد على أدواته، وأن يكون 36% من المواطنين قادرين على استخدام تطبيقاته فى مختلف مناحى الحياة.

وذكر «طلعت»، أن سمة الإتقان تبرز فى جهود الوزارة لتنمية صناعة الهواتف المحمولة فى مصر، مضيفًا: «أنه تم البدء منذ العام الماضى فى إجراء دراسات بالتعاون مع مجموعة من الشركات العاملة فى هذه الصناعة فى مصر، وتم وضع استراتيجية لمدة 5 سنوات تستهدف تنمية الصناعة من خلال التوسع فى عدد المصانع، وتنمية أعداد الأجهزة التى يتم تصنيعها، وتشجيع التصدير إلى الخارج، وتعميق القيمة المضافة محليًا».

كما أشار الوزير، إلى أنه يوجد حاليًا 14 مصنعًا للهواتف المحمولة فى مصر، والتى من المقرر أن تقوم بالتصدير إلى الخارج بدءًا من نهايات العام الحالى ومطلع العام المقبل، موضحًا أن العام الماضى شهد إنتاج 3.5 مليون وحدة، بينما تصل التزامات المصانع إلى 9 ملايين وحدة خلال 2025، مؤكدًا أنه من المستهدف زيادة الطاقة الإنتاجية خلال الأعوام المقبلة، وتعميق القيمة المضافة محليًا، إلى جانب التوسع فى التصدير بالاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة التى تمنح المصنعين فى مصر ميزة تنافسية.

وزير الاتصالات، بين كذلك أن العمل الجماعى تجلى بصورة واضحة مع تخريج أول دفعة من جامعة مصر للمعلوماتية منذ أيام قليلة، متابعًا: «أنها تعد أول جامعة متخصصة فى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى إفريقيا، وتمنح خريجيها شهادات مزدوجة من خلال التعاون الوثيق مع كبرى الجامعات الدولية».

من جانبه، قال المهندس حسام مجاهد، رئيس جمعية اتصال: «إن السنوات الماضية شهدت العديد من الإنجازات التى نفخر بها، بدءًا من إطلاق مبادرات لتعزيز قدرات شركاتنا الأعضاء، مرورًا بتوسيع مجالات التعاون مع شركاء محليين ودوليين، وصولًا إلى دعم التحول الرقمى وريادة الأعمال فى مصر، ولنا فى تقرير جاهزية مصر للذكاء الاصطناعى خير شاهد على ذلك، ولا يتأتى ذلك إلا بالتعاون الوثيق بين جميع مكونات المنظومة، من المجتمع المدنى، والشركات، والحكومة».