نيفين ناثان.. وجوهر الإنسانية

إلى كل المهمومين وإلى من يسعون فى دروب الأرض محملين بقضايا الخير والإنسانية، ولكل من يزرع نبتة أو يحمى  أرضًا أو  يرعى صغيرًا وكل من يفتح بابًا للأمل أو ينشر الفرحة فى وجه بشر، وإلى من ينطلقون فى الحياة برسالة سلام.. إلى كل هؤلاء تقدم نيفين ناثان أعمالها النحتية.تنطلق من قاعدة ثقافية صلبة، فمن أجل هؤلاء تصنع مجسماتها.

 هؤلاء هم أصل الأرض وجذورها الذين خاطبهم السيد المسيح واصفًا: «أنتم ملح الأرض»، من يدعون للمحبة والسلام ضد الفساد وهلاك الإنسانية، من يوقدون النور وناشرو البهاء.. ورغم قلتهم إلا أنهم يصلحون الكثير ليرثوا ملكوت السماء. فى بلادنا يقسم الطيبون بـ «العيش والملح» فهو الدليل الأول للعشرة الطيبة وعهد الأمان، «ليكن سلامكم دائمًا لطيفًا مليحًا فتعرفوا كيف ينبغى لكم أن تجيبوا كل إنسان».

تقدم نيفين ناثان أعمالها النحتية - تمارس فن النحت منذ 25 عامًا - ولها تجارب ومشاركات عديدة فى مجال حقوق المرأة، والتى تتأصل جذورها الفلسفية بالفكر الإنسانى الشمولى، حيث يعكس فنها استحضار جوهر الحياة ككل سعيًا لاكتشاف المشاعر المجهولة واستحضارها فى مجسمات فنية وتستلهم من مرجعياتها الثقافية والحضارية موضوعات أعمالها فى محاولة لفهم جوهر الإنسان والسعى المستمر لتأصيل التجربة.

فى حالة استنفار لاستنهاض الإنسان من حالات اليأس والركود النفسى والوجدانى، ففى يأسهم يأس البشرية والفناء المحتوم، فإذا فسد ملح الأرض يفسد الجميع.. إنها دعوة إنسانية ملهمة لاستمرار حركة الوجود فى حالة لا تخلو من أمل وصمود.

معرض «ملح الأرض» يقدم الإنسان بشكل أصيل وليس مجرد خلق أشكال متناسقة تؤكدها بخامة البرونز والذى يؤكد ثقل الفكرة.. والجسد الإنسانى هو المحور الأول والأساس فى منحوتاتها ببنيان ممشوق يتماهى مع فكرة الصمود ونشر المحبة والسلام، وهنا لا تهم التفاصيل فالحركة والفعل هما من يصنعان الحياة.. ويهبان الأرض النماء.. فى استكمال واعٍ لمشروعها الفنى والإنسانى الأصيل والممتدة جذوره فى أعماق تربة مصرية عريقة.

المعرض أقيم بقاعة «أوديسى» بالزمالك.