السبت 8 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المشروع يجمع عبقرية المكان والتاريخ ورؤية المستقبل

د.حسين عبد البصير: «إذا أردنا أن نلخّص طموح مصر فى العصر الحديث فى مشروع واحد يجمع بين عبقرية المكان، وعمق التاريخ، ورؤية المستقبل، فلن نجد أفضل من المتحف المصرى الكبير. هذا الصرح العملاق الذى يُقام عند أقدام الأهرامات ليس مجرد متحف؛ إنه نافذة مصر على الدنيا، وبوابة الحضارة إلى القرن الحادى والعشرين». 



هكذا عبر عالم الآثار المصرية د.حسين عبد البصير عن سعادته باكتمال مشروع المتحف المصرى الكبير الذى سيجرى افتتاحه رسمياً خلال أيام قليلة، حيث تولى عبد البصير مسئولية المشرف العام على المشروع لمدة عامين من  2011 إلى 2013.

العالم  الذى « يشعر بفخر كبير أنه كان جزءًا من تلك الرحلة، وأن بصمته موجودة فى كل زاوية من زواياه»،  يصف المتحف بأنه «ليس مجرد مبنى يضم آثارًا،بل إنه دعوة إلى العالم ليأتى ويرى كيف استطاعت مصر أن تحافظ على تراثها وأن تقدّمه بروح العصر، إنه رسالة تقول نحن هنا منذ آلاف السنين، وسوف نظل نضيء دروب الحضارة للإنسانية جمعاء».

د. عبد البصير يقول «تشرفتُ بالمشاركة فى هذا المشروع الوطنى العملاق فى مرحلة دقيقة وحاسمة من تاريخه،وهى مرحلة لم تخلُ من التحديات، لكنها كانت مليئة بالإنجازات الكبرى والقرارات الجوهرية.

 فى هذه السطور، أقدّم شهادة شخصية حول مشاركتى فى هذا المشروع، وأسجّل بعضًا من التفاصيل التى ربما لا يعرفها الكثيرون، من كواليس التخطيط والتمويل، إلى نقل الآثار والاختيارات الكبرى، وصولًا إلى لحظة بدء البناء الحقيقى على أرض المشروع».

أسهمت فى متابعة مراحل المشروع العلمية والأثرية والإشراف على جانب من أعماله البحثية، ما منحنى فهمًا عميقًا لمدى تأثير هذا المشروع على صورة مصر الحضارية ومستقبل السياحة الثقافية، وكانت مشاركتى فى مشروع المتحف تجربة استثنائية بكل المقاييس. لم تكن مجرد وظيفة أو مهمة إدارية؛ كانت رسالة وطنية، وعملًا من أجل المستقبل،وعلى الرغم من كل التحديات السياسية والاقتصادية التى كانت تعصف بالبلاد فى تلك السنوات، كان لدينا إيمان راسخ بأننا نعمل من أجل مصر، وأن هذا المشروع سوف يغيّر وجه السياحة والثقافة فى العالم.

إن المتحف المصرى الكبير لا يُعد مجرد متحف بالمعنى التقليدي، بل هو مشروع حضارى عالمى سوف يعيد رسم خريطة السياحة الثقافية فى مصر والمنطقة. منذ لحظة التفكير فى إنشائه، كان الهدف أن يصبح المتحف بوابة مصر الحديثة إلى العالم، ومنارةً تُعيد تقديم الحضارة المصرية القديمة للأجيال الجديدة بطريقة علمية مبتكرة، وفى الوقت نفسه وسيلة جذب سياحى متفردة تعيد إحياء شغف العالم بمصر القديمة.