خطة دعوية كبرى ودروس يومية فى المساجد
أشرف أبو الريش
تهدد الشائعات بشكل مباشر الاستقرار داخل المجتمع، وفى السنوات الأخيرة ظهرت نماذج لحروب الجيل الرابع والخامس التى تستخدم الشائعات لزعزعة استقرار الدول والمجتمعات.
«وزارة الأوقاف» التى تعرف الشائعات بأنها أسلوب منظّم لبث الأخبار الكاذبة أو المعلومات المضللة، يطلقها ضعيف الحيلة بهدف التأثير على الرأى العام وإثارة البلبلة وإحداث الانقسام فى المجتمع، وقد تستهدف زعزعة الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة أطلقت حملة توعوية كبرى لمواجهة الشائعات لبيان خطرها والتصدى لها.
انتبهت الوزارة إلى خطورة نشر الشائعات فقالت «إن الشائعات سلاح مدمر، والعلاج يكون بالتزام الصدق، والتثبت، ونشر الوعى، عملًا بقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ».
من هذا المنطلق، أكد الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف أن الوزارة تواصل جهودها التوعوية كجزء من رسالتها الأساسية فى نشر ثقافة الوعى، وتحصين المجتمع من كل فكر هدام أو إشاعة مغرضة تهدد استقراره.
من جانبه، قال الدكتور أسامة رسلان المتحدث الرسمى باسم الوزارة إن الشائعات أسلوب منظّم لبث الأخبار الكاذبة أو المعلومات المضللة، يطلقها ضعيف الحيلة بهدف التأثير على الرأى العام وإثارة البلبلة وإحداث الانقسام فى المجتمع، وقد تستهدف الشائعات زعزعة الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة، إما من جهات خارجية لزعزعة أمن البلاد والنيل من استقرارها، أو من جهات داخلية لتحقيق مصالح شخصية أو سياسية. أضاف «تلقى الشائعات القبول لدى المتربصين بالوطن لصناعة نيران الفتنة بين أبنائه، وتزداد خطورتها بوجود وسائل التواصل الاجتماعى لانتشارها السريع وتداولها دون التأكد من صحتها، ولذا فإن التصدى لها يتطلب وعيًا مجتمعيًّا، وجهدًا كبيرًا، لذلك أطلقت وزارة الأوقاف حملتها فى مواجهة الشائعات لبيان خطرها والتصدى لها».
رسلان أشار إلى أن مسئولية العلماء والدعاة فى كشف الزيف، ورد الأمور إلى نصابها الشرعى الصحيح، من أهم الأسس الرئيسية التى تنتهجها وزارة الأوقاف المصرية فى هذا التوقيت، من خلال سلسلة خطب ودروس للأئمة والواعظات شرح فيها:
١. كيف يستخدم المتطرفون الشائعة للإشاعة الفوضى فى البلاد.
٢. الرد على المفاهيم المنحرفة مثل (الحاكمية) و(الولاء والبراء) بطريقة علمية.
٣. إبراز منهج الأزهر فى الاعتدال والوسطية.
فى المقابل، هناك تيارات تنكر الدين، وتسخر من ثوابته، وتروج للشائعات التى تشكك فى الوحى والنبوة، وهنا يجب أن يكون الرد علميًّا، عقلانيًّا، رحيمًا، لا عدائيًّا، وقد نشط فى الرد عليهم علماء من خلال:
١. الرد على الشبهات المثارة حول الدين باستخدام العقل والنقل لتبين الحقائق وإبطال الأكاذيب.
٢. لقاءات مع علماء يشرحون العلاقة بين الدين والعلم.
٣. التحذير من الشائعات التى تروج لها بعض التيارات.
طرق المواجهة بالدين والعقل
فى الإطار نفسه لمواجهة الشائعات والتصدى لها، وضعت وزارة الأوقاف على منصتها الرقمية، عدة وسائل لا بد من مراعاتها فى التصدى للشائعات، منها:
-التأكد قبل النشر: أمرنا الله تعالى بالتثبت فى أى خبر يأتى إلينا فقال تعالى: «فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ» الحجرات.
- حسن الظن: لقد أثبتت الأيام على سبيل الأصعدة الدولية أن الدولة المصرية كانت على حق فى كل معلومة قدمتها، وإن ما قامت به الجماعات المتطرفة، كان محض كذبة كبيرة على المخدوعين، فيجب على العامة أن يحسنوا الظن فى مؤسساتهم الرسمية والوطنية، وقد حثنا الشرع الحنيف على إحسان الظن.
- نشر الحقائق بعد التثبت والتبين: من الأمور المهمة فى هذا الأمر، أن يتعامل الناس بالنشر بالاعتماد على المصادر الموثوقة، وعدم التسرع فى مشاركة الأخبار، وعدم الانسياق خلف من يروِّجون الأكاذيب، قال -صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ».
- التذكير بعقاب الكذب الوخيمة: كثير من الناس لا يردعه إلا الترهيب، والوعيد، والترهيب هنا يقصد به: التذكير بعاقبة من يكذب، أو يساعد فى نشر الكذب، والافتراء، وأى ترهيب أبلغ تخويفًا من أن الكذب يجر صاحبه إلى هاوية النار، أعاذنا الله منها؟! قال –صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِى إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النَّار».
أيضا وضعت الوزارة عددا من الخطط الدعوية لبناء الوعى، ولمكافحة الشائعات، والأخبار الكاذبة خاصة لدى الشباب والنشء، وذلك من خلال خطة شاملة تعمل من خلالها كل مؤسسات الدولة المصرية كل فى تخصصه، وتشمل إنتاج محتوى توعوى عبر منصات رقمية لهذه المؤسسات، وقد قامت وزارة الأوقاف بتدريب الأئمة والواعظات على تفنيد الشائعات، وإطلاق حملات توعوية مثل: «صحح مفاهيمك»؛ لمعالجة القضايا المجتمعية، كما أطلقت الوزارة «منصة الأوقاف الرقمية»؛ لتقديم محتوى دينى، وثقافى هادف بلغة عصرية، مع التركيز على مواجهة التطرف، والشائعات، وقد واصلت الوزارة جهودها عبر خطب الجمعة، والندوات، والمشاركات الإعلامية؛ لتعزيز الوعى، وحماية المجتمع من الأفكار الهدَّامة.
يأتى ذلك فى إطار أن الشائعات سلاح مدمر، والعلاج يكون بالتزام الصدق، والتثبت، ونشر الوعى.






