الخميس 18 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عدو مشترك
كتب

عدو مشترك




 



كرم جبر روزاليوسف اليومية : 05 - 01 - 2011


حماية الكنائس مسئولية جميع المصريين


(1)


- ارتفع قداسة البابا فوق الأحزان، وخرجت الكلمات من فمه هادئة ضعيفة، ولكنها كانت مثل النسمات الباردة التي تطفئ النيران، وتلطف مشاعر الغضب والثورة.


- انتصر قداسة البابا للعقل ومصلحة الوطن، في مواجهة دعاوي الغضب والفرقة والتشرذم، ووضع النقاط فوق الحروف، لضرب المزايدات المغرضة التي تحاول الخروج بالحادث الإرهابي عن إطاره.
- انتبهوا أيها الغاضبون والمتظاهرون، فمصر هي المستهدفة، وهذا ما يريده الإرهابيون بالضبط، أن تتفتت وحدة الأمة، ويقف أبناء الوطن الواحد علي طرفي المواجهة.
(2)
- استقرار الوطن هو الدرع الذي يحمي جميع أبنائه، ويصون حياتهم وممتلكاتهم، ومن يهز هذا الاستقرار، فهو يضرب ميثاق التعايش والتآخي الذي يربط مسلمي مصر وأقباطها.
- لو جاءوا بجيوش الأرض، فلن يحمي مصر إلا أبناؤها، ولن يدافع عنها إلا شبابها، أما هؤلاء المتربصون بها، فلا يضمرون إلا شراً، ويظهرون كالثعالب الماكرة.
- المسلم يعيش مع المسيحي في نفس الشارع والبيت ويجلسان معاً علي نفس المقهي ويركبان الأتوبيس، فكيف نحمي هذا من ذاك، وهل يمكن وضع حراسة مشددة حول كل واحد منهما؟
(3)
- ارتفع قداسة البابا فوق الأحزان، وأكد بصوت عالٍ أن أقباط مصر سوف يحتفلون بعيد الميلاد، وسوف تفتح الكنائس أبوابها لاستقبال إخوانهم المسلمين للتهنئة بالعيد المجيد.
- في كل كنيسة يجب أن يقام قداس، وأن ترتفع الترانيم خفاقة في السماء، تحمل عبق مصر وتسامحها وقوتها وشموخها، مصر الواحدة التي تقف علي قلب رجل واحد.
- حماية الكنائس مسئولية المسلمين، لأن دور العبادة لها كل القدسية والاحترام، ومن يعتدي عليها كمن يعتدي علي مسجد، ويجب أن تقطع ذراعه التي تهددها بسوء.
(4)
- قداسة البابا كان في أوج تألقه، وهو ينتقل من قضية لأخري بروح وطنية خالصة، تعي جيداً أن أقباط مصر هم جزء من نسيجها الوطني الذي يضرب في أعماق التاريخ.
- كشف النقاب عن العناصر المندسة التي استثمرت الغضب للحديث باسم الأقباط، أنهم نفس المحتقنين والمهيجين الذين يتظاهرون في شوارع القاهرة، يندسون وسط الأقباط.
- «لهم أهداف خاصة» هكذا وصفهم البابا، وبعضهم حاول استخدام العنف وتهييج المشاعر والخواطر، والوصول بالمظاهرات إلي نقطة صدام دموي.
(5)
- الجانب المضيء في الحادث المأساوي هو ثورة الغضب التي اجتاحت مصر كلها ضد الحادث الإرهابي الجبان، وانضم المسلمون إلي إخوانهم المسيحيين للتعبير عن الإدانة والاستنكار.
- «عدو مشترك»، يجب أن يتصدي له الجميع، أما أن تخرج المظاهرات التي ترفع شعارات وهتافات تتجاوز الأدب والقيم وتستخدم العنف، فمثل هذه التصرفات لا تخدم إلا هذا العدو.
- «البلد بلدنا جميعاً، والضرر ضرر لكل واحد فينا».. ووجه البابا حديثه للشباب مشدداً علي ضرورة الابتعاد عن التصرفات الخاطئة وألا يتركوا سبباً يجعل الغير يتدخل في أمورهم.
(6)
- «رب ضارة نافعة»، وحادث كنيسة القديسين يجب أن تكون نقطة فاصلة، تبدأ بعدها المواجهة الضارية والشاملة مع كل صور التطرف التي ابتليت بها البلاد.
- التطرف الفكري والتلوث الإعلامي ودعاة الفتنة والفرقة، فأمن الوطن فوق كل شيء، أما هؤلاء الذين يلعبون بالنار، فيجب التصدي لهم بمنتهي القوة والحزم.
- لا وقت نضيعه في الجري وراء الشعارات البراقة والخطب الحماسية، وأن تبدأ علي الفور حملة تطهير الأجواء من كل صور وأشكال التطرف.
(7)
- جاءت الفرصة علي طبق من ذهب لفتح كل الملفات وتطهير كل الجراح، تحت مظلة «بيت العائلة المصرية» التي طرحها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، لتكون بداية المواجهة.
- عقلاء المسلمين والأقباط يجب أن يقودوا الأمة، وأن يرسموا طريقها إلي المستقبل، وأن يسحبوا السجادة من تحت أقدام المتطرفين والمشعوذين وأصحاب الأجندات الخارجية.
- البداية هي احتفالات ليلة 7 يناير، مصر كلها تهنئ الأقباط بعيدهم وتقول لهم إنه مصاب مصر كلها.. وكل سنة وأنتم طيبون.


E-Mail : [email protected]