الخميس 18 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
إلي وائل الإبراشي ومني الشاذلي
كتب

إلي وائل الإبراشي ومني الشاذلي




 


 

كرم جبر روزاليوسف اليومية : 23 - 02 - 2011



حتي التشفي.. يجب أن تكون له ضوابط
(1)
أعرف «وائل الإبراشي» منذ زمن بعيد، فقد كنا منذ اكثر من عشرين سنة نذهب معا إلي مكتب جريدة الوطن الكويتية بعمارات ماراكو بجوار حديقة الحيوان، وكان يرأس مكتبها المرحوم يوسف الشريف.
أتذكر أننا ذهبنا ذات يوم صباحاً لنرسل موضوعات علي الفاكس إلي مقر الجريدة في الكويت، فرد علينا صوت غريب، وعلمنا أنه عراقي بعد أن اجتاح صدام الكويت صباح نفس اليوم عام 1990 .
تزاملنا معاً في «روزاليوسف»، وكان مكتبه بجوار مكتبي في الدور الخامس، وعُرف عنه هو وأسامة سلامة ومحمد جمال أنهم من أوفي الأصدقاء، ويتسمون بالرجولة والمواقف الأصيلة.
(2)
لكن وائل الإبراشي الذي شاهدته مساء الاثنين الماضي في قناة «دريم» ليس هو الذي أعرفه، وهو يمسك سيف الانتقام ليقطع رقاب زملائه جميعا دون تمييز.
سخرية واستهزاء واستعداء، ووضع الجميع في سلة واحدة وقرر أن يطلق عليهم جميعا رصاصة الرحمة، باتهامات قريبة من «الخونة» الذين عملوا في الصحف القومية.
عملاء للنظام المخلوع، وزينوا له طريق الإفك والضلال، ويستحقون التعليق علي أعواد المشانق في ميدان التحرير، جميعهم دون استثناء هكذا كان فحوي كلامه.
(3)
أعرف أيضا «مني الشاذلي» منذ زمن بعيد، حين كانت تقدم برامجها الناجحة «القضية لم تحسم بعد» و«لا أري لا أسمع لا أتكلم» في قناة «ART».
كانت تستضيفني مع غيري كثيرين في بعض الحلقات، وكانت تفعل ذلك في برنامج «العاشرة مساء»، ولم أحمل لها سوي الاحترام والتقدير حتي في الأوقات التي كنا نختلف فيها في الرأي.
في آخر الحلقات التي ظهرت فيها في برنامجها قالت لي إنها قد تختلف معي ولكنها لاتحمل لي سوي الاحترام، لأن لي وجهة نظر ورأيا يستحقان المناقشة.
(4)
لكن مني الشاذلي التي ظهرت مساء الاثنين الماضي، لم تكن تلك الإنسانة العادلة المحايدة، وركبتها غريزة الانتقام من كل أشرار الصحف القومية.
استنطقت واستدرجت واستنبطت كلاما يمثل أقصي درجات الإهانة والسخرية والاستهزاء بكل من يشغل منصبا في صحيفة قومية أيا كان موقعه.
لم تستثن أحداً، واستنتجت تصريحا مفاده أن علي هؤلاء جميعا أن يقدموا استقالاتهم حتي يرتاح الناس من شرورهم، وكانت كل ملامحها تنطق بالتشفي والانتصار.
(5)
أيها الزميلان، هناك رؤساء مؤسسات راتبهم الشهري مازال 2500 جنيه، وجميع بدلاتهم وحوافزهم لاتصل إلي اكثر من 12 ألف جنيه شهرياً.
هناك رؤساء مؤسسات يتنازلون عن معظم مخصصاتهم الهزيلة لصالح مؤسساتهم واسألوا الدكتور جودت الملط، عن حالة «روزاليوسف» والانضباط المالي والإداري الرهيب.
لا أدافع عن نفسي، لكنكما أمسكتما بندقية رش أصابت الجميع، وجعلتنا أمام الناس إما خونة أو نقبض بالملايين مع أن ما نقبضه في الشهر لايساوي حلقة فضائية واحدة.
(6)
أيها الزميلان، لسنا جميعا «متحولين» ولسنا جميعا أبواقاً للنظام، فهناك من كان يدافع عن الدولة المصرية بكل عناصرها وفي أوقات أزماتها.
هناك من لم ينبش في الماضي بطريقة غير أخلاقية، ومن لم يغير جلده كالحرباء، ومن ظل ثابتا علي شرفه الصحفي، لأنه لم يكن عميلاً للنظام ولا متواطئا معه.
هناك من احترم وعي الناس، وهل علقت ثورة 23 يوليو مثلا المشانق لكامل الشناوي ومصطفي وعلي أمين وإحسان عبدالقدوس والتابعي وغيرهم من عشرات الصحفيين الذين كانوا يعملون في ظل الملكية؟
(7)
أيها الزميلان ليس صحيحا أن كل رؤساء المؤسسات يقبضون مليون جنيه في الشهر، قد يكون الرقم صحيحا إذا استمر بعضهم في منصبه 10 سنوات أو 15 سنة.
ليس صحيحا أنهم يسكنون القصور ويمتلكون عشرات السيارات، فمنهم من لايملك إلا سيارة واحدة «نوبيرا» اشتراها بالقسط منذ عشر سنوات ولم يغيرها.
من هؤلاء الذين تطلقون النار عليهم من لايتجاوز راتبه الشهري كله حلقة أو حلقتين في التليفزيون المصري أو الفضائيات لمذيع في عمر أولاده.
(8)
أيها الزميلان.. نعم هناك من يسيء للمهنة ويلحق بها أشد الضرر، ومن يسخر قلمه لذبح الآخرين، ومن يربح ويكسب.. ولكن سددوا في الاتجاه الصحيح.
لا توسعوا دائرة الاشتباه ولا تنصبوا محاكم التفتيش، لأنها إذا انعقدت، فيوم لكم ويوم عليكم، ومن كان منكم بلا خطيئة فليرجمني بحجر.
لا تجعلوا من أنفسكم رعاة للوطنية والعقل والضمير والحساب والعقاب، فنحن نرفض ذلك، مثلما كنا نرفض تماما أقلام الإساءة والتشويه التي لعبت نفس الدور.
(9)
أيها الزميلان، إذا كانت الصحافة القومية كعكة دسمة يجب أن تنتقل ملكيتها لآخرين، فمرحبا بذلك، ولكن بشكل محترم وكريم وليس بالافتراء والتجريس.
نعم.. أتفق معكما مائة في المائة أن من زينوا للنظام السابق لايصلحون للعهد الجديد، شريطة أن يكون ذلك بالعدل والقانون وليس بالتشفي والتحريض والاستعداء.
ياه.. اعذراني فقد تكلمت علي العواطف من بقايا عشم صداقة بزميلين رأيت في عيونهما تشفيا لم أره من قبل.. ولعن الله المناصب التي تكون نهايتها هكذا.


E-Mail : [email protected]