الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ياسين: التعامل مع الكتاب بمنطق موسم العيد.. الميرغنى: نسب الحضور خادعة

ياسين: التعامل مع الكتاب بمنطق موسم العيد.. الميرغنى: نسب الحضور خادعة
ياسين: التعامل مع الكتاب بمنطق موسم العيد.. الميرغنى: نسب الحضور خادعة




كتب - إسلام أنور


على عكس كل ما يروج عن عزوف الشباب عن الثقافة والقراءة والإبداع، يأتى معرض القاهرة الدولى للكتاب لينسف هذه المقولات فى ظل الأعداد الضخمة من الشباب التى تحرص على زيارة المعرض، وقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعى على مدار السنوات الماضية فى خلق هذه الحالة من الزخم الكبير التى يشهد المعرض، خصوصاً بعد ثورة 25 من يناير 2011 التى رسخت قيم حرية التعبير والإبداع مما ساهم فى ميلاد عشرات من دور النشر الجديدة وشجع مئات من الشباب على نشر أعمالهم الإبداعية، وبرغم هذا الزخم الكبير الذى يصاحب معرض الكتاب لكن يبقى السؤال مطروح حول مدى جودة الأعمال المعروضة، وإلى أى مدى تحول الكتاب إلى سلعة مرتبطة بالعرض والطلب وليس بالقيمة والجودة؟.. فى هذا السياق تحاور روزاليوسف العديد من المبدعين والمبدعات الشباب المشاركين فى الدورة 47 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب حول أعمالهم الجديدة ومدى حرصهم على أن تصدر أعمالهم بالتزامن مع انطلاق فعاليات معرض الكتاب، بالإضافة لتقييمهم للمعرض بصورة عامة.
فى البداية قالت الشاعرة أسماء ياسين «أعتقد أن الحضور الطاغى للشباب من القراء فى المعرض قديم، من قبل الثورة، دائما كان معرض الكتاب مزدحما، أما بالنسبة للكُتاب فوجودهم فى المعرض يكون فرصة لاقتناء الكتب التى لا تتوفر طول العام، صحيح عندى تحفظ على حمى النشر الموسمى التى أصبحت تتركز فى يناير، ولكن فى بلاد لا تقرأ فاقتناص أية فرصة للقراءة أو البحث عن الكتب هو شيء جيد».
وأكملت «مازلت على تحفظى على إصرار غالبية الناشرين الكتاب، والشباب منهم خصوصا، على التعامل مع الكتاب بمنطق موسم العيد، كما يحدث فى السينما، الكتاب الجيد ينشر فى أى وقت، وسيجد من يبحث عنه ويقتنيه فى أى وقت، وشخصيا لا يعنينى إطلاقا أن ينشر لى كتاب فى معرض الكتاب، يعنينى أن ينشر وفقط».
وأضافت « للأسف لم أذهب إلى معرض الكتاب هذا العام بعد، وبالتالى لن يكون حكمى دقيقا على الكتب المطروحة، لكن مما ينشر على الفيسبوك وفى الصحف فهناك عناوين جيدة وكتب مهمة، وهناك العشرات من الكتب التى أتوقع تفاهتها وانعدام أهميتها، بالنسبة لى على الأقل. الكتاب مثل أى شىء آخر الآن، تحول فى جانب منه إلى سلعة بالمنطق الرأسمالي، الدعاية والتسويق عاملان مهمان فى بيعه أيا كان مستواه».
ومن جانبه قال الشاعر والمخرج المسرحى الشاب محسن الميرغنى: «الحديث عن تواجد ضخم للجمهور فى المعرض ينقصه الدقة ونسب الحضور خادعة، وعلى الرغم من وجود تذاكر لكن لا توجد نشرة من الهيئة التى تنظم وتعلن الرواد يوميا ولا إجمالى العدد، والأرقام التى تعلنها الهيئة فى بعض الأحيان متضاربة مما يفقدها المصداقية».
وأضاف محسن: «أما عن الشباب فبالتأكيد الثورة فارقة فى تشكيل الفئة الأكثر فى المجتمع وتغيير بوصلة توجهاتها فقبل الثورة من خمس سنوات كان الهم الأوحد للشباب مباريات الكرة، لكن المؤشر بعد الثورة اتجه للشأن العام والشأن الفنى والثقافى بصورة متدرجة وعلى الرغم من أن المضمون قد يكون غير هام بالنسبة للبعض إلا أن البدايات عند غالبية طلاب الجامعة من الشباب تتطور فى مراحل لاحقة لتعمق ونضج وخصوصا فى موضوع القراءة والاختيارات».
وأكمل «تقييم الكتب المعروضة، سؤال خلافى كبير خصوصاً أنه متعلق بالأذواق الشخصية، ونحن فى مصر لسنا متعودين على التنوع والاختلاف، ودائماً عندنا رؤية ثابتة فى معاييرنا اختياراتنا فمثلا فى العام الماضى كانت ظاهرة زاب ثروت رائجة فى المعرض على الرغم من تفاهة المحتوى لكن بالضرورة أى قارئ مهما كانت تفاهة وضحالة ما يقرأه هو فرصة جيدة لشخص واع وشخص قادر على التغير والتطور للأفضل من شخص غير قارئ، وبالتالى لا يمكن الحكم على موضوع القيمة من ظواهر تعتبر عابرة ومستمرة فى كل المجتمعات مثل ثقافة البوب أو الشعبى فى الموسيقى والكتابات الساذجة أو التافهة وانتشارها ورواجها بين المراهقين الذين يعانون من تدنى مستوى تعليمهم».