الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الإسكان» ترفض إيواء أهالى «الخزان» بعد انهيار منازلهم

«الإسكان» ترفض إيواء أهالى «الخزان» بعد انهيار منازلهم
«الإسكان» ترفض إيواء أهالى «الخزان» بعد انهيار منازلهم




الأقصر ـ أسماء مرعى

 

كان 4 أسر من سكان شارع 7 بعزبة الخزان بمدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، على موعد مع مأساه حقيقية أطاحت بهم إلى الشارع وشردتهم إلى العراء بلا أمان ولا مأوى بعد انهيار منزلهم المكون من طابقين، والمشيد من الطوب اللبن، المسقوف بالخشب، ويشتملان على 6 شقق.
ورغم انهيار سقفه على أرضيته ليصبح «كوم تراب»، لم نجد أدنى اهتمام من المسئولين الذين أغمضوا أعينهم وصموا آذانهم عن رؤية وسماع آهات وشكاوى الأهالى المطالبين بتوفير مساكن لإيوائهم بعد أن وجدوا أنفسهم مشردين فى الشارع بلا مأوى وفى حاله يرثى لها.
انتقلت «روزاليوسف» إلى المنزل المنهار بعد توالى صرخات المضارين.. فوجدت النساء يفترشن أرضية الشارع يشكين حالهن فى انتظار أى قرار من المسئولين ينقذهن من نكبتهن ويوفر مآوى آمن لهن يسترهن ويحافظ على آدميتهن ويرحمهن من البرد القارس.
يقول نبيل أحمد محمود، أحد المتضررين، إنه كان يسكن فى منزل بسيط بنظام الإيجار القديم «المفتوح» فى شارع 7 بعزبة الخزان بمدينة إسنا القديم، مشيرًا إلى أن مساحة منزله لا تتجاوز الـ70 مترا، منوها إلى أن المنزل مبنى بالطوب اللبن وسقفه من العروق الخشبية وجريد النخيل ويتكون من غرفتين وحمام ومطبخ، وفوجئ عندما كان متواجدًا مع أسرته داخل المنزل بحدوث انهيار مفاجئ فى الحائط الخلفى وسقف المنزل دون معرفة السبب.. ويضيف: إننا نواجه معاناة حقيقية بسبب انهيار المنزل وتشريد أسرتى فى الشارع، حيث أصبح المأوى الوحيد لنا خلف الجدار المهدمة، فى الوقت الذى يعمل فيه باليومية ودخله بالكاد لا يكفى احتياجات أسرته اليومية المكونة من 7 أشخاص، ولا يقوى على تأجير منزل آخر، منوها إلى أن مجلس مدينة إسنا أصدر قرارًا بإخلاء المنزل لخطورته على الأهالى إلا أنه تمسك بعدم الإخلاء لحين توفير البديل المناسب.
ويضرب محمد أحمد، أحد المضارين، «كفا على كف» تعبيرا عن وضعه وعائلته المأساوى الذى اضطره إلى تأجير منزل آخر بـ500 جنيه فى الشهر، رغم مرور أكثر من 40 يوما على حادثة انهيار المنزل، مستنكرًا إغلاق آلاف الوحدات السكنية فى قرية الدير دون الاستفادة منها، فى الوقت الذى يصارع فيه فقراء شارع 7 بعزبة الخزان شبح الإيجار الجديد الذى يستغل حاجتهم وبرد الشتاء القارس والموت تحت الجدران المهدمة.
 ويشير محمد إلى أنه قدم العديد من الشكاوى للمسئولين بمجلس مدينة إسنا، منوها إلى أنه تواصل مع محمد بدر، محافظ الأقصر، لكنه اكتفى بإرسال لجنة هندسية لمعاينة المنزل المنهار، والتى بدورها حررت محضرًا يحمل رقم 7527 ولجنة من مديرية الشئون الاجتماعية لصرف إعانات لهم.
ويتابع: إن هذا كله لا يخرج عن كونه مسكنات ليظل الوضع كما هو «محلك سر»، موضحا أن الحل الوحيد الذى اقترحه المسئولين هو نقلهم إلى مركز شباب السلام، الأمر الذى قوبل بالرفض من قبل الأهالى لافتقاره عنصر الأمان وخوفا على نسائنا وبناتنا.
تجلس أمام المنزل آمال عبدالوهاب، وهى ترثى حالها عن ذكرياتها فى المنزل الذى قضت فيه عمرها وتشتكى ضيق ذات اليد، وبنبرة حزن تقول إنها لا تريد سوى 4 جدران تحتمى بهما خاصة أن ليس لها مأوى آخر، حيث إن زوجها عامل أجرى ولديها 3 أولاد بينهم فتاة مريضة بالروماتيد وتحتاج إلى علاج شهرى بـ300 جنيه، فضلا على طبيب من القاهرة يتابع حالتها ما نضطر إلى السفر كل عام للمتابعة حتى لا تتدهور حالتها الطبية.
 وتضيف: قمت بترميم وتنكيس جدران المنزل الأمامية فى الفترة السابقه إلا أن انهيار الجزء الخلفى للمنزل أثر عليها فتصدعت وتشققت وأصبحت آيلة للسقوط بين اللحظة والأخرى، ماجعلنا نعيش فى رعب وقلق، وفضلنا التزام الشارع أمام منزل طيلة ساعات النهار خوفا من انهياره على رءوسهم فى أى وقت.
وتوجه عبدالوهاب نداء واستغاثة لجميع المسئولين بالنظر إلى حالها وحال ابنتها المريضة وإنقاذهم من مآذقهم قبل أن يصبحوا مشردين فى الشوارع، مستنكرة عدم تسليمهم وحدات سكنية طبقا لقرار تخصيص وحدات لغير القادرين ضمن مشروعات إسكان الشباب.
الغريب هنا أن محافظة الأقصر محافظة أثرية، وحدوث أى كارثة تؤثر على الإشغالات السياحية بها، إلا أنه لم يتم إنشاء مساكن للإيواء العاجل لنقل المتضررين إليها حال حدوث أى كوارث كالزلازل والسيول.