السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«المهمشون».. ولعبة السياسة

«المهمشون».. ولعبة السياسة
«المهمشون».. ولعبة السياسة




رجال رأس مالهم هو عضلاتهم القوية، ليس لديهم مصدر رزق آخر سوى الاعتماد عليها، استغل بعض العاملين بالسياسة هذه الفئة لأغراض سياسية، فقاموا بشراء هؤلاء الأنفار للحشد فى المظاهرات أو عملية التصويت الانتخابى.

قال أشرف محمد - فواعلى 35 عاما - لم أتوقع أن يأتى اليوم الذى أعمل فيه «فواعلي»، وعندما التحقت بالمدرسة كنت أتمنى أن أصبح محاسبا بكبرى الشركات، مؤكدا أنه يحضر فى الخامسة من صباح كل يوم فى انتظار أى زبون بأى مبلغ لتوفير قوته وقوت أولاده، وأن ذلك سمح باستغلالهم سياسيا، حيث يتحايل عليهم البعض ويطلبهم للعمل فى العتالة، ولكنهم يفاجأون فى الحقيقة بطلب الحشد فى المظاهرات، واستطرد: فى كثير من الأحيان كنا نضطر للموافقة طالما أنها فى الشكل السلمى وبعيدا عن مخالفة القانون، بدلا من أن نعود إلى أسرنا بدون لقمة عيش واحدة.
قال عبد الوهاب محمد - فواعلى 41 عاما - ذات مرة طلب منى أحد الأشخاص جمع أكبر عدد من الفواعلية، ويدفعون لنا ضعف الأجر اليومى مقابل معاونتهم فى المظاهرات أو الحشد لهم وقت الانتخابات، ومواجهة خصومهم فيها، وكان الجميع يوافقون على ذلك هربا من الجوع.
وقال السيد محمود - 42 عاما - حتى الآن لا أستطيع الزواج نظرا لأننى أنفق على أسرتى، وتحملت مصاريف زواج شقيقاتى، ودخلى اليومى من العتالة لا يسمح بالإنفاق على حجرة وليس بيتا، واضطر للالتحاق بالمظاهرات من أجل توفير قوت يومى واحتياجاتى، وكثيرا يدقق الزبون معنا فى معرفة المحافظات التى نتبعها، ويتحقق من أنها بالفعل هى مقر الإقامة المدون فى البطاقة الشخصية، وهو نفسه التابع للمنطقة التى نعمل أو نعيش بها، وكل من ثبت أنه تابع للقاهرة يتفق معه على استئجارهم لصالح مرشح معين فى الانتخابات، ومنح صوتهم له بمقابل مادى ووجبة غداء، ويصل الصوت إلى 500 و 600 جنيه، وأحيانا نضطر للقبول، فالعتالة مهنة خطيرة وتعرضنا لمخاطر صحية جسيمة، وليس لنا تأمين صحى أو اجتماعى، علاوة على أن ثمن الصوت يساوى 5 أو 6 أيام عمل شاق ومجهد.
وقال حسن شرف - 31 عاما - كان لدى الكثير من الأحلام والطموحات، خاصة أننى حاصل على دبلوم تجارة، وكان يمر بخاطرى أننى سأحصل على وظيفة، ورأس مالى وقوت أولادى وأبى وأمى لا يأتى إلا على حساب صحتى وبنيان جسدى، فماذا أفعل إذا مرضت؟ ومن أين تعيش أسرتى؟ ولذلك أعمل فى أى شىء حتى فى حالة استغلالى.
قال عبد السميع السيد - 49 عاما - أحد الأشخاص جمع البطاقات الشخصية للفواعلية قبيل الانتخابات البرلمانية الماضية من أجل التصويت بها لصالح المرشح الذى يؤيده، وكنا نوافق لأن هناك أياما تمر علينا دون أن يدخل جيوبنا مليم واحد فيها، وطالب هؤلاء العمال أن تنظر لهم الحكومة بعين الرحمة، ولا يتم التعامل معهم على أنهم مواطنون من الدرجة الثالثة.
وطالب جميع العمال أن يكون لهم نقابة تدافع عنهم، وتأمين صحى، ومعاش فى حالة العجز، وقالوا إن لم يتم النظر إلينا وإدراجنا إلى فئات الشعب المختلفة سنتحد جميعا ونذهب إلى قصر الرئيس، وسنعتصم، وسنضرب عن الطعام، وسنعمل أى شيء حتى يشعر بنا المسئولون.