السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

توك توك المحافظة وعشوائيات أكتوبر!

توك توك المحافظة وعشوائيات أكتوبر!
توك توك المحافظة وعشوائيات أكتوبر!




سمير راضى يكتب:

هل يتخيل أحد أن عشوائيات الدويقة ومنشية ناصر وغيرهما من المناطق المماثلة بدأت بعدة أسرة بسيطة ثم استفحلت القاهرة وأصبحت صداعًا فى رأس القاهرة كلها.. بل يعرف أهل الإسكندرية.. بأشهر منطقة بـ«عزبة الصفيح» فى قلب سيدى بشر بدأت بمجموعة من المواطنين يفترشون مجموعة من البطاطين وأخشاب متهالكة.. ويبدأ الوفود بالإقامة الجبرية.. لا مانع من أن يستخدموا إنارة الشوارع لإضاءة مساكنهم المتحركة وتوصيلها أيضًا إلى ثلاجات «المياه الغازية» وخلافه.. فضلًا عن تكاتف هذه الكتل المتراصة لبيع الفاكهة والخضروات..
وفجأة لا يستطيع محافظ أو وزير إعادة الأمر حتى لو أتى لهم بشقق فاخرة فى أرقى مناطق القاهرة.. ولنا فى أزمات مماثلة فى القاهرة أسوة واضحة.. وللأمانة.. هذه طبيعة البشر.. ففى جنوب إفريقيا وبعد انقضاء التفرقة العنصرية لسنوات.. رأيت مناطق من الصفيح يعيش فيها بشر.. قلت لبعض المسئولين هناك ألم ينته هذا الأمر؟ ابتسم محدثى وقال: كل هؤلاء لهم شقق فاخرة أعطتها لهم الحكومة.. ولكن يريدون العيش فى قلب العاصمة.. أما الشقق فيؤجرونها.
 هذه السطور السابقة ليست من فضول القول ولا من عبث الحديث.. وإنما جرس إنذار لكل من يهمه الأمر.. بمدينتى أكتوبر والشيخ زايد بدأ يزحف عليها هذا الأمر بكثافة خطيرة.. وانظر إلى الأحياء البعيدة قليلًا عن جهاز أكتوبر وستجد العجب محال اعتدت على الأرصفة بالبناء الخشبى ومقاه بلعت جزءًا من الشوارع وأناس يعيشون «إقامة دائمة» على النواصى..
هجر أهل القاهرة.. العاصمة.. على أمل الراحة والهدوء والبعد عن الزحام.. ولكن مسئولى الأجهزة هناك.. تمنوا الجلوس على مقاعدهم الوثيرة.. المكيفة.. لأسباب عديدة منها السلامة أو مكافأة نهاية الخدمة.. وأشياء أخرى عجيبة لا تتلاءم مع متطلبات المرحلة من تفشى الفوضى والعشوائية.. ناهيك أن أحدهم لم يتفقد هذه المخالفات.. حتى المبانى خاصة أن العشوائية لا تبدأ من أعلى بل تأتى أولًا من الأماكن البعيدة عن أعين الأجهزة المسئولة حتى يفاجأ المسئولون بأنها أصبحت بجواره.. ولينظر أحدكم إلى عشوائيات المحال والنقل والميكروباص بأشهر ميادين أكتوبر فى ميدان الحصرى.. فهل المشكلة فى قلة عدد الموظفين أم فى قوة إدارة مسئولى الجهاز أم أشياء أخرى لا نعلمها نحن.. هذا فضلًا عن الاهتمام بزراعة ورى مناطق معينة وترك أخرى بعيدة عن أعين الزائرين..
نأتى للمشهد الثانى.. الأكثر إلامًا وهو عالم الـ«توك توك».. فبعد أن فرح المواطنون فى القاهرة بقرار منع التوك توك فى العاصمة.. وأصر على ذلك.. انتقلت هذه الكتائب إلى أكتوبر والشيخ زايد وهضبة الهرم.. والأخيرة احتج أهلها فى آخر مظاهرة بعد صلاة الجمعة الماضية يطالبون بمنع دخول «التوك توك» الهضبة.. فضلًا عن محافظة سوهاج.. الصعايدة».
أما أكتوبر والشيخ زايد فقد أصدر رجل الأمن ابن المحافظة عملًا وإقامة اللواء كمال الدالى.. أمرًا بمنع «التوك توك» فى أكتوبر.. منذ أيام.. إلا أن التحدى لا يزال قائمًا فى السير فى الشوارع الرئيسية وعكس الاتجاه.. وحجم الشتائم التى تخرج منها.. وأشياء أخرى صعبة التناول والحديث فيها..
المهم.. أن هذه المركبات الصغيرة التى تعشق الفوضى متعللة بالأرزاق.. والرزق منهم برىء.. فالأرزاق لا تعنى الفوضى وكسر القانون ونشر الفوضى فى الشوارع.. المحزن فى الأمر أن القرار لم يجد طريقًا إلى الشارع للتطبيق والتنفيذ.. وكأن هناك تعليمات بالإبقاء على الوضع حتى إشعار آخر..
كاتب السطور ليس من ساكنى أكتوبر.. ولكن أراد أن يحلل ويتحقق من قرار محافظ الجيزة فى مكافحة هذه العشوائية المتحركة خاصة أن كثيرًا من المرات يرى كاتب السطور هذه الصناديق الصغيرة تعبث فى شوارع الهرم وفيصل وأمام المحافظة.. دون رقيب أو حساب.. وكأن المودة والحميمية ألفت بين قلوبهم..
وأخيرًا وليس آخرا.. أقول لأهالى أكتوبر وزايد والهضبة ومحافظات أخرى تعانى، لكم الله.. وابحثوا عن مدينة جديدة فى المريخ عسى أن تجدوا هناك قانونًا يطبق ورجالًا تدفعهم الوطنية والمسئولية بالقيام بواجبهم فى هذا الوقت العصيب الذى يمر به البلاد.. اللهم قد بلغت..
وللحديث بقية..