الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المحمول.. مسحراتى المصريين فى رمضان 2016

المحمول.. مسحراتى المصريين فى رمضان 2016
المحمول.. مسحراتى المصريين فى رمضان 2016




كتب - محمود محرم


لا يكتمل شهر رمضان بدون وجود المسحراتى امر ارتبط بشهر رمضان ومع تطور الزمن ومع التقدم الهائل للتكنولوجيا على جميع الأصعدة ما زالت مهنة المسحراتى خلال شهر رمضان تتحدى هذا التقدم وما زالت محافظة على تواجدها، حيث كان المسحراتى يتجول بين الشوارع ضاربا على الطبل كى يوقظ سكان الحى قبل أذان الفجر بنحو ساعتين لتناول وجبة السحور التى تعينهم على صيام نهار رمضان.
إلا أن الأمر الجديد فى هذا العام ظهر نوع جديد وهو مسحراتى المحمول لمن أراد أن يستيقظ فى موعد يتم تحديده بالاتفاق بين المسلمين للسحور بان يسجل اسمه ورقم هاتفه المحمول أو الأرضى ويتم تكوين فريق مسحراتية من خلال استخدام التليفون بدلا من الشكل النمطى للمسحراتى.
وقال الدكتور محمد عبدالعزيز من علماء الأزهر: إن بداية ظهور مهنة المسحراتى كانت فى عصر المماليك كما يذكر المؤرخون مشيرًا إلى أن المسلمين كانوا منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، يعرفون وقت السحور بأذان بلال بن رباح، ويعرفون المنع بأذان ابن أم مكتوم فقد كان هناك أذانان للفجر أحدهما لبلال قبيل الوقت الحقيقى للفجر والثانى لعبد الله بن أم مكتوم، وجاء فى الحديث الشريف الذى رواه البخارى ومسلم «إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم»، وما كان الناس فى المدينة يحتاجون إلى أكثر من ذلك للتنبيه على السحور طبقًا لما جاء فى دراسة أثرية عن المسحراتى والمفردات الرمضانية.
وتابع: إن استحداث أمور جديدة للسحور باستخدام التكنولوجيا الحديثة أمر جيد لا كراهة فيه والمقابل المادى لذلك لا بأس.
 وقال محمد كامل الباحث فى شئون الحركات الاسلامية: إن المسحراتى كان فى العصر العباسى يحمل طبلة صغيرة يدق عليها مستخدمًا قطعة من الجلد أو الخشب ومعه طفل أو طفلة صغيرة مع شمعة أو مصباح لتنير له طريقه، وكانت النساء تترك له على باب منازلهن قطعة نقود معدنية ملفوفة داخل ورقة ثم يشعلن أحد أطرافها ويلقين بها إلى المسحراتى الذى يستدل على مكان وجودها من ضوء النار فيدعو لأصحاب البيت ويقرأ الفاتحة، وكان ابن اسحاق أول من أيقظ الناس على الطبلة بذهابه ماشيًا من مدينة العسكر فى الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص.
مشيرًا إلى أن حرص المسلمين على طعام السحور منذ صدر الإسلام وحتى الآن لما فيه من بركة حض عليها الحديث النبوى الشريف: “تسحروا فإن فى السحور بركة” ومن هنا فإنه فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، كان وقت السحور يُعرف بأذان التنبيه الذى كان يقيمه الصحابى الجليل بلال بن رباح.
وأضاف: ظهور فكرة جديدة للمسحراتى باستخدام أجهزة التليفونات هى محاولة للمحافظة على هذه المهنة ويمكن أن نطلق عليها إعادة احيائها مرة أخرى باستخدام تقنيات حديثة وهو أمر محمود لا بأس به مادام تؤدى نفس الغرض المقصود منه.