الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خطايا أمريكا (3)

خطايا أمريكا (3)
خطايا أمريكا (3)




عبد الله يسرى  يكتب:

إذا تحدثنا عن أمريكا الفاضلة وما اقترفته من آثام فى الخمس سنوات الماضية عبر ما يسمى «الربيع العربى» المزعوم وآلياته الجديدة التى استخدمتها فى تدمير وتفتيت دول عربية وإذكاء الحرب الأهلية فيها فستقشعر الأبدان، إن الرأى العام العربى الآن والمصرى على وجه الخصوص غير مؤهل لاستيعاب الحقيقة، وهناك الأذناب الذين سينبرون مدافعين ومشككين فى كل ما سنسرده.
لقد دعمت أمريكا التنظيم الدولى للإخوان عبر قنوات من الاتصال غير المعلنة والتى فضحت فيما بعد ، فى اسقاط انظمة عربية ليس بهدف الديمقراطية كما تدعى ولكن لتحقيق استعمارا بشكل جديد لتسيطر على مصادر الطاقة والثروات وتحطيم الجيوش العربية ذاتياً، والوصول إلى وضع «Faild State» أو الدول الفاشلة وصولأ لوضع الوصاية عليها وتقسيمها، استخدمت دولا مع الأسف عربية كحصان طروادة لتحقيق التمويل والأرضية لهذه المؤامرة الكبرى واستخدمت تنظيماً لا يعترف بفكرة الوطن ويزعم «استاذية العالم» وينادى بالخلافة، استخدمته لتحقيق هذه المؤامرة.
بدت الصورة شديدة السواد فى هذه السنوات الخمس فى بدايتها، فليس لدى الشعوب العربية التى قتلها الجهل والأمية والأنانية والتدين الكاذب إلا أن تكون ضحية وقربانا، وسوف لن أسرد أحداثاً ما زالت طازجة فى ذهن القارئ حدثت فى دول عربية كالعراق وسوريا وليبيا واليمن، ولكن مصر استثناءا، فعبر قلبها الصلب، وبوعى وادراك لهذه المؤامرة – التى لها جذور دينية مرتبطة بمعركة الخلاص أو المواجهة الكبرى التى ينتظرها وتخطط لها المسيحية الصهيونية العالمية والماسونية – وعبر مناورة طويلة لن يستوعب تفاصيلها الأن الرأى العام، وجهت مصر ركلة إلى مؤخرة امريكا، وأفشلت الحلم الذى كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيقه، حيث كانت مصر فى تفاصيل هذه المؤامرة هى «الجائزة الكبرى».
يوماً ما سأكتب بثقة من أن القارئ الكريم سيستوعب ما أقوله، حيث إن الحقيقة تظهر شيئا فشيئا، وما الأحداث التى شهدتها تركيا فى الأيام الماضية ولا تزال إلا كاشفة ومفسرة لسيناريو كنا نراه رأى العين ولكن العناية الإلهية كانت بمصر رحيمة، لطيفة، قوات مصر المسلحة وشرطتها الوطنية وابناؤها فى جميع التخصصات، وعبر ضميرهم الجمعى، خرجوا وانتفضوا بعد أن تجمعت الملايين فى ميادين مصر، وكانت ثورة الشعب فى 30 يونيو 2013، وبرغم كل ذلك مازالت المؤامرة قائمة، متجددة، متغيرة للفاضلة أمريكا.