الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

من «بيت الله» إلى «البيت الأبيض» وثائق «صعود» و«سقوط» الإخوان «الحلقة الثانية عَشْرَةَ»

من «بيت الله» إلى «البيت الأبيض» وثائق «صعود» و«سقوط» الإخوان «الحلقة الثانية عَشْرَةَ»
من «بيت الله» إلى «البيت الأبيض» وثائق «صعود» و«سقوط» الإخوان «الحلقة الثانية عَشْرَةَ»




دراسة يكتبها هانى عبدالله

بالتفاصيل: الهياكل التنظيمية «الكاملة» لإخوان أوروبا

بالتوازى مع الحركة «النشطة»، التى أبداها «إخوان أمريكا» فى بداية التسعينيات؛ كانت – أيضًا – عجلة «إعادة الهيكلة» الداخلية تلقى بظلالها على العمق الأوروبى لـ«تنظيم الإخوان الدولي».. ففى العام 1992م – على سبيل المثال  تم إسناد قيادة «اتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا» (الغطاء الحركى لـ«أمانة التنظيم الدولى») (1)، للقيادى «الإخوانى» ذى الأصول العراقية «أحمد كاظم الراوى» (2)؛ تمهيدًا للعب عملية تنسيق «مُمنهجة»، وعلى نطاقٍ واسع بين أفرع التنظيم الأوروبية.. إذ بدت الصورة
– خلال تلك الحقبة – أن ثمة (3) نقاط ارتكاز «رئيسية» يُمكن أن تُسهم، إلى حدٍّ بعيد، فى دعم نمو مخططات عالميًّا، بشكل أكبر.. وكانت «نقاط الارتكاز» تلك، هي: لندن (بريطانيا)، وباريس (فرنسا)، وبرلين (ألمانيا).
■ ■ ■
فتاريخيًّا.. رحل «سعيد رمضان» إلى جنيف بالعام 1958م، ودرس الحقوق هناك.. ثم أسس «الجمعية الإسلامية فى ألمانيا» - عُرفت فيما بعد باسم «التجمع الإسلامى فى ألمانيا» - الّتِى ترأسها لمدة عشر سنوات، خلال الفترة ما بين 1958 و1968م. . وفى العام 1960م، وأسس مع «غالب همت» (وهو سورى يحمل الجنسية الإيطالية) المركز الإسلامى فى «ميونخ».. كما أسهم، إذ ذاك، فى تأسيس «رابطة العالم الإسلامي» (3).. ثم خَلَفَ رمضان فى رئاسة الجمعية الإسلامية فى ألمانيا «باكستاني»، يدعى «فازل يازداني»، قبل أن يترك موقعه، بعد فترة قصيرة، للقيادى الإخوانى «غالب همت».
.. وبصورة عامة؛ كان «التجمع الإسلامي»، والمركز التابع له «مركز ميونخ» (4)، نقطة «مفصلية» فى رسم تحركات الإخوان داخل أوروبا.. إذ تنامت قوة التجمع (الجمعية) بشكل لافت، على مر السنين.. وباتت تسيطر على العديد من التنظيمات الإسلامية الأخرى.. واندرج تحت مظلتها مراكز إسلامية بأكثر من ثلاثين مدينة ألمانية.. كما تكمن القوة الحقيقية للجمعية فى إشرافها على عدد من المنظمات الشبابية والطلابية.(5)
■ ■ ■
أما فى «فرنسا».. وداخل المنطقة الصناعية بـ«كورناف»، فقد كان يقبع «اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا» - أو (اتحاد المنظمات الإسلامية لفرنسا)، بحسب الترجمة الدقيقة عن الفرنسية- وهو بمثابة الذراع الأوروبية الثانية لتنظيم الإخوان الدولى.
.. وينقسم الاتحاد، الّذِى يستمد قوته من شبكة تضم أكثر من 200 جمعية أهلية.. إلى 8 جهات إدارية.. تشرف كل جهة - تمثل بمندوب لدى الاتحاد - على مجموع من الجمعيات، تقسم بدورها إلى ثلاث مجموعات حسب درجة الولاء والالتزام.
فالشباب.. ينتمون إلى الشباب الإسلامى الفرنسي، أو إلى الطلبة المسلمين الفرنسيين.. والأخوات لـ«الرابطة الفرنسية للمرأة المسلمة».. وفى المجال الإنسانى «لجنة دعم فلسطين».. كما تضم «جمعية ابن سينا» الأطباء.. بينما يتجمع الدعاة تحت راية «جمعية أئمة فرنسا».
ومن الناحية التاريخية، أيضًا.. فقد أنشئ الاتحاد، فى العام 1983م، بـ«مورثاى موزال»، بمعرفة كل من: التونسى «عبد الله بن منصور»، والعراقى «محمود زهير».. وكان فى بدايته، يتكون من تجمعات إسلامية، ذات تنظيم «شبه سري»، إذ تُبَيّن «أليسون بارجتر»، فى كتابها (The Muslim Brotherhood: from opposition to power): إن جذور الاتحاد امتدت؛ لتتضمن: «اتحاد الطلبة المسلمين بفرنسا» (AEIF)، الّذِى أنشأه فى العام 1963م «حميد حميد الله»، ذو الأصول الهندية، الّذِى كانت تربطه علاقة صداقة قوية بكل من: «سعيد رمضان»، والقيادى الإخوانى السورى «عصام العطار».. وعلى الرغم من أنه كان اتحادًا صغيرًا؛ فإنه استطاع إقامة العديد من الفروع داخل المدن الجامعية الرئيسية فى فرنسا.
وكان الرافد الثانى للاتحاد، هو «المجموعة الإسلامية بفرنسا» (GIF)، الّتِى أنشئت فى العام 1979م، بمدينة «فلانسنيان» - شمال شرق فرنسا، بالقرب من مدينة ليل؛ إذ ضمت تلك المجموعة الطلاب التونسيين بقيادة الداعية «أحمد جاب الله»، الّذِى كان مرتبطًا، بدوره، و«حركة الرعاية الإسلامية» (MTI) المعارضة، الّتِى قادها «راشد الغنوشى»، وتحولت - فيما بعد – لـ«حركة النهضة» (الفرع التونسى للإخوان).. ورغم أن «المجموعة الإسلامية بفرنسا»، كانت هى القطاع الرئيسى الّذِى يتحرك داخله الطلاب التونسيون؛ إلا أن المجموعة اتخذت - فى حينه - القيادى والفقيه الإخواني، لبنانى الجنسية، «فيصل مولوي» مرشدًا روحيًّا لها.
وفى أغسطس من العام 1983م؛ قررت تلك المجموعات توحيد رايتها.. ومن ثمَّ، كان أن أسست «اتحاد المنظمات الإسلامية» (UOIF).. إذ ساعد على هذا الأمر، عمل حكومة «ميتران» الاشتراكية، فى العام 1981م على «لبرلة» التشريعات الخاصة بإنشاء اتحادات أجنبية فى فرنسا.. كما أن السنوات الأولى من الثمانينيات كانت زمنًا ساده التفاؤل بين الأطياف الإسلامية المختلفة، عقب نجاح الثورة الإسلامية فى طهران، إذ أحيت أمل «البديل الديني» فى الحكم.
إلا أن نقطة التحول، والانطلاق الكبرى فى مسار الاتحاد.. كانت فى العام 1990م.. عندما اقتربت قياداته من «الدوائر الأمنية» فى فرنسا.. فحينها.. كان أن توسعت الشبكة السياسية والاجتماعية - بل والأمنية.
- للاتحاد.. وأصبح، فيما بعد، مقرًا رئيسيًّا، لاحتواء الإسلاميين (التونسيين) الهاربين من مطاردات نظام «بن على».. فضلاً عن أنه أصبح محلاً لتجمع العديد من قيادات التنظيم الدولي، تحت رعاية راشد الغنوشى - أو الشيخ «الراشد» وفقًا لمكاتبات التنظيم السرية - رغم أن «الشيخ الراشد» فضَّل - فى وقت تالٍ- أن يبقى إلى جوار (أمانة لندن)، حيث بؤرة التنظيم، الأكثر سخونة. (6).. وبين أروقة «كورناف».. توثق العديد من الصلات بين نشطاء الاتحاد (خصوصًا التونسيين)، وعدد من دوائر الاستخبارات الفرنسية، مثل: (DGSE).
■ ■ ■
عبر العديد من الشواهد التالية؛ كانت العلاقات بين التنظيمات الإخوانية، والعديد من الدوائر الأمنية، والاستخبارية الغربية (بما فى ذلك: الاستخبارات الأمريكية) فى تصاعد مُستمر.. وما جرى فى «فرنسا» (عبر إخوان تونس) تكرر بشكل كبير فى غيرها من البلدان الغربية.. وهو ما كشفت عنه التقارير «الدورية» لتلك الدوائر، فى أكثر من مناسبة (سيكون لنا مع هذا الأمر وقفة تالية).
.. وما يعنينا – مرحليًّا – أن شبكة النمو «المتزايدة» للتنظيمات الإخوانية بين ربوع الدول الغربية، امتدت خلال تلك الفترة (أي: ابتداءً من التسعينيات، حتى بداية الألفية الجديدة)؛ لتطال العديد من الكيانات الإسلامية بالقارة العجوز، تحت مظلة «اتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا».. إذ ضم «الاتحاد»، على سبيل الحصر (7): عشر مؤسسات مركزية، وعشرة أقسام مركزية، وخمس لجان مركزية، و30 مؤسسة فرعية.. وتشمل المؤسسات المركزية، كلاًّ من:
■ المعهد الأوروبى للعلوم الإنسانية بـ«باريس» و«شاتو شينون».
■ المعهد الأوروبى بـ«ويلز - بريطانيا».
■ المجلس الأوروبى للإفتاء والبحوث.
■ المنتدى الأوروبى للمنظمات الشبابية والطلابية (FEMYSO).
■ مؤسسة «الوقف الأوروبى».
■ اتحاد المدارس العربية الإسلامية.
■ المنتدى الأوروبى للمرأة المسلمة.
■ المنتدى الأوروبى للإعلاميين.
■ مؤسسة القرآن الكريم فى أوروبا.
■ منتدى رجال الأعمال.
أما الأقسام المركزية، فهى:
■ الأمانة العامة.
■ قسم التربية والدعوة.
■ قسم التخطيط والمؤسسات المركزية.
■ قسم العمل النسائي.
■ قسم المواطنة والشئون السياسية.
■ قسم الشباب والطلاب.
■ قسم التدريب والتنمية البشرية.
■ قسم العلاقات العامة.
■ قسم شرق أوروبا.
■ قسم الإعلام.
.. ويضاف إلى هذه الأقسام: «قسم المال، ومكتب الرئيس».
.. واللجان المركزية، هي:
■ لجنة الاستيعاب للشباب.
■ لجنة التحكيم.
■ اللجنة المالية.
■ اللجنة الشرعية.
■ هيئة أمناء الاتحاد.
.. والمؤسسات الأعضاء، هى:
■ روسيا - «اتحاد المنظمات الإسلامية فرع روسيا».
■ رومانيا - «الرابطة الإسلامية والثقافية فى رومانيا».
■ أوكرانيا - «اتحاد المؤسسات الاجتماعية بأوكرانيا».
■ البوسنة - جمعية الثقافة والتعليم والرياضة - «أكوس».
■ بلغاريا - «الاتحاد للتنمية والثقافة الإسلامية».
■ كوسوفا - «المؤسسة الثقافية للعلوم والتربية».
■ مقدونيا - «جمعية سنابل الخير فى مقدونيا».
■ مولدوفا - الجمعية الثقافية الإسلامية - «السلام».
■ المجر - «الاتحاد الإسلامى من أجل الثقافة».
■ التشيك - «اتحاد الطلبة المسلمين».
■ ألبانيا - «جمعية المستقبل الثقافية».
■ اليونان - «المركز العربى اليونانى للثقافة والحضارة».
■ بولندا - «الجمعية الإسلامية للتأهيل والثقافة».
■ بريطانيا - الرابطة الإسلامية فى بريطانيا».
■ سويسرا - «رابطة مسلمى سويسرا».
■ النرويج - «الرابطة الإسلامية فى النرويج».
■ فنلندا - «الرابطة الإسلامية فى فنلندا».
■ السويد - «الرابطة الإسلامية فى السويد».
■ ليتوانيا - «الرابطة الإسلامية فى ليتوانيا».
■ قبرص - «الرابطة الإسلامية فى قبرص».
■ هولندا - «اتحاد المنظمات الإسلامية فى هولندا».
■ الدنمارك - «المجلس الإسلامى الدنماركى».
■ إسبانيا - «الرابطة الإسلامية للحوار والتعايش».
■ النمسا - «المجمع الإسلامى الثقافى».
■ بلجيكا - «رابطة مسلمى بلجيكا».
■ إيطاليا - «الرابطة الإسلامية فى إيطاليا».
■ تركيا - «جمعية الحكمة للعلم والصداقة والتعاون».
■ فرنسا - «اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا».
■ ألمانيا - «التجمع الإسلامى بألمانيا».
■ أيرلندا - «الجمعية الإسلامية فى أيرلندا».
.. ونكمل لاحقًا

الهوامش

(1)- مقر الاتحاد الحالى «بروكسل».. ويديره الآن التونسى «عبدالله بن منصور»، الذى أسس «اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا» بالعام 1983م.. وللمفارقة.. قام وزير الداخلية الفرنسى الأسبق «بيير جوكس» بإلحاق «بن منصور» كعضو بـ «مجلس التفكير حول الإسلام فى فرنسا» (CORIF)، بالعام 1990م (!).. إذ كان يضم المجلس، وقتئذ، نحو خمسة عشر عضوا، يمثلون مدراء المساجد الكبرى والشخصيات الإسلامية المرموقة فى فرنسا.
(2)- «كاظم الراوى»، هو: «د. أحمد كاظم فتحى الراوى».. ولد بمقاطعة «الأنبار» (غرب العراق).. استوطن بريطانيا، منذ فترة بعيدة، وحصل على جنسيتها.. شغل موقع الرئيس «الأسبق» لاتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا.. إلى جانب عضويته بـ«المجلس الأوروبى للإفتاء» الذى أشرف عليه الشيخ القطرى «يوسف القرضاوي»، إذ كان يضم هذا المجلس أغلب متخصصى الشريعة، والدراسات الإسلامية (التابعين لتنظيم الإخوان)، مثل: الشيخ فيصل مولوى (لبنان - توفى فى مايو 2011)، والشيخ حسين محمد حلاوة (أيرلندا)، ود. سلمان بن فهد العودة (السعودية)، ود. أحمد جاب الله (فرنسا)، ود. أحمد على الإمام (السودان)، والشيخ إسماعيل كشوفلى (بريطانيا)، والشيخ أنيس قرقاح (فرنسا)، والشيخ البقالى الخمار (هولندا)، ود. حسين حامد حسان (مصر)، ود. حمزة بن حسين الشريف (السعودية)، ود. جمال بدوى (كندا)، وراشد الغنوشى (بريطانيا)، والشيخ سالم الشيخى (بريطانيا)، و«د. صلاح الدين سلطان» (مصرى الأصل، ممثلاً عن «إخوان أمريكا»)، ود. عبد الستار أبو غدة (ممثلاً عن السعودية)، ود. عصام البشير (السودان)، والشيخ «د.على القرة داغى» (قطر).
ووفقًا لتقرير «التنظيم الدولى» الخارجى، فى يناير من العام 2005م؛ كان «الاتحاد»، وقت رئاسة «الراوى» (أبو حسن) محلاً للاستهداف الدولى، من قبل بعض الأجهزة الأمنية الأوروبية، إذ كان من بين ما رصده التقرير، حينئذٍ: اتهام رئيس الاتحاد (أبو حسن)، بأنه عضو م. ر تنظيم عالمى (أى: مكتب إرشاد التنظيم العالمي).. وبالتالى.. تم الاستقرار، وقتئذ، على أن يستمر «الراوي» فى موقعه، حتى لا يثير الأمر أى شكوك أمنية.. إذ كانت ستنتهى ولايته بشكل رسمى فى يونيو من العام 2006م.. وهو ما حدث بالفعل، إذ خلفه فى موقعه «البريطانى ذو الأصول المغربية» (شكيب بن مخلوف).
(3)- كانت هذه الرابطة محلاً لرصد «المخابرات الأمريكية» منذ وقت مبكر، إذ اتهمتها فى مارس من العام 2002م، بتمويل الإرهاب.. وهو ما أعقبته مداهمة «قوة مهمات»، تخضع لإشراف «وزارة الخزانة» لمكاتب الجماعة فى «فرجينيا الشمالية»؛ بحثًا عن ملفات تربط الجماعة بالقاعدة وحماس والجهاد الإسلامى الفلسطينية.. وفى ديسمبر من العام 2004م، طلبت لجنة التمويل فى مجلس الشيوخ سجلات رابطة العالم الإسلامى من جهاز الضرائب الداخلى كـ«جزء من تحقيق فى صلات محتملة بين المنظمات غير الحكومية والشبكات الممولة للإرهاب».
(4)- تولى «مهدى عاكف» مرشد الجماعة السابق مسئولية «مركز ميونخ» فى الثمانينيات، قبل أن يترك موقعه للمصرى «عبد الحليم خفاجى»، الّذِى استقر بـ«ميونخ» فى العام 1979م.
(5)- جاء التركيز على «الشباب»، بشكل أعمق - من الناحية التجنيدية «الحركية».
بعد وصول القيادى الإخوانى «إبراهيم الزيات» لرئاسة الجمعية.. فقد أدرك الرجل أهمية التركيز على الجيل الثانى من المسلمين الألمان.. وأطلق حملات تجنيد لتنظيم المسلمين الشباب فى المنظمات الإسلامية.
ومؤخرًا.. حذر تقرير «محلى» لشرطة مدينة «ميكينهايم» الألمانية من وجود صلات غير مطمئنة لـ«الزيّات»، والعديد من التنظيمات المتشددة بألمانيا.
وربطت شرطة «ميكينهايم» بين الزيات و«المعهد الأوروبى للعلوم الإنسانية»، وهو معهد فرنسى لإعداد الأئمة الأوروبيين.. إلا أن تقارير وكالات الاستخبارات الألمانية ترى أنه «مفرخة» للعديد من رجال الدين المتطرفين.. وتشير وكالة (BND) للاستخبارات الخارجية إلى ارتباط اسمه بعدد من القضايا، الخاصة بعمليات «غسل الأموال».
 وإن كنا لا ندرى إلى أى مدى وصلت معلومات «الاستخبارات الألمانية».. إلا أننا نرى أن ارتباط «الزيات» بالمعهد، طبيعيًّا.. ويتماشى وسياق الشبكة العامة الّتِى شكلها تنظيم «الإخوان» داخل أوروبا (!)
.. فالمعهد نشأ برعاية «اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا» التابع لاتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا (مقر أمانة لندن بتنظيم الإخوان الدولي)، وخضع لإشراف مباشر من الداعية - تونسى المولد والمنشأ- «أحمد جاب الله»، عضو المجلس الأوروبى للإفتاء.. كما كانت «صبيحة أربكان» - زوجة الزيات- عنصرًا بارزًا بـ«مركز دراسات المرأة»، التابع للمعهد، إذ تأسس المعهد فى بادئ الأمر خلال العام 1992م، بالتوازى مع إدارة «اتحاد المنظمات» لعدد من المساجد والمدارس، والمخيمات الشبابية، الموزعة بين أنحاء فرنسا.. وكثير من دروسه تعطى عن طريق المراسلة، إذ يسعى الاتحاد من خلال «معهده» لتكوين الأئمّة بما يتفق وفهم الجماعة للإسلام (!)
 ويضم المعهد قسمًا لـ«أصول الدين»، وآخر لـ«الشريعة الإسلامية».. ويحتوى على 12 غرفة ومكتبة، وقاعتين للمطالعة وتسع قاعات للدراسة.. ومن أشهر المترددين عليه، كذلك - إلى جانب الزيات - «طارق رمضان»، ابن سعيد رمضان، الّذِى يحمل الجنسية السويسرية، ويعد أحد الفاعلين البارزين بـ«التجمع الإسلامى فى ألمانيا».
.. لمزيد من التفاصيل؛ يُمكن مراجعة:
هانى عبدالله، «كعبة الجواسيس: الوثائق السرية لتنظيم الإخوان الدولي»، مركز الأهرام للنشر (مؤسسة الأهرام الصحفية) – القاهرة- 2015م.
(6)- هانى عبدالله (مصدر سابق).
(7)- هانى عبدالله (مصدر سابق).