الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«السيسى»: شكراً لدعمكم للقضية الفلسطينية

«السيسى»: شكراً لدعمكم للقضية الفلسطينية
«السيسى»: شكراً لدعمكم للقضية الفلسطينية




شرم الشيخ ـ ولاء حسين

على هامش الاحتفال بمرور 150 عامًا على بدء الحياة النيابية بمصر عقد أمس بمدينة شرم الشيخ جلسة مشتركة جمعت البرلمان العربى والإفريقى، وفى إطار التنسيق والاستعداد للقمة العربية الإفريقية المقبلة، ولاتخاذ عدد من القرارات التى يمكن وضعها على جدول أعمال القمة فى مالابو بغينيا الاستوائية نوفمبر المقبل.
وتصدرت قضية الإرهاب اهتمام المشاركين فى فاعليات المؤتمر، وفى ضوء التهديدات الحالية من التنظيمات التى تستهدف إفريقيا والوطن العربى على غرار داعش وبوكو حرام.
وتوجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، بالشكر إلى قادة البرلمان العربى والإفريقى على دعمهم للقضية الفلسطينية وحق فلسطين فى إقامة دولة عاصمتها القدس، قائلاً: «إن مشاركة البرلمانين الإفريقى والعربى فى احتفالات مرور 150 عامًا على الحياة النيابية المصرية يعكس وحدة الأهداف وتطلع الشعوب العربية والإفريقية لتعزيز قيم الديمقراطية وترسيخ مبادئ حكم القانون وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وأجندة 2063.
وأضاف السيسى فى كلمته التى ألقاها نيابة عنه أمس، المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء فى الجلسة المشتركة بين البرلمانين العربى والإفريقى التى عقدت فى مدينة شرم الشيخ، أن الشراكة الاستراتيجية العربية والإفريقية القائمة منذ 1977 خير دليل على عمق العلاقات بين الجانبين وتمثل إطارًا مؤسسيًا يمكن تعظيم الاستفادة منه لتعزيز التعاون العربى الإفريقى المشترك لتحقيق طموحات وآمال الشعوب.
وأضاف الرئيس: أن القضايا العربية تؤثر فى القارة الإفريقية، خاصةً أنها تمثل العمق الجغرافى والاستراتيجى للمنطقة العربية، مضيفًا أن القضايا الإفريقية تؤثر أيضًا فى المنطقة العربية وعلى رأسها قضية محاربة الإرهاب الذى يضرب فى المنطقتين بلا هوادة، مشيرًا إلى أن الإرهاب يؤثر على استقرار العالم العربى والقارة الإفريقية، وآفاق التنمية فيهما.
ودعا السيسى أعضاء البرلمان المصرى فى برلمان عموم إفريقيا إلى المزيد من الإسهام الفعال فى تبنى قضايا القارة الإفريقية والعمل المستمر للدفاع عنها وتقديم أفكار ومبادرات لدفع العمل الإفريقى المشترك للأمام.
وأشار الرئيس إلى أن قضايا التنمية الاقتصادية والمجتمعية على رأس أولويات الدول العربية والإفريقية لما تتضمنه من موضوعات مهمة منها معالجة آثار تغير المناخ، مضيفًا أن مصر تولى القضايا الإفريقية والعربية أهمية كبيرة فى إطار عضويتها فى مجلس الأمن الدولى ومجلس السلم والأمن الإفريقى، كما تعطى مصر أولوية متقدمة للتعامل مع ظاهرة الإرهاب والتطرف بشكل شامل.
وطالب السيسى بتكثيف الجهود والتعاون المشترك بين الجانبين لمحاربة واقتلاع جذور الإرهاب من دول العالم، ولاسيما فى سوريا والعراق وليبيا والساحل الإفريقى والصومال، كما طالب بضرورة تبنى استراتيجية عربية إفريقية مشتركة لمواجهة الإرهاب، داعيًا البرلمانين العربى والإفريقى إلى رفع تلك الاستراتيجية إلى القادة والرؤساء باسم الشعوب الإفريقية والعربية.
وأشاد الرئيس بتأييد الدول الإفريقية للقضايا العربية فى المحافل الدولية وعلى رأسها القضية الفلسطينية للحصول على حقه القانونى والشرعى والإنسانى فى دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وقال د. على عبدالعال بالجلسة المشتركة: إن الجلسة هدفها التباحث حول كل ما يهم أمتنا العربية، وبعد أن أصبحت إفريقيا رقمًا مهمًا فى المعادلة الدولية، وبدأت دول القارة فى تنمية مواردها، والسعى إلى التواصل مع الدوائر المحيطة بها، كما حفلت علاقتها بمصر بأولوية مهمة ومتميزة، تقوم على التعاون والتنسيق المشترك فى جميع المجالات وقارتنا الإفريقية، مشيرًا إلى أن العلاقات المصرية ـ الإفريقية، فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر، شهدت نقطة تحول مهمة، إذ قامت مصر بدعم حركات التحرر الوطنى الإفريقى، الساعية إلى نيل الاستقلال فى مواجهة الاستعمار، الذى فرض هيمنته على بلدان إفريقيا وخيراتها.
ولفت عبدالعال إلى أنه بفضل الجهود المشتركة بين مصر، وحركات التحرر الإفريقية، تمكنت ثلاثون دولة إفريقية من نيل استقلالها وتحرير إرادتها حتى عام ألف وتسعمائة وثلاثة وستين، فكانت بذلك نواة لمنظمة الوحدة الإفريقية، والتى اتخذت من «أديس أبابا» مقرًا لها، ثم كان الاتحاد الإفريقى، الذى يضم فى عضويته فى الوقت الحالى، أربعًا وخمسين دولة إفريقية.
وشدد عبدالعال على أن مصر عادت بكل قوة وعزم، إلى شقيقاتها فى إفريقيا، من أجل إقامة تعاون وثيق وبناء، فى إطار من احترام المصالح المشتركة، لافتًا إلى أن مصر تسعى إلى تعميق هذه الأواصر أكثر وأكثر، فى إطار من تحقيق المصالح والمنافع المشتركة والمتبادلة، وهذا ما نص عليه دستورنا، الذى أكد عمق العلاقات العربية والإفريقية لمصر، وهو توجيه من الشعب واضع الدستور لجميع السلطات فى البلاد، على تحقيق تلك الالتزامات الدستورية.
ونبه عبدالعال إلى أن أهم التحديات المشتركة هى مواجهة التطرف والإرهاب، الذى يستهدف تقويض مؤسسات الدولة، وبث الفتن والاعتداء على حقوق الإنسان، فضلاً عن التحديات المرتبطة بالتنمية الاقتصادية الشاملة لبلداننا العربية والإفريقية، وقد حان الوقت لتعاون عربى - إفريقى يدفع بلداننا إلى مزيد من النمو والتقدم.
ودعا عبدالعال إلى جعل هذه الجلسة المشتركة للبرلمانيين نقطة انطلاق نحو مزيد من أسس التعاون، بما يفضى إلى دعم المؤسسات الديمقراطية، ودورها الرقابى والتشريعى، وتعزيز حقوق الإنسان، والحكم الرشيد، ومصالح الشعوب العربية والإفريقية.
وأوصى عبدالعال بتبنى خمس توصيات تختص بضرورة توثيق العلاقات والتعاون المشترك بين الاتحاد البرلمانى العربى، وبرلمان عموم إفريقيا، بما يخدم المصالح المشتركة لشعوبنا العربية والإفريقية، ودعوة البلدان المتقدمة إلى النظر إلى مشكلات القارة الإفريقية، الاقتصادية والاجتماعية والصحية، بما يساعد على إنهاء هذه الأزمات المزمنة، والتوقف عن محاولات الاستغلال، وممارسة الضغوط على اقتصاديات الدول الإفريقية النامية، والتى تم سلب مواردها وخيراتها، على مدى عقود من الزمن، عانت فيها إفريقيا من نير الاستعمار وقوى الاستغلال بأشكالها وصورها جميعًا.
ودعا عبدالعال الاتحاد البرلمانى العربى والبرلمان الإفريقى، إلى لعب دور محورى فى حل المشاكل الإقليمية فى إفريقيا بما يحقق الأمن والسلام والاستقرار، فى هذه المنطقة المهمة من العالم، والبدء فى تشكيل آلية، لبحث وحل هذه المشاكل، ورفض التدخل الخارجى فى الشئون العربية والإفريقية، بما يصون سيادة الدول وقراراتها المستقلة، فى إطار المواثيق الدولية، والعهود المدنية لحقوق الإنسان، ودعوة الحكومات العربية والإفريقية، إلى مزيد من التنسيق والتعاون لمواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب، وتجفيف منابعهما، بما يخدم حماية المجتمعات، من المخاطر المحدقة بها.
واختتم عبدالعال حديثه بتأكيد أن المرحلة القادمة، ستشهد مزيدًا من التعاون والتنسيق المشترك بين البرلمانيين بما يخدم بلداننا العربية وقارتنا الإفريقية.
وتوجه د. أحمد الجروان رئيس البرلمان العربى بالشكر لمصر قيادة وحكومة وشعبًا على احتضانها لهذه القمة البرلمانية الأولى من نوعها بين البرلمان العربى وبرلمان عموم إفريقيا، تأكيدًا للأهمية القصوى التى توليها الدول والقيادات الإفريقية والعربية للعلاقات البينية التى تقوم على شراكة استراتيجية وضعت أسسها قمة القاهرة عام 1977 وكرستها قمة سرت لتجسيد القرارات الصادرة عن هذه القمم لترسيخ التعاون فى مختلف مجالات المنفعة المشتركة بين منطقتينا.
وأضاف الجروان: إننا نتقاسم نفس الإنشغال بخصوص أهمية الدور الذى يجب أن يضطلع به كل من البرلمان العربى وبرلمان عموم إفريقيا فى تفعيل استراتيجية الشراكة الإفريقية ـ العربية، من أجل مستقبل أفضل.
وأكد الجروان أهمية تعزيز العلاقة بين المؤسسات البرلمانية والشعبية الإفريقية العربية، وتحديث مناهج العمل المشترك، تجسيدًا للبعد الشعبى فى تطوير التعاون الإفريقى العربى، مطالبًا بتطوير أوجه التعاون بين برلمانينا، مما يستدعى تطوير مذكرة التفاهم المبرمة بين البرلمان العربى وبرلمان عموم إفريقيا عام 2013، والتى أرست أسس التنسيق والتعاون إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك بما يعكس تطلعات الشعوب الإفريقية والعربية، مع التحديات المستجدة وتمدد التنظيمات الإرهابية، خاصةً تنظيم داعش الإرهابى وتفرعاته وتنظيم بوكو حرام، وجميع المجموعات والمنظمات الإرهابية الأخرى.
وأشار الجروان إلى أمله فى الخروج من هذا القاء بنتائج ترفع للقمة العربية الإفريقية التى ستعقد الشهر المقبل فى غينيا الاستوائية، تحت شعار معًا لتنمية مستدامة وتعاون اقتصادى، لكى تعمل حكومات بلداننا على تنشيط وتطوير التعاون الإفريقى العربى، لمواجهة التحديات الراهنة التى تعيشها المنطقتان الإفريقية والعربية، وعلى نحو خاص فى مجالات تحقيق التنمية الشاملة والعدالة الاجتماعية وفى إطار أجندة التنمية 2030 ووفقًا لأهداف الشراكة الاستراتيجية العربية الإفريقية.
وأكد روجيه نكودو دانج رئيس البرلمان الإفريقى أن مصر يقودها رجل شجاع هو الرئيس عبدالفتاح السيسى، معربًا عن تمنياته بالحياة والعمر الطويل للرئيس السيسى لتستفيد منه القارة الإفريقية والدول العربية، قالاً: إن العلاقات بين البرلمانين العربى والإفريقى قديمة تمثلت فى كثير من الزيارات واللقاءات التى تمت فيما بين الجانبين خلال السنوات الماضية.
وأضاف نكودو: إن البرلمان الإفريقى هو الهيئة الثالثة للاتحاد الإفريقى، لافتًا إلى أن مصر دولة مؤسسة فى البرلمان الإفريقى، ويضم 70 برلمانيًا يمثلون 54 دولة من دول الاتحاد الإفريقى.
وأضاف روجيه: إن هذه الجلسة المشتركة ستؤدى إلى اتخاذ خطوات كبيرة لمصلحة شعوب الدول العربية والإفريقية، مشددًا على ضرورة إيجاد حلول عالمية لجميع القضايا والتحديات التى تواجه القارة الإفريقية والدول العربية.
وقال نكودو: إن الإرهاب يمثل تحديًا كبيرًا يواجه دول الأفارقة ويتطلب تأكيد الدور التشريعى المرتقب للبرلمان الإفريقى، مشيرًا إلى أن جميع المصريين كما أكد الرئيس السيسى لهم نفس الحقوق والواجبات وأن المساواة هى المبدأ فى التعامل مع المصريين سواء مسيحيين أو مسلمين وأن لهم جميع الحقوق وعليهم نفس الواجبات.
وأشار روجيه إلى أن معركة الإرهاب يجب ألا تخوضها مصر وحدها وعلى إفريقيا أن تستفيد من تجربة الجيش المصرى فى مكافحة الإرهاب والتقدم الكبير الذى تحقق فى مجال الأمن وكذلك حركة الطيران المصرى التى حققت تقدمًا كبيرًا.