الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأزهر الجامعى بدمياط تحولت إلى تكية

الأزهر الجامعى بدمياط تحولت إلى تكية
الأزهر الجامعى بدمياط تحولت إلى تكية




دمياط - محيى الهنداوى


مع سبق الإصرار والترصد، يتعمد المسئولون بمستشفى جامعة الأزهر تأليب الرأى العام الدمياطى، بسوء التعامل والمعاملة مع المرضى المترددين على العيادات الخارجية، وأقسام الجراحة المختلفة، وكأن المواطنين عبيد لديهم، ليس لهم الحق فى الحصول على حقهم الذى تمنحهم إياه الدولة، بعكس التصريحات الوردية التى تخرج علينا بها الوزارة من وقت لآخر بتعافى القطاع الطبى.
لكن المثير للدهشة، أنه لا يخلو قسم من الأقسام العلاجية، إلا وتسمع له روايات عن سوء المعاملة التى يهتز لها الوجدان، بل وتفضح سوء التعامل والمماطلة والتسويف مع كل مريض، بالإعلان الدائم بعدم توفير الأدوية، ناهيك عن عدم إجراء أى عملية جراحية لأى مريض، سوى المرضى المتابعين لدى الأساتذة فى عياداتهم الخاصة المملوكة للأطباء العاملين فى المستشفى - هكذا يؤكد المرضى وذويهم.
المسئولون فى جامعة الأزهر يتعمدون تنغيص وتكدير المرضى وذويهم داخل المستشفى، فهناك حالات مرضية تظل قابعة فى المستشفى على أمل إجراء عملية جراحية لمدة تتجاوز الأسبوعين، بحجة كشف الانتظار الذى لا ينتهى فى أقسام العظام والمخ والأعصاب.
وعلى طريقة «دوخينى يالمونة»، يوميا يخرج ذوو المرضى إلى الصيدليات المجاورة للمستشفى لشراء لستة الأدوية اليومية التى يحددها الطبيب المعالج، والأدهى والأمر أن تلك المهزلة لم تنته بإجراء المريض للعملية الجراحية، حيث إن الأمل مقطوع دائما مع القائمين على المستشفى، الذين يرددون دائما «اصبر ستدخل للعملية فى الصباح» ولا يأتى ذلك الصباح، إلا ومريض آخر يدخل لإجراء العملية والكل ينظر فى أسف.
يقول أنور منجد، أحد المتضررين: يعلم الأطباء ما يعانيه المسئولون فى مصر ودمياط خاصة، من محاربة الفساد الإدارى وجشع التجار برفع أسعار السلع، لينتهز الأطباء انشغال المسئولين بمحاولات مستميتة لاستقرار السوق التموينية، متغافلين متابعة المستشفيات، خاصة أهم وأخطر مستشفى فى دمياط الجديدة، المعروفة بمستشفى جامعة الإخوان «الأزهر سابقا».
ويروى وحيد حسن إسماعيل، مأساته مع مستشفى جامعة الأزهر قائلا: إنه ظل بقسم العظام بالمستشفى لمدة 12 يوما فى انتظار عملية جراحية فى الحوض وتركيب مسامير وشرايح، ويوميا يشترى المحاليل من الصيدلية الخارجية، علاوة على أنه سدد 1000 جنيه للخزينة فى المستشفى من أجل إجراء العملية، ليجد كل يوم تدخل حالات أخرى لإجراء عمليات كبرى دون الالتفات إليه، إلا أنه قرر الخروج بسبب المماطلة وأنه لم يجد أموالا يسددها للطبيب فى عيادته الخاصة، وأخذ باقى الـ1000 جنيه، وعاد من جديد يطرق أبواب المستشفيات فى المحافظة لإجراء العملية.
ويلفت أهل فاطمة أحمد على، المريضة بقسم المخ والأعصاب، إلى أن حالتها تزداد سوءا وسط تجاهل المسئولين فى المستشفى، منوهين إلى أنه كان من المقرر إجراء العملية لها منذ أسبوع، إلا أنه لا جديد سوى دخول حالات جديدة تابعة للأطباء، وينتظر أهلها تدخل المسئولين فى المحافظة لإنقاذها بعدما أصبحت حالتها النفسية تحت الصفر بسبب المواعيد المتضاربة وعدم وجود أى طبيب يطمئنها على حالتها الصحية.
ويقول عادل عمارة، أحد المتضررين: إن المسئولين فى المستشفى يؤكدون أنه ليس للمحافظة سلطان عليهم وتعليماتهم مركزية بعيدا عن دمياط، وكأنهم فوق القانون، مخاطبا الأجهزة الرقابية والأمنية: «إن الله يزع بالسلطان مالم يزع بالقرآن»، مؤكدا ضرورة تدخل المسئولين لتكليف الأطباء والعاملين بالمستشفى بحسن معاملة المترددين من المرضى واحترام آدميتهم، وأن يرفقوا بالمرضى، وأن يعملوا بالتوازى مع حملاتهم على الأسواق ببحث وحصر الحالات المرضية المتراكمة بأقسام المستشفى ليجدوا العجب والروايات التى يشيب لها الولدان.
ويوضح أحمد عيسى، بالمعاش، أن أطباء مستشفى الأزهر يتعاملون مع الأهالى والمرضى وكأن على رءوسهم ريشة، فلا أحد يستطيع إنقاذ حالته المرضية إلا بشق الأنفس، وكأنها عزبة خاصة يديرها مجموعة من الأطباء حسب أهوائهم، دون أن يكون بها مكان لأى فقير.