الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تأييد أزهرى لـ«تعيين» واعظات بالمساجد والأوقاف تستهدف 2017 واعظة العام الجارى

تأييد أزهرى لـ«تعيين» واعظات  بالمساجد  والأوقاف تستهدف 2017 واعظة العام الجارى
تأييد أزهرى لـ«تعيين» واعظات بالمساجد والأوقاف تستهدف 2017 واعظة العام الجارى




كتب - عمر حسن

شهدت الدعوة فى مصر خطوة جديدة ومهمة أقدمت عليها وزارة الأوقاف بتعيين أعداد كبيرة من الواعظات حيث أعلن وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة أن الوزارة تستهدف تعيين  ألفى واعظة هذا العام ليكون عام المرأة بالأوقاف.
ومع الاهتمام الشديد بملف الدعوة النسائية كان لا بد من معرفة أساس الفكرة وكيف بدأ تطبيقها، حيث يؤكد مصدر مسئول بالأوقاف أن الفكرة بداية لخطة ستستمر فى إدخال السيدات والفتيات للعمل بمهنة الوعظ والخطابة، وأن الفكرة بدأت فى عهد وزير الأوقاف الأسبق محمد حمدى زقزوق، ودخلت حيز التنفيذ فى عهد الوزير الحالي، الدكتور محمد مختار جمعة، بعد أن تقدم الشيخ جابر طايع يوسف، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، بمذكرة  للوزير، يطلب فيها الاستعانة بالواعظات فى مساجد الأوقاف.
وأوضح «طايع» أن هؤلاء الداعيات والواعظات سيكون لهن شأن فى الوعظ والخطابة، فهن مؤهلات للعمل الدعوى والهدف من إلحاقهن للعمل بتلك المهنة هو تثقيف سيدات ونساء مصر، وعدم تركهن فريسة للسيدات المنتميات للتيارات المتطرفة واللائى يقمن ببث سمومهن وأفكارهن المضللة والمتطرفة، مضيفاً إن هؤلاء الواعظات متطوعات ويقمن بتقديم درسين فى المساجد أسبوعياً، وسيتم عملية توزيعهن أولاً على المساجد العامة والكبرى فقط كبداية، على أن يتم تعميم التجربة  مستقبلا.
أما عن رأى المشايخ فى ذلك القرار، فأعرب الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالجامع الأزهر سابقًا، عن ترحيبه بذلك القرار، لافتًا إلى أنه معمول به بالفعل منذ الثمانينيات فى دولة الأردن، وكانت المساجد تحدد أوقاتًا معينة لدروس النساء بعيدًا تمامًا عن الرجال، بل وكن يجتمعن أحيانًا فى منزل إحداهن.
وأضاف الأطرش لـ «روزاليوسف» إن وجود الواعظات بالمساجد سيمنح الخصوصية والاطمئنان للسيدات اللاتى كن يترددن على المساجد لاستفتاء المشايخ الرجال فى أمور قد تكون محرجة، مشيرًا إلى أن وجود واعظة بالمسجد سيسمح بمساحة أكبر من الأريحية فى الحديث عن المشاكل الأسرية، والمشاكل المتعلقة بتطهر المرأة.
واستشهد رئيس لجنة الفتوى الأسبق بما فعله الرسول -صلى الله عليه وسلم- حينما ذهبت إليه إحدى النساء تسأله عن كيفية التطهر من الحيض، فحولها إلى السيدة عائشة، لأنها أعلم عنه فى تلك الأمور التى تخص النساء، مضيفًا: «كل ما يتعلق بالتطهر والاغتسال فى فترة الحيض، أولى بالمرأة أن تجيب عنها عن الرجل».
وتابع الأطرش: «يتردد النساء على مشايخ الأزهر لطلب الفتوى فى تلك الأمور، ويجلسن فى المساجد من وراء ساتر ليتلقين العلم من المشايخ، والأولى أن يتلقينه من النساء وليس الرجال»، مردفًا: «المرأة تدرس العلم كما شاءت، وتنقطع فى فترات الحيض عن ملامسة المصحف، ولكنها تستشهد بالآيات كيفما شاءت»، مختتمًا: «كل ذلك شرط أن تكون المرأة على قدر كافِ من العلم، يسمح لها بممارسة ذلك الدور المهم».
وفى السياق ذاته، أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة بجامعة الأزهر، أنه لا بأس فى أن تخرج المرأة للدعوة الإسلامية، قائلًا: «الدعوة تجوز لكل من يحسنها سواء كان رجلًا أو امرأة».
وتابع كريمة: «عندما نقرأ القرآن سنجد أن أمهات المؤمنين - رضى الله عنهن - كن يمارسن العمل الدعوي، مثل السيدة عائشة والسيدة أم سلمة، وصفية»، مستشهدًا بالآية القرآنية الكريمة رقم «33» فى سورة الأحزاب: « وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِى بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا».
وأوضح أستاذ الشريعة أن الصحابة -رضوان الله عليهم- كانوا يذهبون لتلقى العلم من السيدة عائشة -رضى الله عنها- حتى فى مصر كانت السيدة نفيسة إحدى مرجعيات الإمام الشافعي، وكذا السيدة زينب بنت الإمام على- رضى الله عنها- التى أُطلق عليها «المشيرة».
وشدّد كريمة على أن الواعظات بالأوقاف لن يصعدن المنبر أو يلامسن المحراب أو يؤدين خطب الجمعة، لأن ذلك خلط يروجه الجهلاء، ولكنهن سيمارسن الدعوة فقط مع مثيلاتهن من النساء، مختتمًا: «تربية النساء فى المساجد هى تربية للمجتمع كله».
أما عن قضية مزاحمة النساء للرجال فى المساجد، أثناء عملهن بالدعوة، فقال الشيخ رمضان عبد الرازق، أستاذ الفقه المقارن بمجمع البحوث الإسلامية، إن الاختلاط بين النساء والرجال جائز بشروط وضوابط شرعية نعلمها جميعًا.
وتابع: «لن يتقدم المجتمع والدين والوطن إلا بتقدم الجناحين»، قاصدًا الرجال والنساء، مضيفًا إن المرأة إذا كانت على علم وفهم ستخرج لنا الأبطال والعلماء والوزراء، أما إذا كانت جاهلة فستخرج لنا الجهلاء أمثالها، ولن ينصلح حال المجتمع أبدًا.
وأكد عبد الرازق أن تلقى المرأة للعلم من جانب الرجل والاحتكاك به مباشرة قد يسبب فتنة لأى منهما، خاصة فى أمور مثل «الاغتسال والطهارة والحيض»، والأفضل فى ذلك أن تسأل امرأة مثلها، درءًا للشبهات.
وأشار أستاذ الفقه المقارن إلى أن النساء كن يخرجن للغزوات مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكن يضمدن جروح المقاتلين، وحتى السيدة أم عمارة خرجت من المدينة لمكة وقطعت كل تلك المسافة لمبايعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بل وحاربت النساء فى الغزوات، وكذلك أمر الرسول صحابته بأخذ العلم عن السيدة عائشة -رضى الله عنها- قائلًا: «خذوا علمكم عن هذه المرأة»، وحتى أساتذة البخارى كن من النساء.
واختتم: «بوجه عام أرى إشراك المرأة فى تجديد الخطاب الدينى فى تلك الفترة أمر واجب، لأنها نصف المجتمع، ومرحبا بها على الفضائيات لوعظ النساء والرجال، شرط الاحتشام والتسلح بالعلم».